العدد 175 -

السنة الخامسة عشرة شعبان 1422هـ – تشرين الثاني2001م

الورطـة الأميركية

       أميركا في ورطة وكل مكسب قد تحققه سوف يبدو هزيلاً أمام الأهداف التي وضعتها لنفسها، وأمام المجهودات التي بذلتها وسوف تبذلها، ولكنها تخفي ذلك عن أعين الناس وآذانهم بمزيج من التهديد والتخويف والوعيد وعرض العضلات، والضجيج الإعلامي، ولوائح المتهمين وغير ذلك.

       حتى عملاء أميركا في ورطة وهي تخشى عليهم من الزوال تحت وطأة الأحداث التي هزت العالم الإسلامي هزاً عنيفاً، لذلك نجدها تتصرف في باكستان وغيرها ضمن حدود معينة وتستعمل بعض المطارات والموانئ البحرية وبعض القواعد البرية في العالم الإسلامي سراً وبعيداً عن أعين الناس حتى لا تثير الشعوب على حكامها العملاء، وتضغط سياسياً وعسكرياً ضمن حدود مدروسة جيداً.

       أميركا بقوتها وقوة إعلامها وعملائها وجواسيسها وأقمارها الاصطناعية والفضائيات والصحف الناطقة باسمها (ومنها عربية) تخشى نشر أي خبر أو تصريح على غير ما تريد، وذلك لهشاشة موقفها الإعلامي والإنساني أمام العالم.

       أميركا تفتش في (الدفاتر العتيقة) عن أشخاص مسلمين تعلموا أو تدربوا في أميركا على قيادة الطائرات. وتفتش عن أشخاص وربما أشباح لعلها تجد ضالتها في أحدهم لتفرغ مخزون حقدها وسمومها فيه لكي تعيد الاعتبار لهيبتها الساقطة وعنجهيتها المهزوزة.

       لا غرابة في ذلك فهذا شأن من يركبهم الغرور أو يعانون من جنون العظمة فإنهم يعدُّون العالم مزرعة لهم يصنعون بها ما يشاؤون ويحسبون أنهم يمسكون بمقاليد الأمور، يعلنون الحرب أو السلم في الوقت الذي يريدون، بسبب أو دون سبب، كما صنع أشياعهم من فراعنة القرون السابقة، لكنهم سيكتشفون ولو بعد حين، أنهم لن يخرقوا الأرض ولن يبلغوا الجبال طولاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *