العدد 142 -

السنة الثالثة عشرة – ذو القعدة 1419 هـ – آذار 1999م

كلمة أخيرة: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)

في حمى الاستعدادات للانتخابات النيابية في كيان اليهود الغاصبين, بدأت تظهر عوامل التفكك والانقسام في مجتمعاتهم وشعوبهم, فقد تم تسجيل أكثر من ثلاثين حزباً ستقدم مرشحين لخوض انتخابات الكنيست. وانشقت الأحزاب التاريخية القائمة على نفسها, سعياً وراء المصالح الانتخابية, فخرج ابن بيغن, الإرهابي الشهير, من تكتل ليكود, لينشئ حزباً خاصاً به, وخرج مودخاي وزير الحرب السابق من تكتل ليكود ليشكل مع آخرين حزب الوسط, ومن قبل خرج ديفيد ليفي من الليكود ليشكل حزب غيشر, وكان شارون يفكر بالانشقاق أيضاً إلا أنه ضمن لنفسه منصب وزير الخارجية في أية حكومة يشكلها نتنياهو, كما وأن نتنياهو أخذ أخذ يدافع عنه في قضية فساد تتعلق بتصرفات شارون أثناء اجتياح لبنان عام 1982.

أما حزب العمل, فانحنى زعيمه باراك, أمام مطالب المهدّدين بالانفصال بسبب طرحه أن يقوم هو بتشكيل قائمة الحزب للانتخابات المقبلة دون إجراء انتخابات في صفوف الحزب, فتراجع عن مشروعه وقبل أن يتم التصويب على قائمة الحزب.

وقد تجلّى هذا الشتات في الوفد الذي شارك في تشييع جنازة الملك حسين, فقد جميع المرشحين لرئاسة الحكومة, ولم يكونوا ضمن وفد واحد, حتى أعضاء الحزب الواحد لم يظهروا معاً في مراسم التشييع وتقديم التعازي, فشارون كان مع نتنياهو, أما موشي أرينز, وهو من حزبهم, فلم يكن معهم، وكذلك لم يظهر بيريز مع باراك برغم أنهما من حزب العمل, وما يسمى رئيس الدولة كان بمفرده, الأمر الذي جعل كلينتون يهزأ بهم ويقول بأن كل المرشحين لرئاسة الحكومة حضروا,  وكانوا أكثر من خمس مجموعات في عمان.

وهناك انشقاق أوسع وأعم, وهو الانشقاق بين المتدينين والعلمانيين, وقد قام المتدينون بإظهار قوتهم وعرض عضلاتهم, في مظاهرة صاخبة في القدس المحتلة, حشدوا خلالها مئات الآلاف من الأشخاص, في محاولة للضغط على المحكمة الدستورية العليا التي خوّلت الحكومة حق استدعاء الشباب المتدينين للخدمة الإلزامية, وهم كانوا معفون منها.

أما معنوياتهم فهابطة؛ إذ لم تعد تحميهم دباباتهم وحصونهم وطائراتهم من ضربات المجاهدين المؤمنين, فبالأمس القريب سقط لهم في البقاع الغربي في لبنان ثلاثة ضباط قتلى منهم قائد القوات الخاصة في وحدة المظلين, وهو برتبة رائد, وجرح خمسة آخرون باعترافهم, واعتبر رئيس وزراء العدو أن الخسائر «ضربة مريرة لشبان من وحدة ممتازة.», فهل قربت حالة الذعر الشديد التي تنتابهم حين يحسون أن الحجر والشجر يشير إليهم ويكشف وجودهم ويقول: يا عبد الله يا مسلم ورائي يهودي تعال فاقتله.

أصبح الجو مهيأ أكثر من ذي قبل لمقاتلتهم, واستئصال دولتهم ووجودهم من بلاد المسلمين, فهم منقسمون على أنفسهم, ومعنوياتهم متردية, والعالم ملّ أكاذيبهم وألاعيبهم.

فهل من مخلص يعلن الجهاد لتحرير بلادنا من رجسهم؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *