العدد 316 -

السنة السابعة والعشرون جمادى الأولى 1434هـ – آذار 2013م

مادام النظام لم يتغير، فالطغاة مازالوا يتكاثرون… لكن لا خلاص إلا بالحكم بما أنزل الله في دولة الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

 


مادام النظام لم يتغير، فالطغاة مازالوا يتكاثرون…

 لكن لا خلاص إلا بالحكم بما أنزل الله في دولة الخلافة

عبد الكريم حباشي – تونس

لقد شهدنا ولله الحمد الأمة الإسلامية في المدة الأخيرة وهي تنتفض على الطغاة في البلاد الإسلامية، فقد بدأت الثورات المباركة في تونس حيث خرجت الأمة إلى الشوارع لوضع نهاية لحكم ابن علي المستبد دون أن تلتفت إلى ما ستواجهه من تعذيب وقتل. ثم امتدت الثورات إلى أجزاء أخرى من العالم الإسلامي إلى مصر وليبيا واليمن والبحرين، فخرج المسلمون من المساجد بعد صلوات الجمعة ليرفضوا عقوداً من الاستعباد والذل والظلم وليضعوا نهاية لذلك كله. وفي سوريا ما يزال القتال ضد بشار الأسد مستمراً إلى يومنا هذا بأيدي مسلمين يرفضون الركوع لغير الله سبحانه وتعالى.

وكما هو متوقع، فإن الطغاة لم ينصرفوا بسلام بل ألقوا هراواتهم ورصاصهم وقنابلهم على المتظاهرين غير المسلحين. ولكن المتظاهرين بمشيئة الله رفضوا الاستسلام. وواضح من الشعارات الإسلامية التي يهتفون بها في شوارع مدن سوريا الكبرى كلها أن مصدر إلهامهم وقوتهم هو إيمانهم الثابت بالله سبحانه وتعالى.

ففر من فر وسقط من سقط دون تغيير للنظام. وبقيت دار لقمان على حالها.

فالأنظمة تحاول أن تخدع الأمة الكريمة باختبائها وراء ما يسمى بالدولة المدنيةالتي هي نسخة من الدولة العلمانية. إن هذه الشعارات جاءت بها الأنظمة التي اضطرت لتغيير مظهرها لأنها أدركت أن الأمة ترفض النظام العلماني للمجتمع. وحتى الآن فإن التغيير في الشرق الأوسط لم يكن إلا على النحو الذي سمحت به الأنظمة دون أن تتغير طبيعتها العلمانية، فعلى الأمة ألا تقبل لنفسها أن تخدع بل عليها أن تدرك أن الدولة المدنية هي قناع آخر تلبسه الأنظمة ذاتها التي ظلمت الأمة لعقود من الزمن.كما يسوقون لنا في هذا البلد الطيب لمجلس تأسيسيٍّ يحرص نوابه على الدولة المدنية كما يحرص المجاهد على الموت في سبيل الله.

لكن أي حرص هذا…

ويسوقون لنا سلعة تم استهلاكها كالحرية والكرامة بمفهوم غربي نفعي بغيض. والرسالة  مثلما بيَّنها الصحابي الجليل ربعي بن عامر لقائد الفرس رستم حين قال له; لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة؛ فإنه ينبغي للأمة الإسلامية أن تدرك أن التحرر الحقيقي هو التحرر من حكم البشر والخضوع لحكم الله تعالى وحده. وعلينا أن نفهم أن العدل الحقيقي لا يُتوصل إليه إلا بتطبيق شريعة الله سبحانه وأن طريق العزة والمجد يمر عبر الخضوع والطاعة لربنا سبحانه:

(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) فالأمر لم يستقرَّ بعدُ حتى تقتلع الأمة هذه الأنظمة الفاسدة من جذورها وتعيد حكم الإسلام وتكون قادرة على تطبيق دين الله كاملاً دون تدرج أو تأخير مقتفية أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده رضي الله عنهم.

قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)).

نسأل الله العلي القدير أن يهدي هذه الأمة فينكشف لها الخداع ونسأله سبحانه أن يعين إخوتنا وأخواتنا في بلاد الشام على إسقاط النظام الشرس وإقامة دين الله سبحانه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *