العدد 286 -

العدد 286، السنة الخامسة والعشرون، ذو القعدة 1431هـ، الموافق تشرين الأول 2010م

مؤامرة فصل جنوب السودان كبيرة… ولكن الله أكبر

مؤامرة فصل جنوب السودان كبيرة… ولكن الله أكبر

 

لقد رأت أسرة مجلة الوعي أن تخصص هذا العدد لقضية جنوب السودان، وذلك نزولاً عند رغبة إخوة لها من ثلة الخير في السودان – من حزب التحرير، لتساهم معهم في إيقاف المؤامرة الغربية عليه، والذي يعمل مبضع الجراح الغربي -الأميركي والأوروبي- على استيلاد دويلة جنوب السودان -الآن- تلك المؤامرة، الولود غير الودود، التي لن تقف عند حد هذه الولادة، بل ستتعداها لتتبعها بولادة دويلات أخرى… فالسودان الآن مثله كمثل رجل ثري أدخل غرفة العمليات من غير مرض، وجرّاحوه هم أعداؤه، ويرون أنهم الوارثون له، فهم متفقون على موته، مختلفون على تركته.

ولقد زودت ثلةُ الخير هذه المجلةَ بمقالات هذا العدد موضحةً فصول المؤامرة على السودان بفصل جنوبه عنه. فبينت حقيقة الصراع فيها، وكشفت أدواتها من كل الأطراف، ووضحت فصولها، وفضحت ألاعيبها وعرّت غاياتها… ثم أعطت العلاج الآني لهذه القضية مبينةً بشكل صريح أن أهالي جنوب السودان مظلومون كما شماله، وأن حكام الشمال والجنوب أطراف في المؤامرة تابعون للغرب، وأن الغرب لا يأتي الخير منه حتى لمن يسير معه، فهو كالشيطان يورد تابعه الجحيم، وأن أهالي السودان شمالاً وجنوباً سيزداد الظلم عليهم بعد الانفصال. وكذلك أعطت العلاج الجذري الذي به يحق الحق ويحكم بالعدل، والمتمثل بإقامة الخلافة الراشدة التي بات ينتظر مجيئها المسلمون وغير المسلمين لتخصلهم من نير الاستعمار الغربي.

نحن ندرك أن المؤامرة الغربية على السودان كبيرة، ولكننا نؤمن أن الله أكبر وكلمة الحق أقوى، نحن نعلم أن أطراف الصراع هي أميركا وأوروبا، ومعهما الهيئات الدولية (الأمم المتحدة) والاقتصادية (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) والقضائية (محكمة الجنايات الدولية) ومعهما حكام عملاء لهما خونة لأمتهم قد وطئت رقاب الناس تحت أرجلهم، ومعهما أحزاب معارضة لا تقل في عمالتها وخيانتها عن الحكام… ولكننا نستيقن أننا في المقابل معنا سلاح الكلمة الحق من التعبير الصادق والفهم المشرق لهذا الدين، وعندنا القدرة على خوض الصراع الفكري على أفضل ما يمكن من غير تأثر بالواقع. وعندنا الإصرار على خوض الكفاح السياسي بحيث لا يثنينا عن تحقيق أهدافنا أي عائق، وعندنا من إرادة كشف خطط الغرب ما نعري به سوءته، وعندنا من إرادة تبني مصالح الأمة ما يجعلنا أهلاً لأن نتسلم قيادة الأمة والسير بها نحو ربها… إننا نملك ما لا يملكه أحد غيرنا، إننا نملك مشروع إقامة الخلافة الراشدة… وإن هذا المشروع بات في مرحلته الأخيرة يدق أبواب أهل النصرة من أهل الحق، في السودان وخارجه من بلاد المسلمين، منتظراً من الله، وليس من غيره، فتحه.

وعلى هذا، فإن فصول المؤامرة الغربية على بلاد المسلمين، ومنها السودان، لن تنتهي عندما يقرر الغرب انتهاءها، بل نحن الذي سيقرر ذلك بإذن الله تعالى، وإن غداً لناظره قريب. قال تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ) [الأنفال 59].

أسرة التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *