العدد 390-391-392 -

السنة الثالثة والثلاثون -رجب – شعبان – رمضان – 1440هـ – آذار – نيسان- أيار 2019م

المميزات التي تفرد بها حزب التحرير عن سائر الأحزاب الأخرى

المميزات التي تفرد بها حزب التحرير عن سائر الأحزاب الأخرى

شايف الشرادي – اليمن

حزب التحرير هو حزب سياسي عالميّ، الإسلام مبدؤه والسياسة عمله، وهو يعمل بين الأمة ومعها لتتخذ الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة الخلافة والحكم بما أنزل الله في الأرض، وهو تكتل سياسي وليس تكتلًا روحيًا ولا تكتلًا علميًا ولا تعليميًا ولا تكتلًا خيريًا… والفكرة هي الروح لجسمه، وهي نواته وسر حياته وبقائه واستمراره. لم يكن قيام حزب التحرير بسبب ظروف عصفت بالأمة، ولم يخرج من عباءة نظام أو ينشق عن تكتل. بل كان قيامه استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى القائل: (وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ). بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد الذي وصلت إليه، وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه وقوانينه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها، وبغية العمل لإعادة الخلافة الإسلامية إلى الوجود حتى يعود الحكم بما أنزل الله.

 لقد حددت الآية (وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّة) عمل الجماعة المتكتلة بأمرين اثنين هما: الأول: الدعوة إلى الخير، أي الدعوة إلى الإسلام. والثاني: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وطلب إقامة جماعة متكتلة هو طلب جازم لاقتران الطلب في الآية بالقرينة الدالة على الوجوب. فالدعوة إلى الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض على المسلمين أن يقوموا به كما دل الحديث الشريف على أن الأمر للوجوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لتأمرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده، ثم لتدعُنَّه فلا يستجاب لكم» فيكون ذلك قرينة على أن الطلب هو طلب جازم، أي إن الأمر للوجوب. أما كون هذه الجماعة المتكتلة هي حزب سياسي، فقد جاء من ناحية أن الآية طلبت من المسلمين أن يقيموا منهم جماعة، كما حددت عمل هذه الجماعة بأنه الدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشمل الحكام، بل إن محاسبتهم وتقديم النصح لهم هو من أهم الأعمال السياسية التي يقوم بها الحزب السياسي وأبرزها.

وحزب التحرير حزب إسلامي يقوم على أساس العقيدة الإسلامية، ويتبنى الأفكار والأحكام والمعالجات الإسلامية. وطريقة سيره هي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم. وهو يعمل بجديه لإقامة الخلافة حتى أصبح يعرف بها وتعرف به، فإذا ذكر ذكرت، وإذا ذكرت ذكر. وقد تميَّز حزب التحرير عن سائر التكتلات والجماعات  والأحزاب الأخرى بمميزات تفرد بها عنها، ولم يشاركه فيها أحد منها، ومن هذه المميزات التي تفرد بها:

1- حزب التحرير يعمل لإقامة الخلافة ولا يعمل لتشويهها.

منذ انطلاقة حزب التحرير في عام 1952م، على يد مؤسسه العالم الجليل تقي الدين النبهاني رحمه الله، وهو يعمل لإقامة الخلافة بجد وإخلاص وتفان مواصلًا الليل بالنهار، لا يكل ولا يمل، متحملًا في سبيل دعوته كل أصناف الأذى من قبل الحكام المجرمين وأنظمتهم القمعية، وهو يعمل لذلك بالطريقة الشرعية التي رسمها الإسلام، ولم يحِد عنها قيد أنملة. أما الحركات والأحزاب الأخرى، فيمكن تقسيمها إلى ثلاثة أصناف حسب موقفها من الخلافة.

أ- أحزاب تحارب العمل لإقامة الخلافة حربًا لا هوادة فيها، كالأحزاب الرأسمالية العلمانية والوطنية والقومية والاشتراكية، وهي أحزاب تابعة للأنظمة القمعية، أو أحزاب صنعها الحكام في المعارضة الوهمية، فهي أحزاب مرتبطة بالكافر المستعمر عن طريق عملائه الحكام، ويتم تغذيتها بالثقافة العلمانية المسمومة حتى أصبحت مرتبطة مع الحكام العملاء في قرن، وقد سقطت هذه الأحزاب في نظر الأمة وإن كانت القوة التي تتكئ عليها من أسيادها قد يعطيها الاستمرار بضع سنين قبل أن تسقط نهائيًا.

ب- أحزاب الإسلام المعدل (الإسلام المعتدل). وهي الأحزاب التي تعرض الإسلام على أنه لا يتعارض مطلقًا مع الثقافة الغربية. فهي تُلبس العلمانية ثوب الإسلام لتُخفي وجهها القبيح وعداوتها البغيضة للإسلام والمسلمين، وهي تطلق شعارات إسلامية رنانة؛ ولكنها في حقيقتها علمانية مغلَّفة، تحارب الإسلام بتشويه أحكامه أو إدخال المفاهيم الغربية فيه على أنها من الإسلام، كالديمقراطية التي يطلقون عليها الشورى. فعمل هذه الأحزاب هو تمييع مفاهيم الإسلام، وإضفاء الشرعية على مفاهيم الكفر بإلباسها ثوب الإسلام، والترويج لها في أوساط المسلمين لتصبح جزءًا من ثقافتهم. وهذه الأحزاب خطرها عظيم؛ لأنها تساهم في تضليل المسلمين وإبعادهم عن أحكام دينهم بدهاء وخبث ومكر تزول منه الجبال، فهي تروج لفكرة التدرج التي مضمونها أن الحكم بالإسلام يبدأ بتطبيق الديمقراطية، أي إن الحكم بالكفر هو السلَّم الذي يتم من خلاله الحكم بالشرع، وهي تقنع أتباعها أن الخلافة لازال عصرها بعيدًا ووقتها لم يحن بعد، وكأنهم يعلمون الغيب.

ج- أحزاب عملها تشويه الخلافة بإبرازها على أنها خلافة القتل والبطش بالناس حتى يفروا منها بدلًا من أن يفروا إليها. وهذه الأحزاب تُظهر أن أحكام الإسلام أحكام قاسية؛ لتملأ قلوب الناس بالرعب والذعر منها، وحتى تكون رأيًا عامًا مضادًا لها؛ ليرفضها الناس ويطالبوا بالعلمانية أو غيرها من القوانين الوضعية التي تروِّج لها وسائل الإعلام بأنها أهون من خلافة السكاكين.

أما حزب التحرير فهو يبرز عظمة أحكام الإسلام للناس، وأنها هي وحدها الصالحة لحكم البشرية كلها، ويعرضها بشكل جذَّاب يجذب الناس إليها، فيؤيدونها رغم تشويه وسائل الإعلام لها، مستغلة للأعمال السيئة التي تلصقها الأحزاب المشوهة للخلافة بالإسلام والخلافة وحملة دعوته الصادقين. كما يبرز حزب التحرير القوانين الوضعية، وفي مقدمتها الرأسمالية على أنها فاسدة، وأنها أوجدت المشاكل والأزمات، وعجزت عن حلِّها، وأن مبدأ الرأسمالية مبدأ متوحش ظالم اكتوت البشرية كلها بجحيمه.

2- دعوة حزب التحرير لإقامة الخلافة دعوة لإقامة الدين كله بالشكل الصحيح.

جميع الأحزاب بمختلف اتجاهاتها تعرض الإسلام على إنه دين للفرد، لا يتدخل في شؤون الحياة والدولة والمجتمع؛ ولذلك تجدها تبحث عن حلول مشاكلها من أعدائها، وتستجديهم في كل مشكلة تعصف بحياتهم، وقد يكون عدوُّهم هو الصانع الحقيقي لتلك المشاكل، كحروب الفتنة التي تعصف باليمن وليبيا والعراق وغيرها…

بينما حزب التحرير يعرض الإسلام كمبدأ متكامل لجميع شؤون الحياة، فهو فكرة وطريقة. فالفكرة هي العقيدة والمعالجات المنبثقة من العقيدة، وهي شاملة لجميع شؤون الحياة. أما الطريقة فهي كيفية حمل الدعوة، وكيفية المحافظة على العقيدة، وكيفية تطبيق المعالجات (الأحكام الشرعية) والدولة هي الطريقة العملية لتطبيق المعالجات والمحافظة على العقيدة وحمل رسالة الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد.

3- حزب التحرير ملتزم بطريقة الرسول في إقامة الخلافة ولم يحِد عنها قيد أنملة

لقد انقسمت الأحزاب الأخرى غير حزب التحرير حول موضوع الطريقة إلى قسمين:

الأول: أحزاب لا تفكر مجرد تفكير في طريقة الرسول ولا في تطبيق الإسلام، بل هي مجافية للإسلام كمبدأ فكرة وطريقة. فهذه الأحزاب لا يهمها كيفية الوصول إلى السلطة، وإنما الذي يهمها هو الحصول على السلطة مهما كانت التضحية بأبناء الأمة وممتلكاتهم وأموالهم، وهي أحزاب علمانية متلبسة بلبوس الإسلام أو لنقل علمانية ملتحية.

الثاني: أحزاب تتوهم أنها تسير على طريقة الرسول، وأنها تريد تطبيق الإسلام والحكم به، وأن القتال هو طريقة الوصول للخلافة، وفي هذا مجافاة لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقته الواضحة الجلية التي لم تختلف كتب السيرة المتنوعة عليها؛ فكلها تبيِّن أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستخدم الأعمال المادية في الدور المكي، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم حثَّ أصحابه على الصبر على الأذى، وقد حاصرت قريش النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه في شعب أبي طالب ثلاث سنوات، ولم يستخدم العمل المادي. وهذا دليل قاطع على أن إقامة الدولة الإسلامية لا تقوم بالأعمال المادية العسكرية، بل بالصراع الفكري والكفاح السياسي.

أما حزب التحرير فقد تميز عن هذه الأحزاب كلها بمختلف اتجاهاتها، فهو ملتزم بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يحِد عنها قيد أنملة. فقد أخذ حزب التحرير طريقة السير في حمل الدعوة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة من طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في حمل الدعوة لإقامة الدولة؛ لأنها واجبة الاتباع قال الله تعالى: (لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا) ولقوله تعالى: (قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ) وقوله تعالى: (وَمَآءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ).

فهذه الآيات وغيرها دالة على وجوب التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم واتِّباعه والتقيد بطريقته ومنهاجه والأخذ عنه. ومن تتبع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة حتى أقام الدولة في المدينة يتبين أنه صلى الله عليه وسلم مرَّ في مراحل بارزة المعالم، كان يقوم فيها بأعمال معينة بارزة، فأخذ حزب التحرير من ذلك طريقته في السير ومراحل سيره والأعمال التي يجب أن يقوم بها في هذه المراحل، تأسيًا بالأعمال التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في مراحل سيره، وبناء على ذلك حدد حزب التحرير طريقة سيره لإقامة الخلافة الراشدة بثلاث مراحل، هي مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب وطريقته لتكوين الكتلة الحزبية. ومرحلة التفاعل مع الأمة لتحميلها الإسلام حتى تتخذه قضية لها كي تعمل معه لإيجاده في واقع الحياة. ومرحلة استلام الحكم وتطبيق الإسلام عامًا شاملًا، وحمل رسالته إلى العالم بالدعوة والجهاد.

4- حزب التحرير يعمل على وحدة الأمة ولا يعمل على تمزيقها.

لا يكاد حزب التحرير يتوقف لحظة واحدة عن دعوة أبناء أمته أن يعملوا معه لإعادة الخلافة الراشدة التي توحد الأمة؛ فتصبح عمليًا أمة واحدة، ولها راية واحدة، وتحكمها دولة واحدة، كما كانت من قبل في ظل الخلافة الإسلامية سابقًا. فقد أمر الله المسلمين بالوحدة الإسلامية التي تجمعهم في كيان سياسي واحد. قال تعالى (وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْ). فقد أوجب الله الوحدة بين المسلمين، ونهى عن التفرق والتمزق والانقسام، قال الله تعالى: (إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُون).

ولهذا فحزب التحرير يرفض استمرار الواقع المزري الذي صنعه الاستعمار، والمتمثل بالقوميات والوطنيات التي مزقت هذه الأمة، وحاول أن يجعلها عمليًا أممًا شتى، تحارب بعضها بعضًا من أجل الحدود التي صنعتها دول الكفر عبر اتفاقية سايكس-بيكو، ويسعى إلى إزالتها كمفاهيم مغلوطة في أوساط المسلمين، ويقوم بزرع المفهوم الصحيح، وهو وحدة المسلمين أنهم أمة واحدة، ويجب أن تكون لهم دولة واحدة، وراية واحدة هي راية ( العقاب).

بينما نجد الأحزاب الأخرى علمانية أو إسلامية (علمانية ملتحية) تقدس الحدود التي صنعتها دول الكفر بين المسلمين، وجعلتهم في سجون تفصل بينهم حواجز، بل قد أصبحت الوطنية عند هذه الأحزاب وأتباعها عقيدة تقاتل من أجلها وتقدم لأجلها الغالي والنفيس. وحروب الفتنة التي سفكت فيها دماء آلاف من أبناء المسلمين قرابين لصنم الوطنية الذي يعبد من دون الله خير دليل على ذلك.

5- حزب التحرير يمتلك المشروع الإسلامي الذي تنهض به الأمة من جديد.

عندما نستعرض جميع الأحزاب العاملة في بلاد المسلمين، لا نجد حزبًا واحدًا منها يمتلك مشروعًا أخذه من الإسلام، وصاغه كدستور إلا حزب التحرير. فهو الحزب الوحيد الذي يمتلك المشروع الإسلامي المستنبط من كتاب الله وسنة نبيه وإجماع الصحابة والقياس بعلة شرعية. فقد قدَّم حزب التحرير إلى أبناء أمته مشروعه السياسي (الخلافة) وهو في الحقيقة مشروع الأمة كلها، وقد استنبط أحكامه وقوانينه في سائر أنظمة الحياة من الإسلام حصرًا، وصاغ ذلك في دستور يتكون من 191 مادة شاملة لجميع أنظمة الدولة والمجتمع، وسنعرض بعض مواده لبيان شمولها لكل مناحي الحياة.

المادة الأولى: العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة بحيث لا يتأتي وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل مايتعلق بها إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساسًا له، وهي في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منها إلا إذا كان منبثقًا عن العقيدة الإسلامية.

المادة السادسة: لا يجوز للدولة أن يكون لديها أي تمييز بين أفراد الرعية في ناحية الحكم أو القضاء أو رعاية الشؤون أو ماشاكل ذلك، بل يجب أن تنظر للجميع نظرة واحدة بغض النظر عن العنصر أو الدين أو اللون أو غير ذلك.

المادة الثامنة: اللغة العربية هي وحدها لغة الإسلام، وهي اللغة الوحيدة التي تستعملها الدولة.

المادة الثالثة والعشرين: أجهزة دولة الخلافة ثلاثة عشر جهازًا وهي: 1- الخليفة (رئيس الدولة). 2- المعاونون (وزراء التفويض). 3- وزراء التنفيذ. 4- الولاة. 5- أمير الجهاد. 6- الأمن الداخلي. 7- الخارجية. 8- الصناعة. 9- القضاء. 10- مصالح الناس ( الجهاز الأداري).  11- بيت المال. 12 – الإعلام. 13- مجلس الأمة (الشورى والمحاسبة). 

المادة 90 لمحكمة المظالم حق عزل أي حاكم أو موظف في الدولة، كما لها حق عزل الخليفة وذلك إذا اقتضت إزالة المظلمة هذا العزل

المادة 97 سياسة إدارة المصالح والدوائر والإدارات تقوم على البساطة في النظام، والإسراع في إنجاز الأعمال، والكفاية فيمن يتولون الإدارة

المادة 113 الأصل أن ينفصل الرجال عن النساء، ولا يجتمعون إلا لحاجة يقرها الشرع ويقر الاجتماع من أجلها كالحج والبيع

المادة 134 المشكلة الاقتصادية هي توزيع الأموال والمنافع على جميع أفراد الرعية، وتمكينهم من الانتفاع بها بتمكينهم من حيازتها والسعي لها

المادة 127 الملكية ثلاثة أنواع: ملكية فردية، وملكية عامة، وملكية دولة.

المادة 171 سياسة التعليم هي تكوين العقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية، فتوضع جميع مواد الدراسة التي يراد تدريسها على أساس هذه السياسة

المادة 185 الجرأة في كشف جرائم الدول، وبيان خطر السياسات الزائفة، وفضح المؤامرات الخبيثة، وتحطيم الشخصيات المضللة هو من أهم الأساليب السياسية.

المادة 188 حمل الدعوة الإسلامية هو المحور الذي تدور حوله السياسة الخارجية وعلى أساسها تبنى علاقة الدولة بجميع الدول.

المادة 191 المنظمات التي تقوم على غير أساس الإسلام أو تطبق أحكامًا غير أحكام الإسلام لا يجوز للدولة أن تشترك فيها كالمنظمات الدولية مثل هيئة الأمم ومحكمة العدل الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وكالمنظمات الإقليمية مثل الجامعة العربية.

6- حزب التحرير ينبذ الطائفية وأخواتها.

لقد نجح أعداء الإسلام في إشعال حروب الفتنة بين المسلمين وغلفوها بالطائفية والوطنية والقومية وسفكت دماء عشرات الآلاف من المسلمين بسببها، وقد استطاع الكفار إشعالها باستمرار عن طريق الحكام العملاء والأحزاب التابعة لهم التي تقف في هذا الطرف أو ذاك، ولا نجد حزبًا واحدًا يرفضها غير حزب التحرير الذي يبين لأمته بشكل مستمر خطورة العصبية الطائفية وأخواتها، مبينًا أن الولاء الصحيح هو لله ولرسوله وللمؤمنين. فالولاء يجب أن يكون للإسلام والمسلمين، وليس للطائفية البغيضة، ولا للوطنية القذرة، ولا للقومية المنتنة، قال الله تعالى: (هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ) وقال الله تعالى: (إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ). كما حذر الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم منها بقوله «دعوها فإنها منتة».

7- حزب التحرير يمتلك الوعي السياسي الذي يحصن الأمة من مخططات الأعداء ومؤامراتهم:

الوعي السياسي هو النظرة إلى العالم من زاوية خاصة، وهي بالنسبة لنا كمسلمين تكون من زاوية العقيدة الإسلامية، زاوية لا إله الا الله محمد رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» هذا هو الوعي السياسي. فالنظرة إلى العالم من غير زاوية خاصة تعتبر سطحية وليس وعيًا سياسيًا. والنظرة إلى المجال المحلي أو المجال الإقليمي تفاهة وليس وعيًا سياسيًا، ولايتم الوعي السياسي إلا إذا توفر له عنصران:

الأول: أن تكون النظرة إلى العالم كله. والثاني أن تنطلق هذه النظرة من زاوية خاصة محددة. وعندما نستعرض الأحزاب نجد أنها لا تمتلك الوعي السياسي؛ لأنها لا تحقق أحد هذين الشرطين أو كليهما، بينما نجد أن حزب التحرير هو الذي يمتلك الوعي السياسي، ويسعى بكل تفان وإخلاص من أجل إيجاد الوعي السياسي عند أبناء الأمة ليحصنها به من المؤامرات والمخططات التي يحيكها أعداؤها.

8- حزب التحرير يتسم بالفهم الدقيق المنضبط المبني على قوة الدليل:

يتميز حزب التحرير على سائر الأحزاب الأخرى بالفهم الدقيق المنضبط المبني على قوة الدليل في كل المسائل الشرعية، سواء في المسائل المتعلقة بالفرد، أو في المسائل المتعلقة بأنظمة الحياة، كنظام الحكم، أو النظام الاقتصادي، أو نظام العقوبات، أو القضاء، أو السياسة التعليمية، أو السياسة الخارجية، أو غيرها… ولا غرابة في ذلك، فهو يتبنى المصادر القطعية الأربعة التي يأخذ منها أدلة الأحكام الشرعية، وهي: القرآن، والسنة، وإجماع الصحابة، والقياس بعلة شرعية موجودة في نص شرعي، أو يتم قياسها  على علة أخرى موجودة في نص شرعي، فلا يقبل القياس العقلي. فلا يمكن أن يكون لحزب التحرير رأي ليس له دليل، ولا يمكن أن يصدر حكمًا لا يستند إلى دليل شرعي من المصادر الأربعة التي يتبناها، وهو لا يأخذ أدلة الأحكام من المصادر الموهومة المختلف فيها، كشرع من قبلنا، والمصالح المرسلة، والاستحسان، وإجماع غير الصحابة، وبذلك يطمئن كثيرًا إلى أن الحكم الذي يستنبطه هو حكم شرعي خالص، حتى ولو كان ذلك الحكم مرجوحًا في نظر الآخرين ما دام الدليل الذي استدل به عليه من الإسلام فحسب. بينما نجد أن الأحزاب الأخرى إما أنها  لا تلتفت إلى الدليل مطلقًا، أو تأخذ بالدليل في المسائل الفردية فقط، أو تأخذ بالدليل في أحكام محدودة في أنظمة الحياة لمصلحة يراها ذلك الحزب أو تلك الجماعة.

9- حزب التحرير يتبنى في السير ليمنع التشظي والانقسام:

لا نجد بين جميع الأحزاب حزبًا واحدًا يتبنى أحكامًا شرعية تضبط سيره ويتخذها قانونًا يلزم بها جميع أفراده سوى حزب التحرير. فهو الوحيد الذي له أفكار متبناة وكتب متبناة تضبط سيره ويلتزم بها أفراده؛ إلا أن الغريب أن الأحزاب الأخرى التي لا تتبنى أحكامًا شرعية تضبط سلوك أفرادها، نجدها تتبنى قوانين وضعية ما أنزل الله بها من سلطان. فهي تتبنى حب الوطن والدفاع عنه، وتقديس الحدود الاستعمارية التي أفرزتها اتفاقية سايكس بيكو، كما تتبنى الالتزام بالقوانين الوضعية، كالديمقراطية ومحاربة الإرهاب (محاربة الإسلام) والقتال في سبيل أميركا وبريطانيا وغيرها من دول الكفر، ولذلك نجد إن الحزب الواحد منها يتشظى بعد فترة زمنية إلى أحزاب، والجماعة الواحدة تصبح جماعات؛ لعدم وجود فكرة التبني في الأحكام الشرعية.

 بينما حزب التحرير، فبسبب وجود التبني لديه ظل حزبًا واحدًا متماسكًا، وهو الآن بقيادة أميره العالم في أصول الفقه والسياسي المفكر عطاء بن خليل أبو الرشته، حفظه الله ورعاه، رغم محاولات الدول الاستعمارية وعملائها ومخابراتها عبر الناكثين والعابثين أن يزعزعوا تماسك الحزب، والسعي إلى تقسيمه إلى أحزاب… ولكن أحلامهم ستذهب، بعون الله، أدراج الرياح، وسيبقى حزب التحرير، إن شاء الله، شامخًا طامعًا أن يمنَّ الله عليه بإقامة الخلافة الراشدة في القريب العاجل بإذنه تعالى.

10- حزب التحرير يوالي المسلمين ويعادي الكفار والعملاء والمنافقين:

ينظر حزب التحرير إلى جميع أبناء الأمة نظرة الإسلام، أي إنهم مسلمون، ويدعوهم إلى العمل معه لإقامة الخلافة، ويحذرهم من مخططات الأعداء، وينصحهم من الوقوع فيها، ويدعوهم إلى ترك حروب الفتنة التي أشعلها الكفار وعملاءهم بينهم، ولا يعادي أحدًا من المسلمين. أما الكفار فيتخذهم أعداءً استجابة لأمر الله تعالى، كما يدعو المسلمين جميعًا أن يتخذوهم أعداء، فيكفرون بمبادئهم وقوانينهم، ويرفضون حلولهم، ويعملون لهدم أنظمة عملائهم، ويقيمون الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بقيادة حزب التحرير على أنقاض الأنظمة العلمانية العميلة.

أما الأحزاب الأخرى فإنها تتخذ الكفار أصدقاء، فتواليهم وتقيم العلاقات الحميمة والودية والمتميزة معهم عبر الأنظمة؛ بينما نجد علاقة الأحزاب فيما بينها علاقة عداء وقطيعة واحتراب، كما هو الحال في اليمن وليبيا والعراق وغيرها. وحزب التحرير يحرص كل الحرص أن لا يسفك بعضهم دماء بعض؛ بينما نجد الأحزاب الأخرى لا يتورعون عن سفكها، فهم يقذفون بشبابهم إلى المحارق.

11-  وأخيرًا، ثبات حزب التحرير على منهاجه وعدم تنازله عن فكرة واحدة من أفكاره:

عند استعراض كل الأحزاب لا نجد حزبًا واحدًا ثابتًا على أفكاره التي كان يدعو إليها عند نشأته، فقد تبدلت أفكارهم، وتغيرت طريقة تفكيرهم، وتنازلوا عن ثوابت لطالما تغنوا بها، وآمنوا بأفكار كانوا يرفضونها ويبرهنون على فسادها؛ بينما نجد حزب التحرير هو الوحيد الثابت على منهجه وأفكاره ومفاهيمه وطريقته، ولم يغير ولم يبدل ولم يتنازل عن فكرة واحدة من أفكاره، فهو عند نشأته كان يدعو إلى الكفر بالأنظمة الوضعية ورفضها وإسقاطها وإقامة الخلافة على أنقاضها، ولا زال على هذا النهج إلى الآن، وعلى سبيل المثال كان يرى الديمقراطية نظام كفر يحرم أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها، وهو يدعو الآن إلى ذلك، ولم يغير كلمة واحدة منها، وهكذا في جميع الأفكار… وحتى تحليلاته السياسية بعد 60 عامًا هي هي لم تتغير، بل أثبت الواقع صدقها، وسار كثير من الناس يرددونها مقتنعين بصحتها.

حزب التحرير هو الجدير بأن يكون قائد الأمة الإسلامية:

حزب التحرير يعمل لإقامة الخلافة ولا يشوهها، ويعرض نظام الإسلام كمبدأ متكامل للحياة، ويسير إلى تحقيق هدفه بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم من غير أن يحيد عنها قيد أنملة، ويعمل على وحدة الأمة، ولا يعمل على تمزيقها، وينبذ الطائفية والقومية والوطنية… ويمتلك المشروع السياسي الذي يحل مشاكل العالم بأسره، ويمتلك الوعي السياسي الذي يحصن به الأمة من الوقوع في مخططات الغرب ومؤامراته، ويتسم بالفهم الدقيق المنضبط والمبني على قوة الدليل، ويتبنى في السير ليمنع التشظي والانقسام، ويوالي المسلمين ويعادي الكفار والعملاء والمنافقين، وهو ثابت على جميع أفكاره ولم يتنازل عن فكرة واحدة منها. إن جميع هذه المميزات التي تفرد بها حزب التحرير عن سائر الأحزاب الأخرى لهو جدير بأن تتخذه الأمة قائدًا لها ليقودها من أجل استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهي التي تحكم بما أنزل الله، وتحمل الإسلام رسالة نور وهدى إلى العالم بالدعوة والجهاد. عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ». رواه مسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *