العدد 14 -

السنة الثانية – العدد الثاني – ذو القعدة 1408هـ، الموافق تموز 1988م

أخبار المسلمين في العالم

 المسلمون في الاتحاد السوفياتي

مراسل (الوعي)في بلجيكا

جاء في الصحيفة الأسبوعية الإنجليزية (ذي كادين) الصادرة في تاريخ 24 إبريل 1988 ما ملخصه:

المشاكل في الجمهوريات السوفياتية الإسلامية (بقلم مارتين والكير في طشقند) يقول مارتين والكير: إنّ من أعبر حوادث عصرنا الحالي تأثر الاتحاد السوفياتي بالتيار (الأصولي) الإسلامي المتصاعد وبنسبة الولادة المتزايدة بسرعة لدى السكان المسلمين.

إن الجمهوريات الجنوبية الستة التي يمثل فيها الإسلام الدين التقليدي يبلغ عدد سكانها ستين مليون نسمة، ثلاثة أضعاف ما كان عليه الحال قبل خمسين عاماً مضت، وأكثر هؤلاء السكان روسيون وكوريون وأجانب أو لاجئون ألمان. والعامل الأساسي الذي يجسم النمو الديمغرافي هو ارتفاع نسبة الولادة المحلية.

والفرق في نسبة الولادة بين الجمهوريات الإسلامية وروسيا وصل إلى حد أنه عند نهاية هذا القرن سيكون كل واحد على ثلاثة ممن يلتحقون بالجيش السوفياتي آتياً من وسط إسلامي ويخشى كثيرون من الضباط الروسيين عواقب هذه الظاهرة.

غورباتشيف صرّح أمام قوّاد الحزب المحلي بـ «طشقند» يحذرهم أن كثيراً منهم يذهبون إلى المساجد وإن هذا ينافي العضوية في الحزب.

ويضيف الكاتب (مارتين والكير): أن (ليتيراتورنيا كازيتا) (Liteaturnaya Gazeta) أصدرت العام الماضي بقلم معلقها السياسي ذي التأثير الكبير (إيكور بيلايد) (Igor Belayed) مجموعة من المقالات يدعي فيها أن هناك أسسيه إسلامية متجانسة تمتد متوازية للنظام السوفياتي. ويذكر ما قاله الخبير الفرنسي (الكسندر بنيكزن) (Alexandre Bennigsen) من وجود معارضة إسلامية.

وينبّه الكاتب أن الخطأ الكبير هو أن يُظن أن هذه الجمهوريات الإسلامية الستة تمثل قوة سياسية موحدة أو أن لها نفس التراث. فمثلاً يقول: أنه قام في عاصمة كازاخ ـ إحدى المناطق التي زارها ـ بحوارات واستجوابات وأنه لم يجد أقل دليل على حرارة إسلامية وراء انتفاضات ديسمبر 1988 ضد الروس ـ فالحقيقة أنها لم تكن إلا تظاهره قبلية محلية إثر إقالة موسكو لرئيس قبيلة دجوزي بجنوب كازاخ.

ويستطرد قائلاً أن هذه الجمهوريات الإسلامية كان لها بعض التصرف الذاتي في رعاية شؤونها قبل مجيء غورباتشيف أما الآن فإن الثورة الغورباتشيفية قد جعلت السلطة هناك مركزية من جديد، أي جعلتها تابعة لموسكو بينما حازت ولايات البلقان وأوكادينيا وسيبيريا على هذا التصرف وأصبحت السلطة فيها لا مركزية.

يحذر الكاتب أخيراً أن سياسة المركزية المتخذة في الجمهوريات الإسلامية قد تؤدي على المدى الطويل إلى تقوية الصحوة الإسلامية والغضب المحلي الذي تريد هذه السياسة إخمادها ـ ويضيف قائلاً أنه لحد الآن كانت هذه الجمهوريات الإسلامية تمثل ستة أنواع متفرقة من الظواهر الدينية والقومية فإذا ما أصبحت واحدة فلن تلوم موسكو إلا نفسها.

 

الناظرة البريطانية التي طردت طالبين مسلمين تعتذر؟

قدمت ناظرة مدرسة ثانوية في بريطانيا اعتذاراً علنياً لزعماء الجالية الإسلامية لإقدامها على وصف الدين الإسلامي الحنيف بأنه (دين مضلل).

وكان آباء الطلبة المسلمين قد هددوا بسحب أولادهم من مدرسة غولدن هيلون في بيرمنغهام احتجاجاً على تصرف الناظرة العنصري التي طردت طالبين مسلمين بسبب أدائهما فريضة الصلاة في ساحة وقوف السيارات بالمدرسة.

واتهمت اللجنة الإسلامية في بيرمنغهام الناظرة ماري ستيوارت بشن حملة مناهضة للإسلام وطالبت بإزاحتها من المدرسة التي يشكل الطلاب المسلمون فيها نسبة 70 بالمائة.

كما طالبت اللجنة بتخصيص مكان يؤدي فيه الطلاب المسلمون صلواتهم وشعائرهم الدينية.

وقد سحبت الناظرة ملاحظتها في بيان مشترك أصدرته سلطة التعليم في بيرمنغهام واللجنة الإسلامية.

ونسبت إليها وسائل الإعلام البريطانية قولها في البيان (إنني شديدة الأسف لما تطورت إليه الأمور ولم أقصد من ملاحظتي أن تكون إهانة وإني شديدة الأسف إذا ما اعتبرت ملاحظتي إهانة وأجد لزاماً علي أن أسحبها بدون تحفظ).

وقد قبل الزعماء المسلمون تأكيدها بعدم وصف الإسلام (كدين الشيطان).

 

حرس حدود لإسرائيل

نفى وزير الإعلام الأردني هاني خصاونة أنباء إسرائيلية ذكرت أن فدائيين عبروا الحدود من الأردن واشتبكوا في معركة مع القوات الإسرائيلية وقال: “لم تقع معركة وهذا ليس حقيقياً” وأوضح قائلاً: “إن موقف الأردن من عمليات التسلل واضح ومعروف فنحن لا نقرها أو نسمح بها” وأضاف قائلاً: “أن هناك رقابة شاملة على الحدود ولم يلاحظ الأردن تسلل وعبور أشخاص”. وأكد أن القوات الأردنية “دوماً في عملية مراقبة وأنها لا تسمح بعبور فدائيين من الأراضي الأردنية”.

وكان ناطق عسكري إسرائيلي قد صرح أخيراً بأن القوات الإسرائيلية قد أصابت وأسرت مسلحاً فلسطينياً بعد أن عبر فدائيون الحدود إلى الضفة الغربية المحتلة قادمين من الأردن.

وقال متحدث أن جندياً إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة في الاشتباك في وادي الأردن بالقرب من مستوطنة كفارروبين.

 

بعض أخبار الانتفاضة

استشهد الشيخ إبراهيم ملحم أبو عيشة العديوي من الخليل متأثراً بجراحه التي أصيب بها من جرّاء اعتداء المستوطنين اليهود عليه بالضرب العنيف على كافة أنحاء جسمه وخاصة على رأسه. ويبلغ الشيخ الشهيد من العمر 71 عاماً.

ومن ناحية أخرى اعترف المفتش العام للشرطة الإسرائيلية الجنرال ديفيد كراوس بأن القوات اليهودية اقتحمت المسجد الأقصى في القدس الشريف واعتقلت ثلاثين من المصلين الذين شاركوا في المظاهرة التي اندلعت بعد صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك واعتصموا بالمسجد.

وهدد المسؤول اليهودي بأن الشرطة الصهيونية ستقوم بعد الآن بإغلاق المساجد بعد انتهاء صلاة الجمعة مشيراً إلى أن قوات معززة بالآليات ستبقى مرابطة في القدس.

وذكرت الأنباء الواردة من الأراضي المحتلة أن عدداً من رجال الشرطة الإسرائيلية أصيبوا بجروح خلال المظاهرة بالإضافة إلى إصابة عشرات من المصلين بجروح بعضها خطير.

ويذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها ضابط يهودي كبير عن اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى وإطلاق النار على المصلين بداخله.

كما قامت مظاهرات ضخمة في العديد من المناطق منها واحدة انطلقت من مسجد العمري في غزة وتظاهرات من مساجد جباليا، وقد منع الجيش المصلين من دخول مسجد قرية بيت لاهيا القريبة من غزة.

 

l نقلت وكالات الأنباء خبراً من باكستان مفاده: أن رئيسها ضياء الحق أمر الموظفين الحكوميين بأداء الصلاة يومياً كخطوة أولى على طريق تطبيق الشريعة الإسلامية في باكستان، ويتردد أنه أقال حكومته لأسباب منها (عدم التزامها بالشريعة).

ونُقل عن مسؤولين باكستانيين أنه صدرت أوامر إلى رؤساء الدوائر بأن يؤموا الموظفين في الصلاة خلال ساعات الدوام، وذكر أيضاً أنه سيعاقب موظفو الحكومة الذين لا يؤدون الصلاة. وأثارت هذه الخطوة جدلاً بين دبلوماسيين حول ما إذا كان ضياء الحق يعمل بدافع إيمان حقيقي أم أنه يحاول تبرير إقالته للحكومة الباكستانية في 29 أيار الماضي.

l وفي بنغلادش تم تعديل الدستور بجعل الإسلام دين الدولة فيها.

والواضح من هذين الخبرين أن هنالك محاولات جديدة لخداع المسلمين، وبشكل خاص شباب الصحوة الإسلامية الذين بدأوا يتلمسون طريقهم في كافة أقطار العالم الإسلامي. وخطوة جعفر النميري المخلوع ليست بعيدة عن الأذهان، وسوف نرى ونسمع من هؤلاء وأمثالهم المزيد من التضليل والخداع والتزلف لشعوبهم، وإذا أرادت باكستان وبنغلادش السير على خُطى النميري فإن ذلك التصرف لا يُعتبر تطبيقاً للشريعة الإسلامية ولا هو تحويلٌ للدولتين من النظام الديمقراطي إلى الدولة الإسلامية المرتقبة، لأن تطبيق بعض القوانين المستوحاة من الشريعة الإسلامية مع بقاء الدستور الديمقراطي هو المهمين على باقي الشؤون في المجتمع والسلطة لا يؤدي إلى تحويل الدولة العلمانية إلى دولة إسلامية بل هو مثارٌ للتناقض والعجز والفشل بسبب تحكم الدستور الديمقراطي العلماني بمعظم شؤون الحياة، وليس هناك تعايش أو انسجام أو تنسيق بين دستور ديمقراطي من اختراع الغرب الكافر وبين بعض القوانين المستوحاة من الشريعة الإسلامية، لأن الدساتير الديمقراطية تنطلق من فكرة فصل الدين عن كل شؤون الحياة، والدستور الإسلامي وما يتفرع عنه من قوانين ينطلق من فكرة تدخل الدين وهيمنته على كل شؤون الحياة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *