العدد 141 -

السنة الثالثة عشرة – شوال 1419 هـ – شباط 1999م

صفحة الغلاف الأخيرة: طائرة العال أخطر من طائرة «لوكربي»

نجحت أميركا في تسليط الضوء على سقوط إحدى طائراتها في لوكربي، ونجحت في إقناع العالم بأن النظام الليبي وراء تلك الحادثة، فاتخذت من تلك الحادثة ذريعة لمحاصرة ليبيا، ولا يزال الحصار مستمراً، والصمت عليه مستمراً، والخوف من غضب البيت الأبيض مستمراً أيضاً.

  • أما الطائرة الإسرائيلية «العال» التي سقطت في ضواحي أمستردام في تشرين أول من العام 1992م فقد تم التعتيم عليها أميركياً وعالمياً وعربياً لأسباب يعرفها أغلب الناس، ولا داعي لتكرارها.

  • بدأ البرلمان الهولندي في 27/01/1999م جلسات الاستجواب لمعرفة الفضيحة التي رافقت السقوط وما بعد السقوط، ومن ضمن الشهود الذين حقق معهم عشرة من اليهود، وبعض الأميركيين، وعدد من الوزراء الهولنديين في الحكومة السابقة، من بينهم نائبة رئيس الوزراء، ووزير الداخلية (إد فان تاين) الذي كان سنة وقوع الحادث عمدة أمستردام، والذي أصدر حينها فجأة أمراً بإنهاء البحث عن الجثث خلال أربعة أيام، وأَعَلنَ أَنَّ عدد الضحايا هو 43 شخصاً فقط، بينهم أربعة من اليهود، بينما كشفت التقديرات الأولى فيما بعد أن عدد الضحايا 250 قتيلاً، ثم ارتفع في التقرير الرسمي إلى 1580 قتيلاً من بينهم بعض سكان ضواحي أمستردام.

  • هناك أدلة دامغة على تعمد إخفاء الحقائق عن الرأي العام من قبل أكثر من جهة رسمية وأن التحقيقات الماضية أُغلقت بسرعة من أجل التعتيم على الحادث، وهناك سبعة ملفات يلفها الغموض.

  • أما التحقيقات الحديثة فقد أظهرت أن الطائرة كانت تحمل 240 كيلو غراماً من مادة ديميتيل ميتيل فوسفات المعروفة باسم DMMPوهي العنصر الأساسي الذي يتركب منع غاز السارين السام الأخطر بين الغازات المحظورة دولياً. واختفت من الحمولة 152 كيلو غراماً من اليورانيوم غير المخصب بعد تخطم الطائرة مباشرة. واختفى الصندوق الأسود للطائرة بعد تسليمه للمسؤولين الهولنديين.

  • ومن المعلومات التي كشفتها الصحف مؤخراً أن الحكومة الهولندية اعترفت بسر آخر سبق أن أنكرته وهو سماحها لفريق من الموساد اليهودي يتألف من أربعين خبيراً بالقيام بتفتيش حطام الطائرة بعد سقوطها وسمى هذا الفريق بفريق «البدلات البيضاء» لأنهم كانوا يرتدون بدلات تقيهم من الإشعاعات النووية والسامة.

  • كل هذه الوقائع الفاضحة كشفتها التحقيقات مؤخراً، ولا يزال الإعلام الصادر من بلاد المسلمين يعرض علينا «رقصة العرضة» للرجال في الصحراء ويعرض علينا «الجماهير» وهي فاغرة الأفواه تهتف (بالروح بالدم) في مسيرات استعراضية عفا عليها الزمن، وأصبحت ممجوجة يستحي منها كل ذي عقل سليم، ثم يختم هذا الإعلام بصور نتانياهو وهو يبني المستعمرات ويدمر بيوت المسلمين حول القدس المقدسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *