العدد 96 - 97 -

السنة الثامنة – ذو القعدة وذو الحجة 1415هـ -نيسان وأيار 1995م

ماذا يحصل في الجزائر؟

إن ما يحدث في الجزائر يؤرقنا ويقض مضاجعنا، فإن الأخبار تطالعنا يومياً بالحديث عن عمليات قتل جماعي تقوم بها الطغمة الحاكمة في الجزائر ضد أبناء الأمة الإسلامية هناك، محاربة منها لله ولدينه ولأمته، وما ذلك إلا لسبب واحد هو أن هذه الأمة تريد الرجوع إلى الإسلام لتعيش حركة كريمة في ظل أحكام دينها الحنيف (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).

لقد جعل هؤلاء الحكام المجرمون من أنفسهم نواطير لأنظمة الكفر، ونواباً عن الكفار أعداء الأمة الذين مزقوها شذر مذر، وعملوا ولا زالوا يعملون على إذلالها والحيلولة دون رجوعها أمة عزيزة مرهوبة الجانب، تحمل  النور والهدى للبشرية، فهم حرب على الإسلام والمسلمين (قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).

وبدل أن يثوبوا إلى رشدهم، ويتوبوا إلى بارئهم ويعملوا على تطبيق أحكام الشرع، ويعيدوا لهذه الأمة مجدها وعزها لتعود كما كانت وكما يجب أن تكون خير أمة أخرجت للناس، تحمل ا لنور للبشرية جميعها، بدل ذلك نراهم سادرين في غيهم، مستمرين في إجرامهم، متهالكين على الارتماء في أحضان الكفار أعداء هذه الأمة، لابسين أثواب الخزي والذل والعار، قد ولغوا في دماء المسلمين وهتكوا أعراضهم، ودفعوا بأبناء الأمة من أفراد الجيش والشرطة وكذلك حملة الدعوة الإسلامية إلى معركة ليست بمعركتهم، وقضية ليست بقضيتهم، فهم أبناء أمة واحدة وعقيدة واحدة ومبدأ واحد، وقد جعلهم الله إخواناً (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وجعل قضيتهم قضية واحدة ألا وهي إعلاء كلمة [لا إله إلا الله محمد رسول الله]. لذا فإن أعمال الإرهاب والتضليل التي تقوم بها الطغمة الحاكمة والتي مكنتهم من جعل جزء من أبناء الأمة -وهم أفراد الجيش والشرطة- يحاربون الله ورسوله وحملة دعوته لهي فتنة أشد من القتل، ألا ساء ما يفعلون.

ومع أننا نرى أن التغيير لا بد أن يكون عن طريق الأمة، وبغير الوسائل المادية، إلا أنه لا بد من إبراز الحقيقة الثابتة وهي أن ا لسلطة هي التي بغت وتجبرت برفضها الانصياع لإرادة الأمة التي عبرت عنها فأعطت ثقتها لمن حمل الدعوة إلى الإسلام فحال هؤلاء الحكام بين الأمة وما تريد.

ليعلم هؤلاء الخونة أعداء الأمة أن الله عز وجل يمهل ولا يهمل، فإذا جاء أمره أخذهم أخذ عزيز مقتدر فينالهم جزاؤهم في الدنيا ذلاً وخزياً، وعاراً وشناراً، وفي الآخرة لهم عذاب شديد ونار، كلما نضجت جلودهم فيها بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب الشديد، ألا بعداً لهم كما بعدت ثمود. (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ).

ألا فليعلم هؤلاء المارقون أن الأمة الإسلامية لا تقيم على ضيم، ولا ترضى بذل، وأن الخير كامن فيها (كمون النار في الصوان) إلى يوم القيامة، ولا بد أن تصحو وتفيق من غفوتها، فإذا ما أفاقت وزمجرت ونفضت عن كاهلها غبار الذلة والهوان فإنها ستطيح بهؤلاء الحكام المجرين ليس في الجزائر فحسب، وإنما في جميع بلاد الإسلام، ولا بد أن يعز الله هذا الدين كما وعد، ويجعل له ولأهله الغلبة والنصر وما ذلك على الله بعزيز.

إننا ندعو أبناء الأمة في الجزائر وغيرها من بلاد الإسلام أن يفيقوا من سباتهم، وأن يعودوا إلى دينهم، ويلتزموا أحكامه في حياتهم اليومية العملية، ويعملوا لإيصاله إلى التطبيق العملي في دولة الخلافة، ويزيلوا هذه الدويلات الهزيلة العميلة والحدود والسدود التي رسمها الكفار وأقاموا هؤلاء العملاء حراساً عليها ليعزوا في الدنيا ويفوزوا برضوان من الله أكبر، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *