العدد 314 -

السنة السابعة والعشرون ربيع الأول 1434هـ – كانون الثاني / شباط 2013م

هي الدنيا

بسم الله الرحمن الرحيم

هي الدنيا

نافذ الجعبري – فلسطين

هِـيَ الدنيــا كوارفــــةٍ بأرضٍ

تُظِـلُ بظلِّهـــا الرُكبـــانَ حينـاً

ليالـي العُمُرِ تَتَوالــى تبـــاعـاً

دقائقُ صَفوِها تمضي سِراعاً

نَمُرُّ بها كأضيـــافٍ ونمضي

كغانيةٍ نُتيَّــمُ فــــي هواهـــــا

فلا حَفِظت لعاشِقِهـا عُهـــوداً

ولو دامت لمخلــوقٍ سوانــــا

ولكنْ بِضعَ أعــوامٍ سَتَمضـي

فإن تسألْ عن الدنيــا معمَّـــر

يُجيبـُـكَ واثقــاً وَبِكِــلِّ صـدقٍ

مضى عهدُ الشبابِ كَلَمْحِ برقٍ

مُذَكِّــرَةً بعهـــدٍ قـــد تَــــوَلّى

فإن أحسنتَ تَمضي في سلامٍ

وإن أسْرَفْتَ فَلتَمضي بخـزيٍ

فـلا أرضٌ تقيــكَ ولا سمــاءٌ

فكُن في طاعةِ الرحمنِ دوماً

ولا يَغرُرْكَ في الدنيــا متـاعٌ

فكــلُّ متاعِهـــا لإلـــى زوالٍ

ويا مَن تجمعُ الأموالَ مهــلاً

تمرُّ بهــا جمــوعُ العابريــــــنَ

لِيَمضُوا بعـدَ ذلــكَ مسرعيـــنَ

تَمُـــرُّ ولا تعـــودُ بنـــا يقينــــا

لتتــركَ بعدهـــا ألمــــاً دفينـــا

وقــــدْ كنّـــا بهــــا متعلِّقيــــنَ

وكم سلبتْ لُبـــابَ العاشقيـــنَ

ولا حَفِلَت بِمن يمضي حزينا

لَكُنّـا فــــي الخلـــودِ مؤمِّليـــنَ

لِنَغْـــدُوَ فـي عِـدادِ الغابريـــنَ

قضى فيها مَنَ العُمُـــرِ سِنينــا

غــــداةَ الأمـــسِ كنّــا يافعيــنَ

وخَلّفَ أسْطُراً تعلـو الجبيــــنَ

ومُنقَلَبٍ يُثيــرُ الرَهْـــبَ فينـــا

وتلقـى اللهَ ضِمْـــنَ الآمنيـــنَ

وتُكتَــبُ في عِـــدادِ المارقيـنَ

إذا أغضبــتَ ربَّ العالميـــنَ

وحاذِرْ من سبيــلِ المترفيـــنَ

وإن تاقَت إليـهِ النفـسُ حينـــا

وإن جاوَزْتَ من عُمُـــرً مِئيـنَ

فَجُـلُّ المـــالِ حَــظُّ الوارثيــنَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *