العدد 256 -

العدد 256- السنة الثانية والعشرون، جمادى الأولى 1429هـ ، الموافق أيار 2008م

«الاتحاد المتوسطي»: هدفه سياسي وحوافزه اقتصادية

«الاتحاد المتوسطي»: هدفه سياسي وحوافزه اقتصادية

 

لا يغادر الفكر الاستعماري أذهان حكام الغرب، ومن أهم هؤلاء في أوروبا ساركوزي الذي يعلق آمالاً قوية على الاتحاد بين الدول المطلة على حوض المتوسط فيما عرف بالاتحاد المتوسطي. وفي هذا المجال دعي رؤساء دول وحكومات 43 دولة مرشحة أن تكون عضواً في هذا الاتحاد لحضور اجـتماع قمة في 13 تموز ليتم إطلاق هذا الاتحاد فيه، وتم الاتفاق على أن يضم هذا الاتحاد جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الـ27، ودولاً أخرى محاذية لحوض المتوسط إضافة إلى الأردن وموريتانيا. وينطلق ساركوزي في هذا المشروع من القول بأن «البحر المتوسط ليس ماضينا بل مستقبلنا» ويعتبر أن العديد من مشاكل أوروبا الكبيرة تحل بالتنسيق الوثيق مع الدول الواقعة على الضفة الأخرى من المتوسط. ومن هذه المشاكل: الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وتلوث البحر الذي يؤثر في السياحة والثروة السمكية، وشح المياه العذبة، والبطالة، والكثافة السكانية في الجنوب (أي في دول المسلمين) والتصحر الذي ينتشر ليطال دولاً مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان، واتساع الهجرة في الدخل بين الشمال والجنوب.

إن ساركوزي يبدو جاداً كثيراً في مشروعه هذا، ويسعى لأن يكون أحد نجاحاته التي يعرف بها. وقال السفير لوروا الذي يرأس الفريق الفرنسي: «هدف الاتحاد من أجل المتوسط سياسي، إلا أن الحوافز اقتصادية».

إن منطقة الشرق الأوسط هي من الأهمية الاستراتيجية بمكان؛ لذلك تتزاحم عليها الدول الكبرى للاستئثار بخيراتها ومنعها عن غيرها. ومن ذلك مجيء أميركا على المنطقة عسكرياً لوضعها بيدها، وفي رأسها فرض مشروع الشرق الأوسط الكبير. ويأتي في هذا السياق هذا المشروع الذي يأخذ بعين الاعتبار الاستفادة من كل ما طرح قبله من مشاريع مماثلة لم تبصر النور كمشروع برشلونة الذي أطلق سنة 1995م.

نسأل الله تعالى أن يعيننا على أن نسبق أميركا بمشروعها للشرق الأوسط الكبير، وأوروبا في مشروعها هذا للاتحاد المتوسطي، بإقامة مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. والله حسبنا في ذلك وهو ولي أمرنا، وعلى الله قصد السبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *