العدد 60 -

السنة الخامسة – العدد 60 – شوال 1412هـ الموافق نيسان 1992م

نجل ثاتشر متورط في «مافيا سافوي» – هل كان تخلي ثاتشر عن الحكم بسبب فضيحة المدفع العملاق ومافيا سافوي

أبلغ ستان كراوثر، عضو اللجنة البرلمانية عن حزب العمال أنها رغم نجاحها في الحصول على معظم المعلومات عن قضية «المدفع العملاق» وتمكنها من الوصول إلى نتائج واضحة في ذلك، فهي لن تتمكن من البرهنة على بعض الجوانب كضلوع جهاز الاستخبارات الخارجي «م. آي-6» في القضية. وقال إن من المؤكد أن لا يوافق بعض أعضاء اللجنة إطلاقاً على نشر تقرير يوجه اللوم إلى أجهزة الاستخبارات.

وقال كراوثر من جهته أن «م. آي-6» كان على علم تام بالمشروع منذ مراحله المبكرة، وكان راضياً عن السماح بالمضي قدماً فيه طالما يرقب هذا الجهاز سير العملية. وكان ذلك يتماشى مع السياسة البريطانية الخارجية في حينه، والقاضية بتقوية العراق عسكرياً. لكن جاء وقت بعد ذلك قرر فيه المسؤولون البريطانيون تغيير هذه السياسة حين علموا أن «المدفع العملاق» الذي ركبت أجزاؤه في العراق «كان موجهاً صوب إسرائيل لا إيران». وقال كراوثر أنها فضيحة أن تسمح وزارة الدفاع، للشركتين البريطانيتين بتصدير الأنابيب الفولاذية الخاصة بالمدفع إلى العراق. وأشار خصوصاً إلى دور بيل واير، الذي وف أنه «عالم مواد» يعمل في وزارة الدفاع البريطانية، لكنه يفترض على نطاق واسع أنه من العاملين في الاستخبارات. وأفاد كراوثر أن واير نفسه هو الذي ظهر على شاشة التلفزيون قبل بضعة أسابيع كعضو في فريق الأمم المتحدة الذي يشرف على تفكيك «المدفع العملاق» في العراق. وكانت وزارة التجارة والصناعة البريطانية سألت واير عام 1988 عما إذا كانت الأنابيب الفولاذية التي كانت تصنعها الشركتان البريطانيتان يمكن أن يكون لها استخدامات عسكرية. وأجاب لا يبدو أنها كذلك.

ومن الغوامض الغربية التي استمعت إليها اللجنة في الآونة الأخيرة دور ما عرف بـ«مافيا السافوري» التي يقال أنها جماعة ذات نفوذ كبير تضم عدداً من السياسيين والمسؤولين الحكوميين والصناعيين ورجال الأعمال والممولين تهتم بصادرات الأسلحة البريطانية في الثمانينات كانت تلتقي بانتظام في فندق سافوري وسط لندن.

واستغل النواب من حزب العمال ذكر اسم مارك ثاتشر وتقدموا بمذكرة إلى مجلس العموم في اليوم نفسه دعوا فيها إلى إجراء تحقيق في «ما يسمى بمافيا السافوري التي تضم في عضويتها مارك ثاتشر» وأوردت مجلة «برايفيت آي» نصف شهرية الساخرة أن جهوداً كبيرة بذلت كي لا يذكر اسم مارك ثاتشر في جلسات اللجنة. لهذا سرت أنباء عن أن كريستوفر كاولي، الشريك السابق لجيرالد بول المهندس الكندي الذي صمم «المدفع العملاق» والذي قُتل أمام شقته في بروكسيل قبل نحو عامين، صرح قبل الإدلاء بشهادته أمام اللجنة البرلمانية البريطانية أنه سيذكر اسم مارك ثاتشر ويتحدث عن رحلاته إلى الشرق الأوسط بصحبة مستشار لمصرف ميدلاند البريطاني كانت له علاقة وثيقة بصفقات أسلحة ضخمة. لكن كاولي، حسب رواية «برايفيت آي» التقى في الليلة التي سبقت مثوله أمام اللجنة رئيسها والمسؤولين فيها، ولم يتطرق نتيجة لذلك الاجتماع إلى اسم مارك ثاتشر أمامها في اليوم التالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *