العدد 378-379-380 -

السنة الثالثة والثلاثين، رجب-شعبان-رمضان 1439هـ، نيسان-أيار-حزيران 2018م

السعودية تتدحرج إلى حضن (إسرائيل) بشكل متسارع!

السعودية تتدحرج إلى حضن (إسرائيل) بشكل متسارع!

 

 أثار ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» الكثير من الدهشة بتعليقاته الأخيرة التي تبدو تصالحية بشكل غير عادي تجاه (إسرائيل). وقد أخبر «ابن سلمان» رئيس تحرير صحيفة «ذا أتلانتيك»، «جيفري غولدبيرغ» ما يلي: «أعتقد أن كل شعب، في أي مكان، له الحق في العيش في دولته الخاصة التي تتمتع بالسلام، وأعتقد أن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين الحق في امتلاك أرض خاصة»، أي أنه بات يعتبر أن لـ (الإسرائيليين) حقاً في فلسطين لا يجب نزاعهم فيه!

وكرر «ابن سلمان» الموقف الأساسي للسياسة السعودية، من حيث التزام المملكة بحل الدولتين، الذي يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الذي ينص على مبدأ «الأرض مقابل السلام»، باعتباره الإطار الأساسي للسلام (العربي الإسرائيلي). إلا أنه أكد أن «للصهاينة طموحات وحقوق وطنية طبيعية بوصفهم جماعة عرقية ودينية». ويترتب على ذلك أن (إسرائيل) ليست دولة مارقة أو بلدًا مزيفًا ومصطنعًا من قبل الغرب، فالقومية اليهودية (الإسرائيلية)، وهي ما تعنيه «الصهيونية» في صيغة «ابن سلمان»، هي في الأساس عادية ومحقة وطبيعية ومعادلة لحق أهل فلسطين في بلادهم!

وقال ابن سلمان لـ«ذا أتلانتيك»: «هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها مع إسرائيل، وإذا كان هناك سلام، سيكون هناك الكثير من التعاون بين إسرائيل ومجلس التعاون الخليجي ودول مثل مصر والأردن، لا سيما فيما يتعلق بإيران». وأوضح مراقبون أن بن سلمان يسير بسرعة تجاه (إسرائيل) حيث كانت هناك بالفعل سلسلة من الخطوات المهمة في هذا الاتجاه في الأعوام الأخيرة، كان آخرها منح حقوق التحليق في المجال الجوي السعودي إلى رحلات شركة طيران من الهند إلى (إسرائيل). وتوضح تعليقات «ابن سلمان» في «ذا أتلانتيك» مدى تطور المواقف الخليجية والعربية الأخرى فيما يتعلق بـ(إسرائيل)، وحتى الصهيونية، بعيدًا عن التصورات التقليدية التي كان يروجها هؤلاء.

الوعي: إن ما تقوم به دول الخليج بقيادة السعودية هو جديد من حيث الشكل، لا من حيث المضمون. نعم، فهذه الأنظمة هي أس البلاء لرعاياها بخاصة وللمسلمين عمومًا، وهي الحامية الحقيقية لـ (إسرائيل) التي لم تكن لتوجد أصلًا من غير دور فعال ومباشر من قبلهم في التمهيد لها، ومنع أية محاولة جادة لتحريرها؛ وذلك منذ أول يوم تمت صناعتها فيه؛ لذلك لا نستهجن هذا الموقف المشين من ابن سلمان تجاه الصهاينة، وهو موقف ينزع القناع الذي ارتدته هذه العائلة وخدعوا به الأمة من كونهم حماة الإسلام والمسلمين ردحًا من الزمان، إنه موقف يفضح هذه الأنظمة وكل من يلوذ بها ويعتبرها حليفًا أو شريكًا لمواجهة الأعداء، فهم رأس رمح العدو. وهو موقف يفرض على المسلمين كذلك العمل الجاد لخلع هذه الأنظمة وإقامة كيان جامع لها يحميها ويحرر بلادها ويستعيد دورها وعزها ومجدها، وإلا فإن القادم أسوأ، وهو ما يشهد عليه سلوك الجيل الجديد من حكام المسلمين الذين أعلنوها حربًا بلا هوادة على الأمة وهويتها وتراثها وحضارتها، على تاريخها وعلى مستقبلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *