العدد 79 -

العدد 79 – السنة السابعة، جمادى الأولى 1414هـ، الموافق تشرين الثاني 1993م

من قاموس التطبيق: الدولة العبرية!!

صحفي:

بدأت بعض الإذاعات ووسائل الإعلام في البلاد العربية التطبيق مع اليهود باكراً، فقد أصبح لدولة اليهود اسم جديد هو: «الدولة العبرية».

وهذا الاسم يحمل معانيَ خطيرة، فهو يعني أو يوهم المسلمين أن اليهود المقيمين في فلسطين هم أحفاد العبرانيين، وليسوا خليطاً من فتات هاجر إلى فلسطين من روسيا وبلغاريا ورومانيا وألمانيا وبريطانيا وأميركا والحبشة وغيرها.

وهذا الاسم يحاول مطلقوه أن يمحوا من ذاكرة المسلمين كلمة اليهود بما تعنيه من كره ومقاطعة لا تنتهيان إلا بزوال دولتهم من الوجود.

وهذا الاسم يطمح مستعملوه إلى محو اسم فلسطين من الجغرافيا الممتدة من بحر يافا وحيفا وعكا إلى أريحا الاتفاق الخياني.

وجدير بالذكر أن وصف اليهود بالعبرانيين لا يعطيهم حقاً في أرض المسلمين في فلسطين لأن هذه الأرض أرض إسلامية اغتُصبت منهم عنوة على يد شذاذ الآفاق بدعم غربي، وفيه صليبية لا تخفيها كلماتهم السياسية المنتقاة.

وفي زمن اللعب على الألفاظ والكلمات نرى الأعداء يُجهدون أنفسهم في البحث عن أقنعة للكلمات، فكل كلمة تُثقل مسامعهم يخترعون لها قناعاً يخفي عورتها، ومن المتوقع أن يحصل تبديل في كثير من الكلمات السياسية التي يتبادلها زعماء العرب واليهود، وقد تختفي من القاموس العسكري والسياسي كلمة الحرب، والسلاح، والقتال، والغارة الجوية، (والتوازن الاستراتيجي مع العدو)، واتفاقية الدفاع المشترك، وكلمة هجوم أو مناورة أو ذخيرة أو مربض مدفعية أو دبابة أو خندق. ليحل محلها كلمات الرقص المشترك، وبار السلام، وكأس الأخوّة، إلى ما هنالك من ألفاظ المرحلة المقبلة.

ولكن هل ينجح الساعون لمحو الذاكرة في مسامعهم؟ الجواب بالنفي القاطع.

والدليل على ذلك أن المسلم يقول في كل صلاة وفي كل يوم وطيلة حياته (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) وهذه الكلمات من سورة الفاتحة يرددها المسلم كلما قرأ الفاتحة، فماذا يفيد التطبيع في مواجهة أمر الله سبحانه وتعالى؟.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *