العدد 390-391-392 -

السنة الثالثة والثلاثون -رجب – شعبان – رمضان – 1440هـ – آذار – نيسان- أيار 2019م

نشاطات حزب التحرير في مناسبة هدم الخلافة

نشاطات حزب التحرير في مناسبة هدم الخلافة

لقد اعتاد حزب التحرير أن يتخذ من ذكرى هدم الخلافة الأليمة مناسبة نشاط غامر لشحذ همة المسلمين وتنبيههم على فرض إقامتها وتذكيرهم بالإثم العظيم الذي يطال كل من لا يعمل لذلك، ولتخليصهم من هذه الأوضاع المأساوية التي لم تكن لتحدث لولا غياب هذا الفرض العظيم الذي أناط الله به إقامة الدين والمحافظة عليه ونشره.

لذلك نرى شباب الحزب المنتشرين في العالم يقومون بعقد مؤتمرات وندوات ومحاضرات ومسيرات يذكِّرون فيها المسلمين بهذا الفرض العظيم. وفي هذه المؤتمرات والندوات والمسيرات التي تلقى فيها الكلمات، يظهر جيش جرَّار من الشباب المفكرين والسياسيين والإعلاميين والعلماء والخطباء الذين يتناولون مختلف مشاكل الأمة، ويبصِّرونها بواقعها، ويذكِّرونها بفرض الله عليها، ويكشفون مؤامرات الغرب ضدها، ويتبنَّون مصالحها… حتى يظهر للمتابع فعلًا أن هذا الحزب يملك الفكر التغييري الصحيح القائم على الشرع، ويملك له أدواته، ويظهر كم هو جادٌّ في عمله، ويطال شعوره بالمسؤولية تغيير أوضاع المسلمين كافة، ولسنا نبالغ إذا قلنا تغيير أوضاع العالم أجمع. وليس أدل على هذا من أن كل ما يصدر للحزب من نشاطات ينقل إلى مختلف لغات المسلمين وغير المسلمين، ومن أراد أن يطلع عليها فليراجع مكاتب الحزب الإعلامية المنتشرة في البلاد التي يتواجد وينشط فيها الشباب، وليراجع بالأخص ما ينشره المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير.

ونحن في مجلة الوعي، أحد أذرع الخير الإعلامية لحزب التحرير، سنكتفي في هذه المناسبة لهذا العام بإحالة القراء إلى صفحات الحزب لمتابعة نشاطات المناسبة، خاصة وأن الرجوع إليه لا يحتاج إلا إلى كبسة زر. ولكن يمكن لفت النظر إلى أن من يقرأ عناوين النشرات والبيانات والمقالات، وعناوين الكلمات، يجد أنها غنية تفتح آفاق التفكير لدى القارئ، ويعرف أن وراء كل عنوان تفاصيل تشكل بمجموعها مكونات مشروع الخلافة العظيم، وهذا بحد ذاته يدفع القارئ لكي ينتقي منها ما يشعر أنه بحاجة إلى الاطلاع عليه أكثر من غيره؛ ليشعر بعدها أن نفسه قد امتلأت رضى بما قرأ، وليشعر معها أن الأمة حية بهذا الفكر، وأن الذي يحمله ويدعو إليه هو المثال الحي، وليشعر أن الحزب هو الرائد الذي لا يكذب أهله، وأنه هو المجدِد الحقيقي لهذه الأمة أمر دينها، وأن أميره هو القائد لهذا التجديد. ولعل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «يبعث الله على رأس كل مئة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها» ينطبق عليه أحسن انطباق. 

والجدير ذكره أن من يقرأ هذه العناوين يجد أن مضامينها تعالج مشاكل حقيقية تعيشها الأمة وتحتاج إلى معرفة الرأي في معالجتها، وبالتالي تدفع القارئ ليطلع على التفاصيل التي يختزنها موضوع هذا المقال، أو البيان أو النشرة، أو المحاضرة…  وكل هذا يعطي صورة حية عن حيوية الإسلام، وقدرته على قيادة البشرية، وقدرة من يستطيع إيصال الإسلام إلى الحكم، وبمعنى آخر فإن معالجة هذه المواضيع بأحكام الإسلام يكرس قيادة الإسلام الفكرية عالميًا، وقدرة الحزب عمليًا على قيادة الأمة سياسيًا.

وكذلك يجدر القول إن الأمة مع هذا المشروع، مشروع إقامة الخلافة، والذي يعني فيما يعنيه أن يأخذ الإسلام دوره من جديد، فيعود كما كان زمن الخلفاء الراشدين الأوَل الذين كان قرنهم خير القرون، وبهذا تتحقق بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه حُذَيْفَةُ فقال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ » ثُمَّ سَكَتَ». [مسند أبي داود الطيالسي].

إن نشاطات حزب التحرير في هذه المناسبة تدل على جديته، وعلى توفر إمكانات إقامة مشروع الخلافة العظيم، وكل هذا لم يكن ليتوفر لولا توفيق الله لهذه الدعوة الخالصة لوجهه الكريم… والحزب لا يريد أكثر من أن يكون عند الله أهلاً للتقوى وأهلاً للمغفرة؛ ليكون أهلاً للاستخلاف والتمكين ونشر هذا الدين…

كذلك كان لشابات الحزب، كعادتهم في كل عام، حظهنَّ من نشاط المناسبة غطى مساحة لا بأس بها من العمل، وجاءت نشاطاتهن لا تقل فاعلية عن نشاطات الشباب.

ولو عدنا إلى مؤتمرات الشباب في هذه المناسبة التي غطت مساحة واسعة من دول العالم لوجدنا الشباب والشابات كخليات النحل حركةً وإنتاجاً، وأعطت رحيقاً مختوماً وعسلاً مصفًى. فعلى سبيل المثال نجد أن كلمة رئيس المكتب الإعلامي المركزي والتي كان عنوانها هو العنوان العام لنشاط الشباب كله ،وهو: «في الذكرى الثامنة والتسعين لهدم الخلافة «الخلافة فيها رضوانُ ربِّكم وهي عزُّكم وفلاحُكم». كانت كلماتها منتقاة ومعبرة جداً ومثله كلمة مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الدكتورة نسرين نواز بمناسبة ذكرى هدم الخلافة القسم النسائي: «حملة «الخلافة: رعاية وحماية».

والله نسأل أن يجعل ما نقوم به متقبلاً عنده، راضياً به عنا، وأن يجعله في ميزان حسناتنا، وأن يفتح قلوب المؤمنين من العلماء والوجهاء وأهل القوة والمسلمين عامة على هذه الدعوة التي تعيد الحكم بما أنزل الله تماماً على ما كان عليه زمن الخلافة الراشدة الأولى، ويكون خلفاؤها كالخلفاء الراشدين الأوائل أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين. اللهم آمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *