العدد 237 -

العدد 237 – السنة الواحدة والعشرون، شوال 1427هـ، الموافق تشرين الثاني 2006 م

أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة (13)

أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة (13):

دعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لضِـمَـام بن ثَـعْـلَـبَـة

 

– أخرج الحاكم في مستدركه عن طريق ابن إسحق وصححه الذهبي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: بعث بنو سعد بن بكر ضِمامَ بن ثعلبة وافداً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقدم إليه وأناخ بعيره على باب المسجد  ثم عقله، ثم دخل المسجد ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس في أصحابه، وكان ضِمام رجلاً جَلْداً أشعرَ ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أصحابه. فقال: أيُّكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنا ابن عبد المطلب». فقال: أمحمد؟ قال: «نعم». قال: يا ابن عبد المطلب، إنّي سائلك ومُغَلـِّظ عليك في المسألة فلا تَجدنَّ في نفسك. قال: «لا أجد في نفسي فسل عمّا بدا لك» فقال: أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك: آللهُ بعثك إلينا رسولاً؟ قال: «اللهم نعم» قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك: آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئاً، وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون؟ قال: «اللهم نعم». قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك: آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟ قال: «اللهم نعم» قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة: الزكاة، والصيام، والحج، وشرائع الإسلام كلها، ينشده عند كل فريضة منها كما ينشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإنِّي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص، ثم انصرف إلى بعيره راجعاً. قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة».

قال: فأتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلم أن قال: بئست اللات والعزّى. فقالوا: مَهْ يا ضمام، اتَّقِ البرص، اتق الجـُذام، اتق الجنون!! فقال: ويلكم إنهما -والله- لا يضران ولا ينفعان. إن الله قد بعث رسولاً، وأنزل عليه كتاباً استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه. قال فوالله، ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلماً. قال يقول ابن عباس (صلى الله عليه وآله وسلم): فما سمعنا بوافدٍ كان أفضل من ضمام بن ثعلبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *