العدد 378-379-380 -

السنة الثالثة والثلاثين، رجب-شعبان-رمضان 1439هـ، نيسان-أيار-حزيران 2018م

ديمستورا: سوريا تسير نحو تقسيم هادئ متدرج طويل المدى!

ديمستورا: سوريا تسير نحو تقسيم هادئ متدرج طويل المدى!

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن سوريا تتجه نحو تقسيم كارثي، وقد تشهد عودة تنظيم الدولة إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية لا تقصي أحدًا. وقال لجمهور في معهد الدراسات العليا في جنيف: «الحقيقة هي أن التقسيم الهادئ والطويل المدى لسوريا، الذي نشهده في اللحظة الراهنة في مناطق سيطرة مختلفة، سيكون كارثة، ليس فقط على سوريا، بل على المنطقة بأكملها». وأضاف ديمستورا: «من دون حل سياسي لا يقصي أحدًا، بما يشمل من تم استبعادهم، وتحديدًا الأغلبية السنية، ستعود داعش».

وقال دي ميستورا، وهو ممسك بخارطة لسوريا وعليها ألوان مختلفة تمثل مناطق السيطرة على الأرض: «هذا تمزيق، هذا في الواقع بلد فيه مناطق تخضع لنفوذ بلدان أخرى». مضيفًا: «لا يمكن أن يستمر هذا، وأعتقد أنه يتعين في نهاية المطاف أن تبقى سوريا موحدة».

وقال المبعوث الأممي أعتقد أنه لا الاتحاد الأوروبي ولا البنك الدولي سيساهمان في تمويل تكلفة إعادة بناء سوريا التي تقدر بنحو 352 مليار دولار ما لم يتم التوصل إلى عملية سياسية تشمل دستورًا جديدًا، وانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، وتقاسمًا للسلطة. معتبرًا أنه دون ذلك، فإن أي انتصار عسكري سيكون بتكلفة لا يمكن تعويضها.

وتابع دي ميستورا: «إنه لا توجد في الواقع أي دولة تريد تقسيم سوريا، وأن روسيا والولايات المتحدة لديهما مصلحة مشتركة في هزيمة تنظيم الدولة وتتحدثان معًا، وهو أمر إيجابي. إلا أن جانبًا كبيرًا مما نراه في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن يمكن ربطه بالصراع بين بلد وآخر: إيران والسعودية، الشيعة والسنة… ولا يمكننا إخفاء هذا، وإن أي اتفاق بين هذه الدول يوجب الجلوس والحديث معًا، ما سيكون له أثر فوري في أرجاء المنطقة.»

وقال دي ميستورا «إنه يرى إمكانية أكبر لدبلوماسية إبداعية بين الولايات المتحدة وروسيا. لكنه لا يرى فرصة لدبلوماسية تساندها القوة المجردة، فهذه الصيغة استخدمت لإنهاء الحرب في يوغوسلافيا السابقة في التسعينات؛ لكن لا يمكن ممارستها الآن. وقال مبعوث الأمم المتحدة: «أعتقد أنه لا يوجد استعداد من جانب أي دولة للانخراط عسكريًا داخل سوريا بشكل استباقي، فيما عدا روسيا الموجودة هناك للدفاع عن الحكومة، والآخرون موجودون هناك لأسباب أخرى، لكن ليس بالضرورة للتوصل إلى حل.«

الوعي: إن ديمستورا، كباقي ساسة الغرب، يدرك أن الحرب على تنظيم الدولة، وكذلك الحملة على الإرهاب المزعوم، إنما يجري لتحقيق أجندات الدول الكبرى، وما هي إلا ذريعة لتمرير سياسات خبيثة تستهدف أهل سوريا والمنطقة والإسلام والمسلمين لتفتيتهم واستنزافهم وزرع الشقاق بينهم، وللحيلولة دون استقلال العالم الإسلامي عن الغرب، لكن ديمستورا لا يجرؤ على  الإعلان عن ذلك، فهذا ضد مهمته أصلًا، كذلك هي ضد سياسات الغرب التي تحاول إبراز الإسلام كمشكلة لا بد من القضاء عليه كي يبقى الغرب مهيمنًا على الأمة ومقدراتها وثرواتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *