العدد 175 -

السنة الخامسة عشرة شعبان 1422هـ – تشرين الثاني2001م

(وما تخفي صدورهم أكبر)

           عندما انهزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ودخل الحلفاء (إسلامبول) سنة 1918م طلب القائد الفرنسي حصاناً أبيض ثم ركبه ودخل استانبول عليه وقال: لقد دخل السلطان محمد الفاتح القسطنطينية فاتحاً راكباً على حصان أبيض فأراد ذلك القائد الفرنسي بفعلته تلك أن ينتقم من محمد الفاتح عندما دخل القسطنطينية فاتحاً راكباً حصاناً أبيض. فهل يعي المسلمون؟ وهل يعي العلمانيون أتباع مصطفى كمال المتحكمون في تركيا الآن؟

           عندما دخل اللورد اللنبي القدس سنة 1917م قال: الآن انتهت الحروب الصليبية كما أن القائد الفرنسي (غورو) عندما دخل دمشق تقدم إلى قبر صلاح الدين وركله بقدمه وقال ها قد عدنا يا صلاح الدين فقم حارب الآن. قالا هذه المقولات الحاقدة وخونة العرب في جوارهم يقاتلون معهم الدولة الإسلامية، دولة الخـلافة العثمانية، فهل يرعوي أتباع خونة العرب أولئك، الذين نصبتهم الدول الكافرة المستعمرة على رقاب المسلمين ليحولوا دون عودة الخـلافة من جديد؟

           كما بعث لورنس برقية إلى دولته بريطانيا عندما كان يقود جيش فيصل وهم يخربون الخط الحديدي الحجازي لقطع إمدادات الجيش العثماني، قال في برقيته تلك: يجب أن نضرب هذه الدولة العثمانية ونقسمها إلى قطع متعددة بحيث لا يعود لها التئام، يقول ذلك وهو يقود جيش فيصل بن الحسين صاحب الرصاصة الشهيرة (للثورة) على الدولة العثمانية وقتالها في جانب بريطانيا والحلفاء الكفار ضد الدولة الإسلامية.

           صرّح بوش الابن في 16/09/2001م بأنه يعد لحملة صليبية لضرب أفغانستان، قالها وهو يدعو لحلف من خونة العرب والمسلمين يجيشهم لقتال المسلمين، ومع ذلك لا تقف قافلة الخونة بل يتسابق الحكام العرب وغير العرب من الحكام المتسلطين على رقاب المسلمين، يتسابقون إلى التحالف مع أميركا ضد المسلمين.

         هذه أحقاد الكفار المستعمرين، وهذه قافلة الخونة من الحكام في بلاد المسلمين، العرب وغير العرب، فهل تقف الأمة وقفة صلبة في وجه الكفار وأتباعهم؟ هل تقف جيوش المسلمين وقفة يحبها الله ورسوله ويتسابق إليها من يحب الله ورسوله؟ هل من وقفة تظهر فيها عظمة الأمة وقوة جهادها؟ هل نحن لبيضة الإسلام حامون؟ هل نحن فاعلون؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *