العدد 200 -

السنة الثامنة عشرة رمضان 1324هـ – تشرين الثاني 2003 م

الضغوط الأميركية والاستجابة الفورية!

الضغوط الأميركية والاستجابة الفورية!

إحزم حقائبك، واستعد استعداداً كاملاً لاستقبال القادم، الضيف، تاجر الديمقراطية، وليس تاجر البندقية، إنه قادم ليسوِّق لنا (الديمقراطية) بأرخص الأسعار، فاغتنموا الفرصة التي لا تتكرر، وها هو أول الغيث قد بدأ ينهمر.

أنظر إلى اتفاق البشير مع جون غارانغ، والإفراج عن الترابي، والإفراج عن المعتقلين المسلمين في مصر، ووعود مبارك بإنهاء أحكام قانون الطوارئ، وإعلان السعودية بأن انتخابات جزئية للمجالس البلدية ستجري خلال عام. أنظر افتتاح الأمير نايف لمؤتمر حقوق الإنسان في الرياض، أنظر إلى نشاط الموظف الشاطر في اليمن، لقتل وسجن كل من تشك فيه أميركا بأنه يكرهها.

منذ متى كانت السعودية تفكر في تلفظ كلمة انتخابات؟ إنه الضغط المتواصل، والتهويل المتكرر الذي تمارسه أميركا ليس حباً في «الديمقراطية» لكن حباً في آبار النفط، والتي لا يمكن الوصول إليها، وتحويلها إلى مزرعة أميركية، إلا بعد حصول ما حصل في العراق، وهذا لا يعني أن من يحكمون هذه البلاد هم مخلصون، وتريد أميركا أن تفتش على كارازيات بديلة لهم، لكنها تريد المزيد من العبودية والتحكم والتقرير، نيابةً عن شعوب وحكام المنطقة كلها.

يلاحظ هذه الأيام أن العديد من حكام المنطقة ارتعدت فرائصُهُم خوفاً من بوش وتهديداته، ولسان حالهم يقول: انْجُ سَعْد فقد هَلكَ سُعَيْد، بينما أصغر شاب في هذه الأمة يتمنى أن يواجه أميركا، اليوم قبل الغد، فها هي جاءت بنفسها إلى عقر دارنا، وكأنها جاءت إلى حتفها، بينما يرى الجبناء غير ذلك؛ لأنهم مهزومون من داخلهم، ولو حُقنوا بكل شجاعة الشجعان، فلا نامت أعين الجبناء، ورضي اللَّه عن سيدنا خالد حينما قال قولته المشهورة تلك، حزناً على وفاته على فراشه وليس على صهوة جواده، هؤلاء هم قادتنا الذين نفاخر بهم، وتسعى الأمة إلى إيجاد أمثالهم، وهم كثر، ولكن الوقت لم يحن لهم لكي يزمجروا، وكل آت قريب q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *