العدد 292 -

العدد 292 – السنة الخامسة والعشرون، جمادى الأولى 1432هـ، نيسان 2011

يا شام هبي

يا شام هبي

يا شام قد طلع الصباح فانطلقي

وَلَّى الظَّلامُ وماتَ الظلمُ في الغَسَقِ

كَمْ أَغْرَقَتْنَا دموعُ القهر والأرَقِ

لَمَّا رأيتُ سِماتِ النَّصرِ كالفَلَقِ

يا سَعْدُ كَبِّرْ أتاكَ النصرُ فامْتَشِقِ

والحظُّ أوْفَرُ في الأُخْرى بِلا مَلَقِ

أرْضُ الشَّآمِ تعيشُ اليومَ في قَلَقِ

فيها الخضوعُ لِعَبْدٍ آبقٍ شَبِقِ

أهْلُ الفَلاحِ بعزٍّ شامِخِ الألَقِ

هَلْ نامَ رائِدُكُمْ عن ثورةِ الأفُقِ

هَمُّ الدُّعاءِ وَهَمُّ الناسِ في الطُرُقِ

والناسُ قد غفلت عن فضلها العَبِقِ

واللهُ أخرجَهُ مِنْ مُظْلِمِ النَّفَقِ

كَسْرُ الحواجزِ مِنْ خَوفٍ وَمِنْ فَرَقِ

يا نَهْضَةً أزِفَتْ قُومي على عُنُقِي

فوقَ الرِّقابِ بِظُلْمٍ غاشِمٍ خَرِقِ

بالعِزِّ مُنبثِقا عَنْ أشْرَفِ الخُلُقِ

بغدادُ ما بَرِحَتْ تَبْكي مَعَ الشَّفَقِ

والبوسنةُ انتُهِكَتْ مِنْ كافِرٍ حَنِقِ

واسْتأسَدَتْ دِبَبٌ واسْتَكْبَرَتْ بِشَقِي

ظِلُّ الخِلافَةِ مَجْدٌ تاهَ في الحَدَقِ

تَجْتاحُ سابِحَةً تقتاتُ من جَلَدي

حتى الملوكُ إذا دانَتْ تراكَ تَقِي

شَرَّ الخلائقِ حتى آخِرِ الرَّمَق

شَرْعٌ تَنَزَّهَ عَنْ عَيْبٍ وَمُنْزَلَقِ

بالنَّصرِ تَحْمِلُهُ عِزّاً على طَبَقِ

عَطاءُ رَبِّكِ فاختاري ألا تَثِقِي

اللهُ أكبرُ لا حِبْراً على وَرَقِ

زانَ العُقابُ رُبوعَ الشَّامِ في ألق

حَيِّي الخليفةَ عندَ الفَجْرِ مُبتسماً

كم داعَبَتْنَا بِحِضْنِ العزِّ أُمنيةٌ

يَمَّمْتُ جِلَّقَ عِندَ الصُّبحِ مُندفعاً

آنَ الأوانُ ولاحَ الفَجْرُ في الأُفُقِ

عِزُّ الحياةِ أتاكَ اليومَ كُنْ فَطِناً

قُمْ للخِلافةِ وَاحْمِلْ عِزَّ رايتها

فيها اللِّواءُ لأهلِ الظُّلمِ مُنْعَقِدٌ

لكنها مُلِئتْ بالنُّورِ يزرعهُ

يا أهلَ مِنعتنا قوموا لنصرتنا

كمْ قامَ مُحْتَمِلٌ للظلمِ يشغلهُ

يدعو لِكَوْكَبةٍ عاشَتْ لِخالِقها

يدعو لِمَنْ سَبَقتْ في الفضلِ أرجُلُهُ

فانقَضَّ مُنطلقاً كالسَّهمِ يدفعه

يبغي الطُّغاةُ ويبغي دَكَّ معقلهم

واستدبري زمناً ألقى بِكَلْكَلِهِ

واستقبلي زمناً أيَّامُهُ جُبِلَتْ

يا قُدسُ قد عَطِشَتْ للعِزِّ مُهجَتُنا

كشمير كم طَلبتْ أعراضُها مَدَداً

شيشان كم صُرِعَتْ أبطالُها وَهَوَتْ

يا شامُ عُودي لِعَرشِ الكَوْنِ مالِكَةً

أينَ الخيولُ التي كانت مُرابطةً

والناسُ في سعةٍ مِنْ أمرها وَبَدا

والحقُّ مُعتبرٌ لَوْ كانَ صاحِبُهُ

دِينٌ تَنَزَّلَ مِنْ رَبٍّ لَهُ حِكَمٌ

يا شامُ هِبِّي فإنَّ الأرضَ واعِدَةٌ

يا شامُ لَبِّي فإنَّ الخلْقَ في ضَنَكٍ

اللهُ أكبرُ نَصْراً قائماً بِدَمٍ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *