العدد 284-285 -

العدد 284-285، السنة الخامسة والعشرون، رمضان وشوال 1431هـ، الموافق أيلول وتشرين الأول 2010 م

لماذا يُرفض التفاوض من حيث المبدأ؟

لماذا يُرفض التفاوض من حيث المبدأ؟

 

– في البداية رفض التفاوض يعود لأسباب مبدئية مصدرها ديننا وعقيدتنا التي ترفض التخلي عن أي شبر من بلاد المسلمين لأي غاصب ومحتل لئيم، مهما كلف تحرير ذلك الشبر من تضحيات، وليس له علاج سوى العلاج الجذري الذي فرضه الإسلام، لكن تبسيطاً للنتائج التي يحلم بها المراهنون على تخليص 12% من فلسطين وبناء شبه دولة عليها، نقول لهم وللمصفقين لدورهم التآمري، فكروا حتى بطريقتكم المصلحية الانتهازية تجدونها فاشلة ومجرد دمية من دمى الاحتلال.

– كل إنسان عاقل يدرك أن دولة الاحتلال اليهودية لا تريد أن تتخلى عن معظم أراضي فلسطين المحتلة، وحتى الأطفال يعرفون أن اليهود لا يُعطون الناس نقيراً، وحتى لو افترضنا أنها أعطت المفاوضين بضعة كيلومترات من فلسطين لكي يرفعوا عليها قطعة قماش ملونة فماذا سيكون عليه حال الناس الذين يقطنون هذه المنطقة (المحررة)؟

– لو بسطناها وسخّفناها لن تكون هذه “الموناكو” الصغيرة أو الدولة الفلسطينية الموعودة بحجم مصر وقوتها ولا بحجم تركيا وقوتها، ولا بحجم العراق وقوته أيام حكم صدام حسين، ولا بحجم السودان وقوته، ولا بحجم سوريا وقوتها، فهل تركت إسرائيل هذه الدول من شرها ومكرها؟ كيف حركت دول منابع النيل للضغط على مصر؟ وكيف حركت الجواسيس ضدها، وكيف فرضت كامب ديفيد المذل عليها؟ أما تركيا فكيف جعلتها تتراجع بعد غضبتها المُضَريِّة بعد الاعتداء على أسطول الحرية وحركت حزب العمال الكردستاني ضدها؟ وكيف تتلاعب في جنوب السودان ودارفور؟ وكيف دمرت ما قيل إنه مفاعل نووي في سوريا ورفضت الانسحاب من الجولان منذ أربعة عقود؟ وكيف ساعدت أميركا للفتك بالعراق وتدميره وسرقة خيراته ونفطه وتحريك الغرائز المذهبية.

– من بدهيات التفاوض توازن القوى المتفاوضة، فأين التوازن بين أبي مازن وفريقه التفاوضي الذي لا يتحرك داخل الضفة ولا خارجها إلا بترخيص (إسرائيلي)، وبين دولة مزودة بأحدث الأسلحة وبدعم أوروبي أمريكي، وبدعم سري من قبل عدد لا بأس به من حكام المنطقة؟ ولماذا تتنازل (إسرائيل) لأناس لا يملكون من أسباب القوة شيئاً؟ إن المجانين فقط يتنازلون. ولا نظن المفاوض (الإسرائيلي) جنَّ وفقد عقله.

– تزامن وصول المفاوضين مع عملية قتل أربعة مستوطنين في الخليل، فماذا قال المتعجرف نتانياهو؟ قال لن نترك الإرهاب يحدد حدودنا، أو يحدد البقعة التي يعيش فيها (الإسرائيليون)، أي لا حدود لأطماعه الاستيطانية، وأعلن مجلس المستوطنات استئناف الاستيطان بعد الانتهاء من دفن القتلى، وكل مفاوضات وأنتم بخير!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *