العدد 142 -

السنة الثالثة عشرة – ذو القعدة 1419 هـ – آذار 1999م

كلمة الوعي: ذكرى إلغاء الخلافة

تحل على المسلمين في الثالث من آذار ذكرى أليمة، هي الذكرى الخامسة والسبعون لإلغاء نظام الخلافة ومنصب الخليفة من الوجود. ففي صبيحة الثالث من آذار (مارس)  سنة 1924م أعلن أن المجلس الوطني الكبير قد وافق على إلغاء الخلافة، وفصل الدين عن الدولة. وفي اجتماع المجلس الوطني، وقف مصطفى كمال يخطب قائلاً: «أليس من أجل الخلافة والإسلام قاتل القرويون الأتراك، وماتوا طيلة خمسة قرون؟ لقد آن أن تنظر تركيا إلى مصالحها، وتتجاهل الهنود والعرب، وتنقذ نفسها من تزعم الدول الإسلامية». وهو الذي قال في مرسوم إلغاء الخلافة: «بأي ثمن يجب صون الجمهورية المهددة وجعلها تقوم على أسس علمية متينة، فالخليفة ومخلفات آل عثمان، يجب أن يذهبوا، والمحاكم الدينية العتيقة وقوانينها يجب أن تستبدل بها محاكم وقوانين عصرية، ومدارس رجال الدين يجب أن تخلي مكانها لمدارس حكومية غير دينية». وفي الليلة ذاتها أرسل مصطفى كمال أمرا إلى حاكم استانبول يقضي بأن يغادر الخليفة عبدالمجيد تركيا قبل فجر اليوم التالي، فذهب حاكم استانبول تصحبه حامية من رجال البوليس إلى قصر الخليفة عند منتصف الليل، وهناك أجبر الخليفة أن يستقل سيارة حملته إلى خارج الحدود. وبعد يومين، حشد مصطفى كمال جميع أفراد أسرة الخليفة، وتم ترحيلهم. وبذلك نفذ مصطفى كمال الشروط الأربعة التي شرطها الإنجليز في مؤتمر لوزان للاعتراف باستقلال تركيا وهي: إلغاء الخلافة إلغاء تاماً، وطرد الخليفة خارج الحدود، ومصادرة أمواله، وإعلان علمانية الدولة.

وبذلك سقطت دولة الخلافة، التي كانت طوال أكثر من ثلاثة عشر قرنا ملء سمع الدنيا وبصرها، تطبق الإسلام فتنشر العدل والرحمة في الرعية، وتحمله رسالة هدى إلى الناس أجمعين لتخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور الإسلام، ومن عبادة غير الله إلى عبادة الواحد الأحد. سقطت دولة الخلافة، والأمة فاغرة فاها، تراقب ما يحدث، وهي مغلوبة على أمرها، ولا تكاد تصدق ما يجري. وقد عبر أحمد شوقي في قصيدته «رثاء الخلافة» أصدق تعبير عن حال الأمة حين رأت دولة الخلافة تهوي تحت ضربات معاول الكفار والمنافقين فقال:

ضجت عليك مآذن ومنابر         وبكت عليك مماليك ونواح

الهند والهة، ومصر حزينة          تبكي  عليها بمدمع  سحاح

والشام تسأل، والعراق وفارس      أمحا من الأرض الخلافة ماح؟

وكان إلغاء الخلافة خاتمة مخططات شريرة بدأت بالحروب الصليبية, مرورا بالغزو الثقافي والسياسي, وبخاصة لدى النخبة من أبناء المسلمين, وكبار ضباط الجيش, وفي مراكز صنع القرار, فهيأ الكفار التربة المناسبة لإلغاء الخلافة وتفتيت الأمة إلى كيانات متباغضة متدابرة, فأوجدوا النعرة القومية, وأوجدوا جمعيات تدعو إليها يبن العرب والأتراك بخاصة, فكانت جمعية تركيا الفتاة, والجمعية العربية الفتاة, وأخذوا ينفثون سمومهم: الدعوة إلى الحرية والاستقلال, والدعوة إلى التحديث والعصرنة, والتوليف بين الإسلام وحضارة الغرب وقوانينه, وأذاعوا أن سر النهضة الأوروبية هو فصل الدين عن الدولة, وأن الغرب نهض على أسس أخذها منا نحن المسلمين, وأننا يجب أن نستردها وننهض عليها. وقد ساعد في توفير الأجواء المواتية لهدم الخلافة, تنامي القوة الاقتصادية والعسكرية الأوروبية مقارنة بقوة دولة الخلافة, وتراجع المسلمين في ميادين القتال, وهو كان المظهر الأبرز في قوة الدولة, بعد أن لم تكن تواكبه قوة فكرية إسلامية؟ وهكذا نجح الكفر في الاستيلاء على كثير من بلاد المسلمين بالغزو المسلح, فسلخ الأجزاء الأوروبية واحتلت أقاليم شمال إفريقيا, وسواحل جزيرة العرب الجنوبية والشرقية, وكانت بلاد العجم قد انفصلت بدواع قومية ومذهبية, واحتل الإنجليز مصر، وتقلصت مساحة الدولة لتشمل جزيرة العرب وبلاد الشام وما يسمى بتركيا الآن وآسيا الوسطى, وهكذا أصبحت الدوحة العظيمة التي تظلّل شعوب المسلمين وبلادهم فارغة من الداخل, فسقطت بسهولة تحت ضربة معول مصطفى كمال الذي جرى إبرازه وتلميعه على أيدي الإنجليز الحاقدين. وقد تجلى بعض حقدهم, وبدت بعض خططهم الخبيثة, حين وقف أحد أعضاء مجلس العموم يحتجّ على اعتراف الإنجليز باستقلال تركيا, فقال له كرزون: «القضية أن تركيا قد قضي عليها, ولن تقوم لها قائمة, لأننا قضينا على القوة المعنوية فيها: الخلافة والإسلام». وصدق الله تعالى: (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر).

وهكذا انتهت مرحلة من خطط الكفر الماكرة, لتبدأ مرحلة أخرى, تستهدف تركيز الأوضاع بعد إلغاء الخلافة, وامتصاص حالة الحيرة والحزن التي انتابت جميع شعوب الأمة الإسلامية, وتضليلها عن التفكير الجاد والعمل المنتج المخلص لإعادة نظام الخلافة, فجزأ الكفار بلاد المسلمين إلى دويلات تقاسمها الإنجليز والفرنسيون وحكموها حكماً مباشرا وركزّوا الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية والبرامج التربوية, ومناهج التعليم على أسس حضارتهم الغربية, وميّعوا الجو السياسي بطروحات متناقضة ليس بينها عودة الخلافة, فشغلوا الناس بالجامعة الإسلامية أم الجامعة العربية, وبتحرير المرأة, وبتحرير البلاد من الاستعمار, وبهذا صاغوا الأوضاع على نحو ينسي المسلمين قضيتهم المركزية المصيرية, قضية عودة الخلافة. وأنّى للناس أن ينسوا عزّهم ومجدهم الماثل في واقعهم, مساجد وقلاعاً وقصوراً, ومواقع انتصارات, وأنّى لهم أن ينسوا دينهم, والمآذن تذكرهم «الله أكبر» خمس مرات في اليوم؛ وكثير من عاداتهم وتقاليدهم مستمدة من أحكام دينهم, وبعض قوانينهم, وبخاصة الأحوال الشخصية, منبثقة عن عقيدتهم الإسلامية, وحتى بعض أحكام نظام العقوبات في بعض بلاد المسلمين لا تزال إسلامية, وصدق الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).

ثم لما اشتد الضغط على الدول الأوروبية الاستعمارية من أجل تحرير المستعمرات, من خلال الدعاية الواسعة للاتحاد السوفياتي, وللأحزاب الموالية له, واللجان التي أنشأها، وبضغط من أميركا لتطوير الاستعمار, اضطرت دول الاستعمار القديم لسحب قواتها العسكرية من مستعمراتها, وأقامت دولاً نصّبت عليه حكاماً يحرسون مصالحها, ويقهرون شعوبهم لخنق كل تحرك جاد ومخلص لتغيير الأوضاع, ومع ذلك لم تمض ثلاثة عقود على إلغاء الخلافة, وبرغم الجهود الحثيثة لطمس اسم الخلافة, وتشويه صورتها، والتعمية على أحكامها، والتضليل باستحالة عودتها, لم تمض هذه العقود الثلاثة, حتى وجد في الأمة من يدعو لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة, ونفضَ الغبار عن أحكامها, وجلاّها للناس وأعاد الثقة بأحكام الإسلام وأفكاره, حتى صارت الخلافة مطلبا جماهيريا ملحا, وصارت شعارات «الخلافة أو الموت» ترتفع في كل بلاد المسلمين, «وشعار الإسلام هو الحل» يقض مضاجع الكفار والمنافقين وعملاثهم من الحكام والسياسيين. وصارت الأمة الإسلامية تتحرك لتحقيق هذا المطلب الشرعي في واقع حياتها, فصارت تقوم بأعمال لإيجاد نظام الخلافة، ولتنصيب خليفة واحد للمسلمين في العالم, وإن كانت بعض هذه الأعمال أخذت طابعا لا نرى أنه يحقق الغاية, ولكنها محاولات, انتهت إلى الاقتناع بأن العمل لإعادة الخلافة لا يكون إلا بإتباع طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم في إيجاد الدولة الإسلامية الأولى في المدينة, وهو الطريق الدعوي الفكري السياسي لإيجاد الرأي العام الواعي الذي يوصل الإسلام إلى الحكم, عن طريق الأمة.

وهكذا فقد حدث التغيير في عقول المسلمين, وبذلك تغيرت طروحاتهم وأهدافهم؛ والذين لا يلمسون هذا التغيير نرشدهم إلى التغييرات التي حصلت في حياة الناس, فشباب المسلمين يملأون المساجد, ويفهمون جيدا أن الإسلام ليس عبادات وشعائر وأخلاقا وحسب, وإنما هو طريقة معينة متميزة للعيش, فهو سياسة وحكم, واقتصاد وتعليم, وعلاقات دولية واجتماعية, وهو جهاد وقضاء؛ كما أن بنات المسلمين أخذن يلبسن الملابس الشرعية التي فرضها الإسلام, ويقفن خلف إخوانهن الشباب في تثبيتهم للعمل لنصرة دين الله, وإحقاق الحق, وإزهاق الباطل. حتى أن بعض كبار الأثرياء أخذوا بإيجاد ما يسمى بالمصارف اللاربوية ليتجنبوا الوقوع في إثم أكل الربا أو توكيله. وقد تحرك المسلمون للجهاد مع إخوانهم مسلمي الأفغان ضد الاتحاد السوفياتي المحتل, وجاهدوا مع إخوانهم مسلمي البوسنة والهرسك, وإخوانهم في الشيشان, وأمدوهم بالمعونات والمساعدات. ومن قبل احتضنوا ثورة الإمام الخميني حين رأوها قائمة على الإسلام. وتنادوا ضد العدوان الأمريكي على السودان وأفغانستان, وأخيرا ضد العدوان الأميركي البريطاني على العراق, فتحركت جموع المسلمين من المحيط إلى المحيط تشجب وتتوعد, وتدعو إلى مقاطعة الإنجليز والأميركان ومن يساندهم, وتجلى في تلك التحركات أن الناس معزولون تماما عن حكامهم, وهذا ما أقلق الكفار. وإنه وإن كان بعض هذه التحركات موحىً بها, أو أنها ردّة فعل طبيعية لمجازر الكفار, وممارساتهم اللاإنسانية والوحشية ضد المسلمين والمسلمات, إلاّ أنها تكشف عن حقيقة أن الإسلام لا زال حياً في نفوس المسلمين, وأن المسلمين ما زالوا أقوياء, ومستعدين للبذل في سبيل دينهم وأمتهم وبلادهم الإسلامية التي ارتفعت فوق روابيها رايات الإسلام.

وقد أحس الكفار بما بدأ يتحرك في بلاد المسلمين وفي عقول ونفوس المسلمين, ولهذا بدأوا المرحلة الحالية من مخططاتهم لمنع عودة دولة الإسلام, فسمّوا الدعوة إلى الإسلام إرهاباً، والمفاصلة مع الكفر تزمتاً ورجعية, وطرحوا شعارات وسنّوا قوانين لمكافحة الإرهاب, ورفعوا شعار الحوار بين الأديان, وأعادوا احتلال بعض بلاد المسلمين عسكرياً في قواعد وتسهيلات عسكرية وبرامج تدريب ومناورات مشتركة, واتفاقات عسكرية للتسليح, واتفاقات أمنية؟ ومن أجل فرض الهيمنة الاقتصادية اقترحوا فكرة العولمة, وفكرة الخصخصة. وبدأوا الدراسات والأبحاث عن دور الإسلام في القرن الحادي والعشرين, وعن دور الخليفة في القرن القادم, وعن مدى إمكانية الدعاة في حمل الدعوة الإسلامية إلى أوروبا. كل ذلك من أجل إحكام سيطرتهم على بلاد المسلمين وليحولوا دون عودة الخلافة التي تحرّر بلاد المسلمين من رجسهم, وتطاردهم في أماكن نفوذهم وتلحق بهم إلى عقر ديارهم تحمل الإسلام قيادة فكرية عالمية ربانيّة تستقطب العقول السوية, وتنجذب إليها النفوس الرضية, لأن الإسلام يقنع العقل, ويبعث الطمأنينة في النفس.

هناك نصوص قطعية من القرآن الكريم, بوعد الله للمسلمين بالنصر والاستخلاف, وبأن يظهر الله الإسلام على الدين كله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) وقوله تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) وقوله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، كما أن هناك بشارات من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهناك الحديث الذي يبشر المسلمين بفتح القسطنطينية ورومية, وقوله صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار,  ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل, عزا يعز الله به الإسلام, وذلا يذل به الكفر»، وكذلك فإن البحث العقلي في طبيعة الإسلام, وفي كيفية قيام الدولة المبدئية, يؤكد أن النصر آت بفضل الله وكرمه, وأن الدولة الإسلامية قائمة, فقد وجدت فكرتها لدى المسلمين, ووجدت أحزاب وتكتلات تتلبس بالعمل المنتج الجاد لإيجادها, ووجد الرأي العام الداعم لها، والمتشوق ليتفيأ ظلالها. وبذلك قطع الشوط الأكبر وبذل الجهد الأعظم في طريق الوصول إليها, ولم يبق إلا أن يلتف حولها أهل المنعة والنخوة والبأس، فيزيلوا آخر عقبة تقف في طريقها, وهي المتمثلة في الحكام ومن يوالونهم من السياسيين المرتزقة, أو المنافقين الوصوليين, وبعض المثقفين الذين يسكن الكافر عقولهم, فيفكرون بعقله ويظنون أنهم ذاتيون, ولكن عقولهم مبرمجة على ما يريد الكفار: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).

فجددوا ثقتكم بالله وبأنفسكم وبقدراتكم, أيها المسلمون, واذكروا أن الأنظمة العالمية كلها فشلت, منها ما سقط ومنها ما يترنح, وإن مبدأكم الإسلامي هو الوحيد الذي صمد أمام تحديات المبادئ الأخرى, فهوت وهو يتشامخ؛ وإن خلاصكم في دينكم, فحرروا أنفسكم بعبادتكم الله وحده, تحرروا أمتكم وبلادكم, وتنقذوا البشرية مما تعاني من ويلات وفساد وشقاء, فليس من دينكم أن تتقاعسوا عن إنقاذ غيركم: )وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا( وبذلك تكونون: )خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ(. )وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *