العدد 200 -

السنة الثامنة عشرة رمضان 1324هـ – تشرين الثاني 2003 م

رمضانُ الشافي

 

رمضانُ الشافي

هَلْ لقلبي مِنَ الغوايةِ شافِ
إِيهِ، يا شَهْرَ اللَّهِ أنت شفائي
هَيْنَماتُ التَّسْبيحِ فيك أَزيزٌ
وترانيمُ الحَمْدِ صَكَّ صداها
وهُتَافُ التّكبيرِ قَضَّ سريراً
وسَناءُ التَّهْليلِ جازَ حصوناً
كُلُّ حَرْفٍ مِنَ المَصَاحفِ يُتْلى
وَدُعاءُ السُّجودِ خالَطَ دَمْعاً
كيف لا، والمَدْعُوُّ ربٌّ كريمٌ
يا عظيمَ الثَّناءِ فِضْ مِن لساني
رمضانَ الهُدى… انتظارُك نُعْمى

 

بَعْدَ ليلٍ أضاعَ نورَ العَفاف؟
مِنْ وباءِ الآثامِ في أعْطافي
شقَّ صّدْرَ الشَّيْطان في إيجاف
أُذُنَ الفِسْقِ، فانبرى لاْنصراف
نَسْجُهُ العَنْكَبُوتُ… يا للهُتاف!
شادَها الشِّرْكُ وَهْيَ للإتلاف
جَوْفَ ليلٍ، أفاضَ دونَ طوافِ!
في مناجاةٍ حُلْوَةِ الأوصافِ
جاد في العفْوِ، والورى في اْنحرافِ؟
بنشيدٍ تهفو إليه القوافي
يا مدى التَّائبينَ بَعْدَ التَّجافي

 

@@@

 

هل لقلبي مِن المّذَلَّةِ شافٍ
زُمْرَةُ «السَّامِريِّ» في القدْسِ عاثَتْ
لا تَقُلْ: «باعوا القُدس». قل: «وهبوها
بَعْثَروا مَجْدَ «القادِسيَّةِ» عَمْداً
وكأنَّ «الرَّشيدَ» أزْعَجَ فيهم
وأرادوا التَّاريخَ تَحْتَ نِعالٍ
سَلْ جراحَ «الشِّيشانِ» هل ضَّدَتْها
ويتامى «كَشْمير» سالتْ دماءٌ
مَنْ أعَدَّ الجيوشَ، والكُفْرُ يُرْدي
تِلك أفغانستان قد لَعَنَتْكُم
أيُّ شيءٍ يُعيدُ لي كِبْريائي
جُنْدُ إبليسَ نَصَّبُوا في بلادي
غَيْرَ أنَّ الأمجادَ في بَدْرَ نادتْ:
«خُذْ مِدادي واْكْتُبْ به سَطْرَ عِزٍّ
ومِنَ الكَعْبَةِ اْستطالَ هُتافٌ:
جيشُ حِطّينَ أَسْرَجَ الخَيْلَ فَجْراً
كفرتْ أُمّتي بِمَنْ (بَعْثَروها)
إيهِ يا شَهْرَ الصَّبْرِ والفَتْحِ زلزِلْ
أنت شَهْرُ القرآنِ، فلندعُ جَهْراً
أمّتي تعشقُ الخلافةَ نهجاً

 

بَعْدَ بَلْوى «هزيمةٍ» و«اْعتراف»؟
منذُ خمسين… والرُّعاةُ غَوافِ
هبةً يَعْرُبيّةَ الأعرافِ»
وأباحوا «بَغْدادَ» للأَضْيافِ
مَيِّتَ العِزِّ فاغْتَلَوْا في ارتجافِ
مِنْ جُلودِ الخِنزيرِ، ذاتِ اْحترافِ
يَدُ سلطانٍ واضِحِ الأهداف؟
من مآقيهم.. هلْ صَدى الشّ
َجبِ كافِ
شُهداء البلقانِ بالآلافِ؟
لَعْنَ عيسى اليهودَ في إنصافِ
تحت حُكْمِ النَحَّاسِ والعَرَّافِ
كُلَّ عِرْبيدٍ مُفسِدٍ مِتلافِ
«أنا قِنْديلُ النَّصْرِ، نُوريَ وافِ»
يُلْقِ في القَلْبِ نَخْوَةَ الأسلافِ
»
«آذَنَ الفَتْحُ، حانَ يومُ القِطافِ»
قدْ مضى كابوسُ السِّنينَ العِجافِ
وانتهى مَوْسمُ اْقتيادِ الخِرافِ
حُكْمَ طاغوتٍ سابغِ الأكْنافِ
أن يعودَ القرآنُ بَعْثَ اْئتِلافِ
وسَتُعلي الرَّ
اياتِ والأُفْقُ صافِ q

 

 

 

أيمن القادري

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *