تعددت القضايا والعداء واحد
1990/04/07م
المقالات
1,651 زيارة
الضجة التي أثيرت حول إعدام الجاسوس الإنجليزي الجنسية، والضجة التي أثيرت حول مصنع الرابطة الليبي، وبغض النظر عن صدق الأخبار التي تقول أنه مصنع للأسلحة الكيماوية أو كذبها، وموقف الدول الكبرى، على رأسها السوفيات، من هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة، وموقف السوفيات القمعي في أذربيجان والسلمي في لتوانيا، كل مواقفهم من تلك القضايا تكشف بوضوح العداء الصليبي السافر من قبل حكامهم وشعوبهم وإعلامهم تجاه الإسلام والمسلمين، أما المبادئ التي يتغنون بها فهي البرقع المزّيف الذي يغطّون به عوراتهم العنصرية ومواقفهم الخادعة. كثيرون هم الذين خدعوا وتوهموا بأن الدول الكبرى تحكمها المبادئ فقط، وجاءت الأحداث لتزيل عن أعينهم هذه الغشاوة.
فحين تدعي أميركا أن امتلاك القذافي للأسلحة الكيميائية يشكل خطراً على ما يسمى بـ (السلام) لأن القذافي متطرف وغير متزن، أليس شامير وشارون وكاهانا وبيريز ورابين أكثر تطرفاً وجنوناً؟ لا سيما وأن أميركا عرضت عليهم خلال زوبعة مصنع الرابطة تزويدهم بأحدث صواريخ مضادة للصواريخ بعيدة المدى.
أما إنجلترا التي انفعلت لإقدام صدام على إعدام الجاسوس الذي تجسس على المصنع الذي ينتج أسلحة محظورة، فقد كشفت صحيفة إيرانية أن ذلك الجاسوس الإنجليزي كان يملك معلومات عن تزويد إنجلترا لصدام بالمواد اللازمة لتصنيع الأسلحة الكيميائية فأراد الطرفان التخلص منه، وبغض النظر عن مدى دقة ذلك فإن صغاراً كالصحفي أم كباراً كغيره، والذي ينهال عليه الهجاء الإعلامي وتتدفق عليه الشتائم هو الإسلام والمسلمين، وهذا أيضاً يكشف الكيد الحقيقي عندهم أين يوجّه ]قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ[.
أما تلك الدولة التي تدعي المبدئية فانقلبت على مبدئها أو انقلب عليها، فقد تعاملت مع انفصال لتوانيا بأنامل من حرير وتعاملت مع تظاهرات جرت في أذربيجان بمقامع من حديد، فانكشفت وبأن عوارها للقاصي والداني، والأمر الذي زادها خزياً على خزيها انكشاف أمرها تجاه البسطاء الذين كانوا يتوهمون أنها حليف وصديق فصدّقوا هذه الكذبة الكبيرة، فإذا هم يفاجأون بسيل من المهاجرين اليهود الأنجاس إلى البلاد المقدسة التي بارك الله فيها فأُسقط في أيديهم لكن بعد أن (وقع الفأس في الرأس). متى يفيق النائمون ويتخلصون من أحلامهم، ويدركون بأن الدول الغربية والشرقية تكيد لهم وتنظر إليهم كمسلمين فقط، وتتعامل معهم على هذا الأساس وأما الأستار الكثيفة من (حقوق الشعوب) و(حقوق الإنسان) و(تقرير المصير) فهذه مجرد بهارج إعلامية لا أكثر ولا أقل.
كلمة الغلاف الأخيرة:
العراق يستطيع أن يحرق نصف «إسرائيل»
صدام حسين يقول: إذا اعتدت إسرائيل على منشآت العراق فسنحرق نصفها.
ويقول بأنه يملك سلاحاً لا يملكه إلا الروس والأميركان: السلاح الكيماوي المزدوج، بالإضافة إلى صاروخ العابد.
لماذا لا تفعل إذا كنت قادراً؟ هل تحتاج إلى عدوان جديد من دولة اليهود؟ ألا يكفي ما قامت وتقوم به؟
ألم تغتصب إسرائيل أرض فلسطين سنة 48، ألم تكمل اغتصابها سنة 27، ألم تدمر لبنان سنة 82، ألم تضرب المفاعل العراقي سنة 81، ألم تشرد أهل فلسطين وتقتلهم كل يوم، أليست تضرب بقرار الأمم المتحدة والحقوق الإنسانية عرض الحائط، أليست تتوسع لبناء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ألستم في حالة حرب فعلية معها؟
فهل من حاجة إلى عدوان أكبر من أجل حرق نصفها؟
نحن نعلم أن هذا كلام فارغ منكم، تقصدون الدعاوة وليس الفعل.
لقد استعملتم الأسلحة الكيماوية ضد شعوبكم في حلبجة وغيرها.
أما العدو الحقيقي اليهودي المغتصب فأنتم تطلقون التصريحات الجوفاء ليستفيد منها العدو في زيادة قوته وكسبه لعطف العالم بأنه مهدد.
نعم العراق يستطيع الانتصار على اليهود، وأي دولة في بلاد المسلمين تستطيع الانتصار على اليهود لو وجد حكام مؤمنون مخلصون.
1990-04-07