العدد 175 -

السنة الخامسة عشرة شعبان 1422هـ – تشرين الثاني2001م

كلمة أخيرة نقطة ضعف الأمّة حكامها والمعارضة

         كشفت الأحداث الأخيرة مزيداً من عورات الأنظمة وما يسمى بالمعارضة على الرغم من انكشاف حالهم القديم للواعين من الأمة، أما الانكشاف الأخير فقد حصل لدى أقل الناس وعياً وفهماً سياسياً لأن الخيانة لهؤلاء لمسها القاصي والداني، السياسي والعادي، الأمي والمتعلم، وأصبحت الرائحة تزكم الأنوف. فهؤلاء الحكام الذين أشبعوا الأمة كذباً وخيانات وعنتريات فارغة بدت عوراتهم للملأ بشكل لم يعد فيه قول لقائل.

         فعلى مدى عشرات السنين كانت الأمة تتصدى لأعدائها بكل ما يتيسر لها من قوة، ثم تفاجأ بحكامها يطعنونها في الظهر ويتحالفون مع عدوها سراً ليقهروها ويمزقوها. إنهم يمارسون هذه الخيانة في اللحظة الحرجة حين تكون الأمة بحاجة ماسة إلى من يقف معها ضد أعدائها، فتفاجأ بأعداء الداخل الذين يعرفون المفاصل الحساسة في الأمة ونقاط ضعفها يقفون مع أعدائها ويدلونهم على أفضل الطرق للقضاء عليها أو تكبيلها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.

         وإذا طبقنا ما سبق على حرب الحلفاء ضد العراق، أو حرب أميركا وبريطانيا ضد مسلمي أفغانستان فإننا نلاحظ أن الأمة في واد، والحكام في الوادي المعادي، والأمر نفسه ينطبق على ما يسمونه (معارضة) فالأمة الإسلامية تعادي أميركا لعدة أسباب، وتشتعل غيظاً عليها بسبب موقفها من مسألة العراق وفي فلسطين وفي أفغانستان، وتأتي المعارضة العراقية لتشتغل عميلة لأميركا ضد الناس، وهم يعرفون غدر أميركا ومكرها وعدم اهتمامها إلا بمصلحتها وحدها فقط دون مصالح غيرها. الأمر نفسه تكرر في أفغانستان حينما عَرَضَ تحالف المعارضة نَفْسَه على أميركا كبديل لطالبان ووعدها ربما بتسليم رأس ابن لادن والملا عمر، متجاهلين الحكم الشرعي تجاه الكفار الأعداء حينما يهاجمون بلداً إسلامياً، ومتجاهلين كل القيم التي كانت سائدة بين المسلمين والتي تبرز في الأيام الحرجة، وتختفي مظاهر المكر والخداع والتشفي واصطياد الفرص. فالعدو هو عدو الجميع ولن يرحم أحداً منهم، وسوف يقعون فريسة مكره وكذبه وخداعه، وهذا جزاء الخونة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *