العدد 243 -

العدد 243- السنة الواحدة والعشرون، ربيع الثاني 1428هـ، الموافق أيار 2007م

احتلال العراق وليس سقوط بغداد

احتلال العراق وليس سقوط بغداد

 

l بعد مرور أربعة أعوام على احتلال العراق لا يزال الإعلام الناطق بالعربية ينافق للمحتلين ويزور الكلمات والمصطلحات، فبدل القول باحتلال العراق يقول: «سقوط بغداد»، وكأن بغداد كانت تلهو على شجرة فزلّت قدمها ثم سقطت دون أن يُسقطها أحد. والتركيز على بغداد وتجاهل باقي العراق الذي احتُلَّ احتلالاً كاملاً، ودُمّر، وسُرقت ثرواته، وهُجّر 5 ملايين شخص بعد الاحتلال، وقُتل ما يقارب المليون بعد الاحتلال (600 ألف قبل عامين).

l إذا كان الإعلام الذي خبرناه وعرفناه يجاري المحتلين في مصطلحاتهم وأوصافهم، فإن باقي الناس لا يليق بهم أن يلتحقوا بحملة التضليل، ويجب أن تُسمّى الأشياء بأسمائها، وأن يُسمّى المحتل المجرم الذي يقتل ويدمّر ويحرق ويسجن أنها «الولايات المتحدة الأميركية» التي تشوّهت صورتها لدى القاصي والداني وانفضحت في أقاصي الأرض، فقد اقترن اسمها بالفضائح والمجازر، والسجون النازية في غوانتانامو وأبو غريب.

l احتلالات تترى، من فلسطين، إلى أفغانستان، إلى العراق، إلى الصومال، وبعض أبناء الأمة لا يزالون يتلهّون بالقشور، أما رؤوس الأنظمة فهم سادرون في غيّهم لا يحركهم جور الأعداء وعبثهم ببلاد المسلمين، أما بعض علماء أرض الكنانة وبلاد الحرمين فقد أشغلوهم في الفتاوى التي لا ينتهي الجدل حولها، فما أن تُنسى فتوى حتى تظهر أختها، وكأن هناك من يتعمد «نبش» التفاوى الحساسة، والتي تتطرق لأمور حساسة يترفع المؤمن حتى عن كتابتها على الورق، وكأن هناك أشباحاً تتعمد إلهاء كل فئات الناس عن القضايا المصيرية لمصلحة ما.

l أما آن لبعض المخدَّرين أن يستفيقوا؟ وإذا لم تهزّهم هذه الزلازل فماذا يهزّهم؟ السؤال موجّه للمتخاذلين المتقاعسين القادرين على التأثير والتغيير ولم يقوموا بواجبهم، وليس في هذا انتقاص من العاملين النشطين الذين لا يوفرون جهداً، أو وقتاً من ليلٍ أو نهار في سبيل التغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *