العدد 129 -

السنة الحادية عشرة – شوال 1418 – شباط 1998م

ماذا تريد أميركا من العراق…؟

ماذا تريد أميركا من العراق…؟

بقلم: محمد عايد

بيت المقدس

قال أحد المسؤولين الأميركان أثناء الهجمة الأميركية على العراق عام 1991 رداً على سؤال أحد الصحفيين عن سبب قدومهم إلى منطقة الخليج قال: جئنا لنصحح خطأ الرب أن جعل النفط عند العرب. وفي عام 1973 صرح نيسكون رئيس أميركا الأسبق أن أميركا على استعداد أن تدخل في حرب عالمية إذا تهددت مصالحها النفطية في الخليج وأنها سوف تحتل آبار النفط في الخليج، إذا استدعى الأمر. وهذا ما حصل فعلاً عام 1991، وما تخطط له الآن في عام 1998 فحاملات الطائرات على اختلاف أسمائها وأحجامها والقوة الرهيبة التي تحشدها أميركا في الخليج ليست بسبب عدة كيلو غرامات من المواد الكيماوية والبيولوجية، تدعي أن العراق ما زال يخفيها في القصور الرئاسية وغير الرئاسية، وليست من أجل حماية أمير الكويت، ولا من أجل حماية إسرائيل أو غيرها من خطر صدام حسين، وإنما هي من اجل تغيير خارطة المنطقة وإعادة صياغتها وتشكيلها من جديد كما يحلو لها وبما يخدم مصالحها.

غضبت أميركا من مخططات الإنجليز في المنطقة والتي شكلوا فيها محوراً مكوناً من تركيا وإسرائيل والأردن والعراق لعرقلة مشاريعها في الشرق الأوسط وذلك بالضغط على سوريا وبالتالي تريد من ضرب العراق وجر إسرائيل معها في تنفيذ هذا تحطيم هذا المحور وتبديد أحلام صانعيه وما التصاق الإنجليز بالأميركان وإظهار التأييد والمشاركة لهم إلا من باب الخبث والمراوغة والانتهازية التي عرف بها الإنجليز لإنقاذ ما يستطيعون إنقاذه من مصالحهم ونفوذهم في المنطقة التي تسعى أميركا لسحقها بقنابل طائرات الشبح وال ب 52.

تخشى أميركا عبث الإنجليز في السعودية خاصة أن الملك فهد في حكم الميت وأن الأمير عبد الله هو الملك القادم وولاءه ليس للأميركان والسعودية الآن هي درة تاج أميركا في الشرق فلا بد لها من أن تستبق الأحداث وتغير قبل أن يغير عليها وتخسر سوريا بضربة إسرائيلية تركية وتخسر السعودية وغيرهما فيما بعد.

وخلاصة القول: أظن أن الولايات المتحدة اتخذت العراق ذريعة لما تريد فعله في المنطقة من إعادة صياغتها وترتيب أوراقها من جديد وأهدافها هي :

 توجيه ضربة قوية جداً للعراق تدمر فيه بنيته التحتية والقواعد التي يستند عليها النظام ومن ثم إسقاط النظام، وهذا قاله ممثل أميركا في الأمم المتحدة بيل ريتشاردسون يوم 8/2/1998: إن الضربة التي ستوجه لنظام صدام سوف تهدم أركانه ولن تبقيه حياً. وكذلك صرح طه ياسين رمضان في نفس اليوم: إنا نتوقع من أميركا أن تستخدم ضد العراق سلاحاً استراتيجياً في الضربة القادمة(1).

 سقوط نظام صدام سوف يفتح لها الطريق لتقسيم العراق وإنشاء كيان كنفدرالي يضم دولة كردية في الشمال وأخرى سنية في الوسط وشيعية في الجنوب وبالتالي يسهل السيطرة عليه وعلى الدول المجاورة مستقبلاً مثل تركيا والأردن ودويلات الخليج التي ما زال ولاؤها للإنجليز، وقد تكتفي الآن بإقامة الكيان الكردي في الشمال وسلخه عن العراق، وهذا ما أثار غضب ورعب تركيا التي سارعت بإدخال جيشها إلى شمال العراق لتحاول مقاومة هذه الخطة الأميركية وإعلانها عن معارضتها ضرب العراق.

 تستطيع فرض ما تريد من حلول في قضية الشرق الأوسط بعد إخافة اليهود وجعلهم يعيشون كابوس رعب الحرب البيولوجية والكيماوية مرة أخرى.

وبقي نقطة تخشاها أميركا لابد من الإشارة إليها وهي احتمال خروج زمام الأحداث من يدها، وقد أجرت تجربة ضرب نظرية للعراق وصلت فيها إلى نتيجة خروج الزمام من يدها حيث – وكما يقول كاتب الموضوع في إحدى الصحف البريطانية – اضطر العراق إلى ضرب إسرائيل بسلاح استراتيجي وردت أميركا عليه بسلاح استراتيجي أيضاً، واختلط الحابل بالنابل في نهاية المطاف.

يجب علينا أن نجعل أميركا تدرك أن قدومها إلى بلاد المسلمين بهذه الوقاحة والصلف سوف يحرك أمة الإسلام للوقوف في وجهها، لا بل ولكيل الصاع لها صاعين والوقوف الكامل بجانب العراق المسلم، وأن أهل الفعاليات وأصحاب القوة والإمكانات في أمة الإسلام مطالبون الآن بإسقاط أدوات أميركا وغيرها، وأن يردوا كيد الأعداء إلى نحورهم، لينكفئوا مهرولين أذلاء صاغرين.

أيها المسلمون: هذه أميركا وهذا ما تريد وقد زحفت عليكم بقضها وقضيضها وأساطيلها تمارس دور فرعون الجديد، ولم نسمع من حكامكم إلا الدعوة إلى الحل الدبلوماسي السلمي وبعضهم لا يرى بأساً في ضرب العراق وان حصدت قنابل طائرات وصواريخ أميركا مئات الآلاف من أهل العراق المسلمين. المهم في الأمر أن يسلموا وتسلم عروشهم.

أيها المسلمون: أميركا تريد أن تصحح خطأ الرب أن جعل النفط لكم فماذا أنتم فاعلون؟ أما آن لكم أن تصححوا خطأكم مع الرب الذي لا اله إلا هو، وتنهوا عبادة الأوثان في بلادكم؟ أما آن لكم أن تجتمعوا على خليفة واحد يجمع شعثكم وينهي يُتْمَكم ويقودكم في ميادين الشرف والجهاد ليلقن المعربدين والانتهازيين والطامعين دروساً لا تُنسى؟ أما آن لكم أن تعلموا أن ربكم الذي خلقكم وبعث فيكم محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رسولاً وارتضى لكم الإسلام ديناً والقرآن كتاباً والجهاد طريقاً أقوى من أميركا ومن جبروتها.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)

 (الوعـي): أميركا كانت قادرة على إسقاط نظام صدام سنة 1991، ولكنها أبقت عليه لتجعل منه فزّاعةً لدول الخليج. وهي تشيع، من أجل زيادة الفزع، أنه يملك من الأسلحة ذات الدمار الشامل ما يستطيع إهلاك جيرانه، بل وأوروبا أيضاً. والأرجح أن أميركا قررت الاستغناء عن هذه الفزاعة. إن أميركا أجّلت الآن ضرب العراق والمنطقة تأجيلاً، وهي ترتب الأمور وتتحيّن الفرص لإعادة الكرّة، ولكن بشكل أشمل في المنطقة.

والله المستعان على ما تصـفون

قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )

الإفك هو الكذب، والعصبة ثلاثة رجال وأيضاً من الثلاثة إلى العشرة قاله ابن عباس وقال ابن عيينه أربعون رجلاً وأصلها في لغة العرب: الجماعة التي يتعصب بعضهم لبعض.

وسبب نزول الآية ما رواه الأئمة من حديث الإفك الطويل في قصة عائشة زوج سيد البشر محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو خبر صحيح مشهور، أغنى اشتهارُه عن ذكره مطوّلاً، ومختصره: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعائشة معه في غزوة بني المُصْطَلِق وقفل ودنا من المدينة وآذن ليلة بالرحيل، قامت عائشة رضي الله عنها حين آذنوا بالرحيل فمشت حتى جاوزت الجيش، فلما فرغت من شأنها أقبلت إلى الرحل فلمست صدرها فإذا عقد من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمسته فحبسها ابتغاؤه، فوجدته وانصرفت فلم تجد أحداً، وكانت شابة قليلة اللحم فرفع الرجالُ هودَجها ولم يشعروا بزوالها منه، فلما لم تجد أحداً اضطجعت في مكانها رجاءَ أن تُفتقد فَيُرجع إليها، فنامت في الموضع ولم يوقظها إلا قول صفوان بن المعطل، إنا لله وإنا إليه راجعون، وذلك أنه تخلف وراء الجيش لحفظ الساقة، ونزل عن ناقته وتنحى عنها حتى ركبت عائشة وأخذ يقودها حتى بلغ بها الجيش في نحر الظهيرة، فوقع أهل الإفك في مقالتهم. وكان الذي يجتمع إليه فيه ويستوشيه ويشعله عبد الله بن أُبي بن سلول المنافق، وهو الذي رأى صفوان آخذاً بزمام الناقة التي عليها عائشة، فقال: والله ما نجت منه ولا نجا منها، وقال: إمرأة بينكم باتت مع رجل. وكان من قالته حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش، هذا اختصار الحديث وهو بكماله في البخاري ومسلم.

إن حادثة الإفك هذه كان وراءها ومُشعِلَها المنافقُ الأكبر وذو القلب المليء بالحسد والكِبْر عبدُ الله بنُ أُبَيّ بنِ سلول، وهو الرجل الذي كان قبيل إقامة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دولته في المدينة يهيئ نفسه ليتوَّج ملكاً على يثرب ويصبح سيدها. وكما أظهرت الأحداث والوقائع في المدينة إبّان حكم الرسول فإن مثل هذا الرجل لم يكن هدفه الإصلاح وخدمة قومه أهل المدينة، وإنما كان رجلاً محباً للسلطة، طَلاّباً للمنصب، حَقوداً حسوداً، وبالتالي مَنْ هو مِثْلُه يجب أن لا يسير وراءه أحدٌ من المؤمنين ويقولَ مقالته، ومن فعل ذلك من المؤمنين مثل حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش، وإن لم يكن مأربهم مثل مأربه، فإنهم لاقوْا عقوبة وتقريعاً ونقصان مكانة في الدنيا، وسيكون أمرهم إلى الله في الآخرة يفعل بهم ما يشاء أن يفعل. ولذلك حذر الله سبحانه المؤمنين أن يوالوا المنافقين أو يلقوا إليهم بالمودة أو أن ينصتوا إليهم في قول لأنهم شياطين الإنس يوقعون بين المؤمنين ويبعدونهم عن الإخلاص والالتفاف حول النبي صلى الله عليه وسلم وحزبه المخلصين من الصحابة رضوان الله عليهم.

ويجب أن لا يخفى أن عبد الله بن أُبيّ المنافق كان يريد من خلال حديث الإفك أن يشكك المؤمنين في قيادتهم ويحرفهم عنها ويبرهن لهم أنها لا تصلح للقيادة ولا تدري ما يحدث حولها حتى في أقرب الأماكن منها وهو بيتها ومأمنها. وبذلك يحقق مطامعه الرخيصة في سحب القيادة منها، ويمهد الطريق لإشباع حب التسلط عنده والقضاء على الأوضاع المستقرة التي لا يستطيع أمثاله أن يعيش فيها. ولكن ربك بالمرصاد، فقد نزلت براءة أم المؤمنين عائشة في آيات تتلى إلى يوم القيامة، لتكون درساً وتشريعاً يُتَعلَّم ويعمل به المؤمنون في كل زمان ومكان، وقد بينت هذه الآيات أن ما حصل، رغم عِظَمِهِ وقسوته، كان خيراً للمؤمنين ولم يكن شراً. فبها فضح الله المنافقين وضعيفي الإيمان وثبت المؤمنين وجعلهم يظنون بأنفسهم خيراً، ولامت وعاتبت هذه الآيات من لم يظن خيراً بالمؤمنين وزوجة الرسول. وهذا موقف مثال لرجل مؤمن حقاً وهو أبو أيوب الأنصاري، فقد روي عنه انه سألته زوجته أم أيوب عن مقالة الإفك، فقال: كذب وبهتان وهل تفعلين هذا يا أم أيوب، قالت لا والله، فقال لها إن أم المؤمنين لخير منك. فقالت: نعم.

وقد أوجب الله على المسلمين إذا سمعوا رجلاً يقذف أحداً منهم أو يبهته أن ينكروا عليه ويكذبوه إن كانوا لا يعرفون هذا فيه. وتوعد الله من ترك الإنكار ومن نقل القذف، وقد كان قوله تعالى: (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) عتاب لجميع المؤمنين، أي كان ينبغي عليكم أن تنكروه ولا يتلقاه بعضكم من بعض على جهة الحكاية والنقل، وأن تنزهوا الله تعالى عن أن يقع هذا من زوج نبيه عليه وآله الصلاة والسلام، وان تحكموا على هذه المقالة بأنها بهتان. ثم نهاهم الله تعالى عن العودة إلى مثل هذه الحالة. وفي هذا السياق حديث لأبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: »أيما رجل شد عضد امرئ من الناس في خصومة لا علم له بها فهو في سخط الله حتى ينـزع عنها. وأيما رجل قال بشفاعته دون حد من حدود الله أن يقام، فقد عاند الله حقاً، وأقدم على سخطه، وعليه لعنة الله تتابع إلى يوم القيامة. وأيما رجل أشاع على رجل مسلم كلمة وهو منها بريء، يرى أن يشينه بها في الدنيا كان حقاً على الله تعالى أن يرميه بها في النار« وكما نرى فإن حديث الإفك كان فيه تشريع يتعلق بالقذف والبهتِ وحكمِه وعقوبتِه، وتوعدَ اللهُ مقترفيه بالعذاب العظيم. وفيه أيضاً مَعْـلَمٌ من معالم حمل الدعوة الإسلامية، وهو كون الحركة الإسلامية المخلصة قد تتعرض للإشاعات المغرضة الهدامة من الكفار وأعوانهم، بقصد إعاقتها عن تحقيق غايتها، وفض الناس من حولها، والتشكيك في إخلاصها. ولكن بثبات الحركة على فكرتها النقية وطريقتها النبوية وتمتع أعضائها بالشخصية الإسلامية، يقف كل هذا سداً منيعاً في وجه الكفار وأعوانهم وإشاعاتهم. أما الوجه الآخر فهو أن تقوم عصبة من داخل الحركة تحت ضغط الواقع الصعب، أو الاستخذاء أو التضليل أو حب الزعامة أو بالإنصات إلى رجل مثل عبد الله بن سلول تقوم باختلاق حديث ومقالة تشبه مقالة حادثة الإفك، وإن اختلف الموضوع من افتراء على قيادة الحركة لكي يبرروا لأنفسهم القعود عن حمل الدعوة والتنصل منها نتيجة ضغط الواقع والاستخذاء، أو ليفقدوا شباب الحركة الثقة بقيادتهم ويؤلبوهم عليها لكي يتسنى لهذه العصبة أن تتآمر وتسيطر. وهنا يكون الأمر الخطير والفتنة السوداء لأنه هدم في الحركة، كما أنه يعطي الفرصة للكفار والمنافقين ليحاربوا الحركة الإسلامية المخلصة.

وهنا يتوجب على المؤمنين أعضاء الحركة أن يضعوا نصب أعينهم الأحكام الشرعية التي شرعتها الآيات المتعلقة بحادثة الإفك والاستفادة من واقع حدوثها، من عدم الإنصات لأي شخص يقوم بهذا العمل الهدام وردعه والإنكار عليه وعدم نقل ما يقوله من بهتان وتمـرد، وذلك صوناً للحركة وحفاظاً عليها.

أما بالنسبة لقيادة الحركة الإسلامية الواعية المخلصة المتكتلة بطريقة صحيحة ومدروسة، والتي تكون قيادة مبدعة، على الأقل إن لم تكن ملهمة، فإنه يتوجب عليها أن تبادر فوراً وبدون تأخير أو انتحال أعذار إلى تصحيح الأخطاء التي غفلت عنها وأن تضع الأمور في نصابها، والرجال المناسبين في أماكنهم المناسبة، وتستمر في قيادة الحركة بقوة أكثر وعزيمة أشد وبعد نظر أعظم وأن لا تؤثر فيها الأحداث والخطوب مهما ادلهمت، وأن لا يثنيها قول المتقولين عن تقويم الاعوجاج في أي موضع في الحركة إن وجد ومحاسبة النفس قبل أن يأتي يوم الحساب. والله الهادي إلى سواء السبيل.

حاتم أبو محمد رام الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *