العدد 205 -

السنة الثامنة عشرة صفر 1425هـ – نيسان 2004م

الإصلاح على الطريقة الأميركية

الإصلاح على الطريقة الأميركية

 l الإصلاح الأميركي قادم بسرعة الصاروخ، والكل في المنطقة يتأهب وشعاره «كن مستعداً لتنفيذ الأوامر». ففي الأسابيع الماضية، حاول عمرو موسى ورفاقه من وزراء الخارجية العرب، إصلاح جامعة الدول العربية أو ترميمها، أو نفض غبار احتلال العراق عنها، لكنه لم يصل إلى علاج ناجع ريثما يأتي الترياق من واشنطن.

 l انعقد مؤتمر في مكتبة الإسكندرية في 12/3، تحت عنوان «قضايا الإصلاح العربي»، وألقى فيها الرئيس مبارك كلمة شدّد فيها على التحديث والتطوير، وحضر بعض المؤتمرين دون تمكنهم من الاطلاع على وثيقة «الشرق الأوسط الكبير» فبدأ في البحث عنها ليتمكنوا من نقدها، علماً أنها محور النقاش، وشارك في المؤتمر 170 شخصية من الناطقين بالعربية، وتحدثوا عن الإصلاح السياسي، والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، ومشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية، وتحدثوا عن تداول السلطة سلمياً، والتعددية، ومنح المجتمع المدني دوراً أكبر.

 l وأخيراً، بدأت الأنظمة العربية، بعد صدور الأوامر الأميركية، بالحديث في أمور كان الحديث فيها من الممنوعات، والأنظمة الآن في سباق مع الأوامر، لكي تقول للناس إنها قامت بمحاولات لتجميل صورتها، ليس امتثالاً لأوامر واشنطن، بل طوعاً واستباقاً للضغوط، لكن الصورة واضحة، والناس يعرفون كل ما يدور حولهم، وليسوا جهلاء، ولن تتركهم أميركا حتى تمرّغ كرامتهم في الوحل، والأيام القادمة حافلة بالأحداث المذلّة بسبب الهجمة الأميركية المتغطرسة.

 l وفي 12/3 تحولت أعمال شغب بين جمهوري فريقي (الفتوة) من دير الزور، و(الجهاد) من مدينة الحسكة، إلى أعمال تخريب وعنف في مدينتي القامشلي، ودمشق، واعتدى خلالها متظاهرون على ممتلكات عامة، ورفعوا شعارات سياسية، وحرقوا ممتلكات، وكسروا سيارات خاصة، أو سيارة إسعاف، ومحلات ومؤسسات عامة. وتعليقاً على ذلك نقول دون الدفاع عن أحد من الحكام، أو هجوم على أحد من هواة كرة القدم، بل حزناً على هذه الأمة التي تساق سوقاً إلى المخططات المرسومة من قبل العدو الأميركي.

 l لقد حدثت في منطقتنا في العقود الأخيرة أحداث زلزلت المنطقة زلزلة شديدة، ولا داعي لذكرها، إذ الكل يعرفها، لكنها لم تحرك الشارع في سوريا، لكن لعبة كرة قدم حركته تحريكاً يثير الريبة والشك، في أن له تداعيات ترتبط بالضغوط الخارجية، فقبل أيام قليلة تحرك أنصار حقوق الإنسان في تظاهرة في دمشق، وكان بينهم دبلوماسي أميركي، ثم تحرك أنصار «عون» في بيروت في يومين متتاليين، ثم تحركت خلال 24 ساعة أحداث القامشلي ودمشق، والاعتداء على السفارة في بروكسيل، والاعتداء على شاحنة مدنية في بغداد، كل ذلك ترافق مع تحريك قانون محاسبة سوريا!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *