العدد 30 -

السنة الثالثة – ربيع الأول 1410هـ – الموافق تشرين الأول 1989م

المقاصد الإسلامية

نشرت الصحف في 07/10/89 تصريحاً منسوباً لرئيس «جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية» يقول فيه: (جمعية متخرجي المقاصد الممثلة لشريحة كبيرة من هذا الشعب الذي يطالب بقيام دولة علمانية ديمقراطية بكل ما تمثل هذه العبارة من معنى نصاً وتطبيقاً).

المقاصد مفردها مقصد وهو الهدف أو الغاية. والمقاصد الإسلامية (أي الأهداف الإسلامية) هي تلك التي تكون موجهة بالإسلام ومنضبطة بأحكام الإسلام ومفاهيمه. أما حين يصبح المقصد (الهدف) لا تراعى فيه أحكام الإسلام ومفاهيمه فلا يعود مقصداً إسلامياً.

وعند تأسيس «جمعية المقاصد الإسلامية» كانت الغاية أن يكون المسمَّى مطابقاً للاسم، أي أن تكون إسلامية بالفعل وليس بالاسم فقط.

والآن نسمع رئيس جمعية المتخرجين منها يطالب، باسم الجمعية، بقيام دولة علمانية! أي دولة لا دينية، أو دولة تفصل شؤون الدين عن شؤون الدنيا.

هل صحيح أن متخرجي المقاصد الإسلامية هذه هي عقيدتهم وهذه هي مطالبهم؟ لا نصدّق ذلك، ونعوذ بالله من ذلك، إنها تكون عند ئذٍ مقاصد غربية، ومقاصد استعمارية، وليست مقاصد إسلامية.

إن متخرجي المقاصد هم في غالبيتهم مسلمون. وكل مسلم يؤمن أن القرآن هو كلام الله ويؤمن أن محمداً عليه وآله الصلاة والسلام هو رسول الله. ويؤمن أن النظام الذي أنزله الله هو أفضل من النظم التي يضعها البشر، ويؤمن أن سعادة الدنيا وعزتها هي في اتباع شريعة الله، وكذلك سعادة الآخرة.

كل مسلم يقول بدولة إسلامية، وليس بدولة علمانية. إن الله أنزل لنا شريعة ليس لنعزلها عن حياتنا، بل لنجعلها الحَكَم والفيصل في شؤوننا. اسمعوا قول ربكم عزّ وجل: ]فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ[ وقوله: ]أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[ وقوله: ]فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[ وقوله: ]وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ[.

الدولة لا بد لها من نظام، فإذا كان نظامها إسلامياً من شريعة الله كانت دولة إسلامية، وهذا هو ما فرضه الله على المسلمين، وهذا هو ما يطالب به كل مسلم سواء كان من خريجي المقاصد أو غيرها. وإذا كان نظام الدولة من وضع البشر كانت غير إسلامية وكانت علمانية، وكل من يطالب بدولة علمانية أو غير إسلامية فهو إما جاهل أو غير مسلم، وكلاهما لا يمثل وجهة نظر المسلمين ولا وجهة نظر «جمعية المقاصد» ولا «جمعية متخرجي المقاصد». ونحن ندعو صاحب التصريح لأن يعود عن تصريحه، وندعو متخرجي المقاصد الذين تكلم باسمهم أن يحاسبوه على كلامه لأنه ينسب إليهم الكفر الصراح.

المرء إما مسلم أو غير مسلم، إما مؤمن وإما كافر. أما أن يزعم أنه مسلم ويضرب بآيات القرآن وأحاديث رسول الله r عُرْضَ الحائط ويطالب بالأنظمة الوضعية، فهذا تناقض، وهو مرفوض عند المسلمين، ومرفوض عند الله.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *