العدد 114 -

السنة العاشرة – رجب 1417هـ – كانون الأول 1996م

القدوة والمثال

فصل من كتاب : حمل الدعوة الإسلام واجبات وصفات

القدوة والمثال

إن الأصل في حمل الدعوة في الإسلام أن تتولاه الدولة أي الخلافة، فالخلافة عملها تطبيق الإسلام في الداخل وحمله إلى الناس بالجهاد في الخارج، وهذا العمل هو ما دأبت عليه الخلافة عبر تاريخها كله منذ أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية في المدينة إلى آخر خليفة عثماني، وهو العمل الذي نتج عنه دخول شعوب كثيرة في الإسلام في آسيا وإفريقيا وأوروبا، ولم يتوقف دخول الشعوب في  الإسلام إلا عندما توقف هذا العمل بهدم الخلافة في عام 1924 للميلاد. والسؤال هو: لماذا توقف دخول الشعوب في الإسلام بعد هدم الخلافة؟

إن الله سبحانه قد فطر الإنسان وجبله على الإيمان بالماديات والمحسوسات أكثر بكثير من إيمانه بالمغيبات أو الأفكار المجردة، فالإنسان إذا ما رأى شيئاً محسوساً آمن بوجوده وصدق بهذا الوجود، وأحبه ومال إليه إن كان صحيحاً وصالحاً، ولكن هذا الإنسان إن هو سمع بهذا الشيء المحسوس من طريق إنسان آخر أو مجموعة من الناس فإنه ربما آمن بوجوده وصدق بهذا الوجود، وأحبه ومال إليه إن سمع أنه صحيح وصالح، وربما لم يؤمن ولم يصدق، وحتى إن هو آمن وصدق فإن إيمانه وتصديقه يكون أقل قوة مما هو عليه فيما لو كان ناتجاً عن مشاهدة وحسّ بهذا الشيء، وهذا أمر بادي الوضوح، وحيث إن الله سبحانه الذي فطر الإنسان وجبله على هذه الصفة هو الذي أنزل الشريعة الإسلامية على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأمره بتبليغها للناس ليؤمنوا بها ويصدّقوا، فإنه سبحانه قد كلف رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بتجسيد هذه الشريعة في دولة، أي أمر بجعل الشريعة -وهي مجموعة أفكار وأحكام- مجسدة في كيان وواقع محسوس، هو الدولة الإسلامية، وقد كان من نتيجة هذا التجسيد دخول الناس في الإسلام أفواجاً، ففي أوائل الدعوة مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى الإسلام قبل أن يقيم الدولة، فلم يؤمن به وبرسالته سوى عدد قليل، ولكنه بعد أن أقام الدولة في المدينة، أي بعد أن جسّد الإسلام في كيان محسوس تدفق الناس من أهل المدينة ومن خارجها أفواجاً للدخول في الإسلام، والسبب كما قلنا هو أن الإنسان مفطور ومجبول على الإيمان بالمحسوسات والماديات أكثر بكثير من إيمانه بالنظريات والأفكار المجردة مهما بلغت صحتها وجودتها وصلاحها، هذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولذلك رأينا استمرار تدفق الشعوب للدخول في الإسلام طيلة وجود الواقع المادي المحسوس له، أي طيلة تمثل الإسلام في دولة، فدخلت في الإسلام الشعوب العربية والفارسية والتركية والكردية والبربرية والأفغانية، وغيرها من الشعوب على يد الدولة الإسلامية، ولولا وجود هذه الدولة لما دخلت هذه الشعوب في الإسلام، ولما انتشر الإسلام في القارات الثلاث بهذه الوفرة، بل إننا قد رأينا أن انتشار الإسلام قد توقف وانحسر في عدة مناطق عقب ضعف الخلافة وما استتبعه ذلك من ضعف عملها في حمل الدعوة، قبل أن تهدم بيد الإنكليز ودول التحالف الغربي وعميلهم مصطفى كمال.

إن هذه الشعوب عندما ضمتها الخلافة إلى رقعتها، فرأت الإسلام مطبقاً وله واقع محسوس، وشاهدت صحته وصلاحه لأنه وفّر الخير والسعادة لرعايا هذه الخلافة، آمنت بالإسلام جماعات جماعات، ولكن الشعوب التي لم تضمها الخلافة، وبقيت خارج حدودها، والشعوب عقب هدم الخلافة، فلم تر الإسلام محسوساً ولا مجسداً بقيت على كفرها، ولم تؤمن بالإسلام وإن هي سمعت به ووقفت على جملة من مبادئه في الصحف والكتب ووسائل النقل والاتصالات، ولم يؤمن منها إلا أفراد قليلون متناثرون هنا وهناك، تماماً كالقلة المؤمنة بالإسلام في بدء الدعوة قبل قيام الدولة الإسلامية في  المدينة، ويقيناً أن هذه الشعوب سوف تندفع للدخول فيه بعد قيام الخلافة واستئناف عملها في الدعوة إلى الإسلام بالجهاد في الخارج، وتطبيقه في الداخل.

وإذا أردنا تلخيص ما سبق في عبارة موجزة قلنا إن الطبيعة البشرية تؤمن بالمحسوسات بسرعة تفوق كثيراً إيمانها بالأفكار المجردة والأحكام النظرية، والإسلام وهو في حقيقته أفكار وأحكام إن هو طُبق في دولة فتمثل فيها فصار له واقع محسوس اندفع الناس إلى الإيمان به والدخول فيه، أما إن بقي أفكاراً وأحكاماً تُنقل فقط على ألسنة حملة الدعوة، أي ظلّ لا واقع له محسوساً لم يؤمن به إلا القليلون.

بل إننا رأينا عبر تاريخنا أن تمثل الإسلام في دولة إن كان تمثلاً صحيحاً وكاملاً، أي عندما تكون الدولة خلافة راشدة يُنتج دخولاً كثيفاً من الشعوب في الإسلام، فإن قلّ التمثل ونقص، نقص الدخول في الإسلام، فإن صار التمثل في أدنى درجاته كما حصل في الخلافة العثمانية لم يدخل من الشعوب في الإسلام إلا القلة القليلة منها، ولكنها على أية حال أكثر بكثير مما حصل عقب هدم هذه الخلافة.

لهذا السبب، ولأن الله سبحانه قد أمر المسلمين بإقامة الخلافة، فإن على جميع المسلمين واجباً كبيراً هو العمل على إعادة الخلافة وتنصيب خليفة، والعودة من ثم إلى حمل الدعوة وفتح البلدان وضم شعوبها إلى هذه الدولة، وتطبيق الإسلام عليها، لتراه مجسداً محسوساً فيزداد الإسلام انتشاراً، والمسلمون عدداً، وهذا ما لا بد منه، وما سيتم تحقيقه بإذن الله.

إن تمثل الإسلام في واقع محسوس أمر أساسي لا يصح التهاون به ولا التفريط فيه، فيجب على حملة الدعوة إدراك هذه المسألة إدراكاً تاماً، فيغذوا الخطى، ويضاعفوا الجهود، ويخلصوا العمل لله الإخلاص الخالص، إلى أن يكرمهم الله سبحانه بنصره بإعادة الخلافة على أيديهم.

ولكن هل تمثّل الإسلام في كيان وواقع محسوس لا يكون إلا في الدولة؟

إن حمل الدعوة لا يجوز شرعاً أن يتوقف سواء كانت الدولة قائمة أو كانت غير قائمة بعد، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد حمل الدعوة في مكة ثلاث عشرة سنة والدولة لم تكن بعد قائمة، ونحن الآن نحمل الدعوة ويجب على جميع المسلمين حمل الدعوة والخلافة لم تقم بعد، بل إن الخلافة لا تقوم إلا بحمل الدعوة، وإذا ما قامت الخلافة فإن حمل الدعوة يبقى مستمراً، ويبقى واجباً على المسلمين إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، فحمل الدعوة كما هو عمل الدولة هو كذلك عمل الأفراد من المسلمين، ولا يجوز مطلقاً التوقف عن حمل الدعوة، لأن الإسلام كله مبني على حمل الدعوة.

وكما أن الدولة تحمل الدعوة فيتوجب عليها أن تمثل الإسلام في الداخل والخارج فإن لم تكن تمثل الإسلام فإنها لا تكون دولة إسلامية، ولا تكون بالتالي تحمل الدعوة، فكذلك أفراد المسلمين، من قام منهم بواجب حمل الدعوة، فإن عليه أن يمثل الإسلام في شخصه، في قوله وفعله وصفاته، فإن لم يكن يمثل الإسلام في قوله وفعله وصفاته فإنه لا يكون حامل دعوة، ولكن مجرد مسلم من المسلمين، وحيث إن حامل الدعوة هو المثال المحسوس الوحيد للإسلام في غياب الدولة الإسلامية، فإن الواجب عليه إن هو قال أن يقول أفكاراً وأحكاماً شرعية، أو ما لا يتعارض معهما، والواجب عليه إن هو فعل فعلاً أن يفعله حسب الأحكام الشرعية، كما أن الواجب عليه أن يتصف بالصفات المشروعة، والأخلاق الحميدة الفاضلة، ولا يتصف بأية صفة أو خلق ذميم، فما حث عليه الإسلام من الصفات أخذها، وما ذمها ونهى عنها تركها وكرهها، ولا يكون المسلم حامل دعوة إن نقصت فيه إحدى هذه المقومات الثلاث، فحامل الدعوة هو المثال الحسّي للإسلام، وهو القدوة بين الناس، وهو الإمام فيهم، وبقدر تمثل الإسلام فيه في القول والفعل والصفات بقدر صلاحه لحمل الدعوة ونجاحه فيه، ولهذا فإن على حامل الدعوة كي يكون مستحقاً هذه المنزلة والرتبة أن يحرص على أن لا يقول إلا حقاً، وعلى أن لا يفعل إلا فعلاً مشروعاً، وعلى أن لا يتصف إلا بالصفات المشروعة، وإلا لكان مدّعياً حمل الدعوة، تماماً كادّعاء الدول القائمة في العالم الإسلامي بأنها دول إسلامية، وما هي بدول إسلامية قطعاً، لأن أياً منها لا يتمثل الإسلام فيها لا في الداخل ولا في الخارج، وإنما هي دول كفر لا تحمل الدعوة الإسلامية، بل إنها تحارب حمل الدعوة وحَمَلة الدعوة.

هذا هو ما يجب أن يتفطن له حامل الدعوة، وليعلم أنه هو المثال المحسوس الوحيد للإسلام في غياب المثال المحسوس الكبير وهو الخلافة، فيجب على حامل الدعوة أن يكون إسلاماً حياً يتحرك تماماً كما كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز له أن يتهاون في أيّ من هذه المقومات الثلاث لشخصيته الإسلامية كحامل دعوة، فمن تمثل فيه الإسلام تمثلاً كاملاً وصحيحاً صلح أن يكون بحقٍ حامل دعوة، ونجح من ثم في عمله، وإقناع الناس بالأفكار والأحكام التي يحملها ويدعو إليها، ومن كان دون ذلك نجح نجاحاً دون ذلك، ومن فقد المقومات فقد فقد شخصية حامل الدعوة، فلم يعد قادراً على عمله والاستمرار فيه والنجاح فيه.

وحتى يكون المسلم حامل دعوة بحق، فيقول ما يقوله الإسلام، ولا يقول ما يخالفه، فإن الواجب عليه أن يكون عالماً بالأفكار والأحكام الشرعية، التي تلزمه في عمله، لأن الجاهل غير قادر وغير أمين على قول ما يقوله الإسلام ويأمر به، ومن ثم يعجز عن حمل الدعوة على وجهها الصحيح، فالعلم بهذه الأفكار والأحكام واجب على كل مسلم، وهو على حامل الدعوة أوجب، والشرع الحنيف قد حث على طلب العلم وعظّم من مكانة العلماء، قال تعالى في سورة المجادلة: (…يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير)، وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي. فالأصل في حامل الدعوة أن يكون عالماً، وليعلم أنه يجب أن يكون قدوة لغيره في أقواله، يسمعونها منه فيأخذونها على أنها شرع ودين، ولا يصح أن يتقاعس أو يتهاون في هذا الأمر تحت أي ظرف وفي أية حالة، فلو مازح أو غضب أو كره أو حصل معه شيء مثل هذا، فإن عليه أن يبقى ملتزماً قول الحق، امتثالاً لأمر الله سبحانه واقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة قال: «قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا قال نعم غير أني لا أقول إلا حقاً» رواه الترمذي بسند حسن صحيح، ورواه أحمد والبيهقي، وعن عبد الله بن عمر قال: «قلت يا رسول الله أكتبُ ما أسمع منك قال نعم قلت في الرضا والسخط قال نعم فإنه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك إلا حقاً» رواه أحمد وابن عبد البر.

كما ويجب على حامل الدعوة أن يسيّر أعماله ويضبط سلوكه بأحكام الشرع، فلا يقوم بأي عمل إلا وفق الحكم الشرعي، لأن القاعدة الشرعية تقول: الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي، وهذا يقتضي منه إضافة إلى وجوب تعلم الأحكام الشرعية أن يكون تقياً لله يخشى الله في سره وعلنه، ساعياً إلى مرضاته، عاملاً في طاعته، وليتذكر دوماً أنه يجب أن يكون قدوة لغيره إماماً لهم يقتدون به في أعماله وسلوكه، فلا يقوم بأي عمل مخالف للشرع يراه الناس منه، فيحسبونه مشروعاً، فيقلدونه فيه ويقتدون، فيكون عاصياً ربّه، غاشاً من حوله.

ويجب على حامل الدعوة كذلك أن يتحلى بالصفات الحميدة، والأخلاق الحسنة، فيتصف بالصدق والإخلاص، والتضحية والإيثار، والصبر والثبات،والتواضع وحب الناس، والخوف من الله، والحب في الله، والبغض في الله، وحسن الظن بالناس، ولا يتصف بأية صفة ذميمة أو خلق سيء، فلا يجوز أن يكون بخيلاً، ولا متكبراً مغروراً، ولا حسوداً ولا حقوداً، ولا ظالماً وقاطع رحم، ولا سيء الظن بالناس، فالبخيل والمتكبر والحسود والظالم مثلاً غير مؤهلين لحمل الدعوة، ولا يوفقهم الله في أعمالهم، ولا يُجري الخير على أيديهم، وهؤلاء بدلاً من أن يتخذهم الناس قدوة لهم يقلدونهم في أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم تراهم ينفرون منهم ويتهمونهم، وربما تعدّى اتهامهم لهم إلى اتهام حَمَلة الدعوة كلهم، وفي ذلك الفشل وسوء العاقبة، وقد تنبه إلى هذا المعنى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد روى أحمد عن زيد بن وهب قال: «قدم عليٌّ على قومٍ من أهل البصرة من الخوارج، فيهم رجل يقال له الجعد بن بعجة فقال له اتق الله يا عليّ فإنك ميت… وعاتبه في لباسه فقال -أي عليّ- ما لكم وللباس هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم».

وقد حض الإسلام على التحلي بحسن الخلق وحثّ كثيراً عليه، فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً…» رواه أحمد وابن حبان والترمذي والحاكم وصححه، وعن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه، وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما شيءٌ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، فإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء» رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، ورواه أحمد وأبو داود وابن حبان، وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسّن خلقه» رواه أبو داود والترمذي.

فليحرص حامل الدعوة على التحلي بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة الفاضلة لينال الفضل من الله سبحانه، وليكتمل تمثل الإسلام فيه، فيكون المثال الحيّ المحسوس للإسلام الذي يحمل الناس على قبوله والدخول فيه، والاهتداء بهديه، وهنيئاً لمن وفقه الله لحمل الدعوة، وجعله قدوة للناس وإماماً لهم يأخذون عنه ويترسمون خطاه، فيكون له من الأجر مثل ما للمقتدين به المهتدين بهديه من الأجور دون أن ينقص من أجورهم شيء، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أُجور من يتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً…» رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وهذه المنزلة ينالها كل حامل دعوة عظيم الإخلاص لله، عالم بالأحكام تقيّ لله، يتحلى بحسن الخلق والصفات الشرعية.

إن حمل الدعوة تكليف ثقيل، وعمل شاق مُضن، يكرم الله به كل مستحق لنوال رضوانه سبحانه، صالح لإمامة الناس وهدايتهم، قادر على قيادتهم والأخذ بأيديهم إلى العمل للإسلام وبالإسلام المفضي إلى إيجاد المثال المحسوس الكبير للإسلام، وهو دولة الخلافة الراشدة.

إن حامل الدعوة يجب عليه الالتزام الدقيق بأحكام الشرع، والتجرد من كل أوزار الإثم والعصيان، حتى يكون بحق أهلاً لأن يُجري الله الخير على يديه، ويكرمه بإنزال النصر على هذه الأمة على يديه، ويمكّن له في الأرض، ويدخله الفردوس، الدرجة العليا في الجنة يوم لقائه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *