العدد 111 -

السنة العاشرة – ربيع الآخر 1417هـ – أيلول 1996م

مع الصّحافة حزب التحرير يوزّع هيكلا لدولة الخلافة في عمّان

مع الصّحافة

صحيفة “الشرق” الأردنيّة 30/05/96

شباب ينشطون رغم الاعتقالات

حزب التحرير يوزّع هيكلا لدولة الخلافة في عمّان

رغم الضربات الموجعة التّي يتلقّاها حزب التحرير العريق في الأردن حاليا، والتّي تلقّاها في أوقات سابقة، إلاّ أنّ هذا الحزب ما زال مصرّا على ممارسة نشاطه في الساحة الأردنيّة، وبطريقة ملفتة جدّا للنظر. فشباب الحزب المذكور ما زالوا يتجوّلون بين أروقة الصحف يوزّعون بيانات الحزب المعارضة لعمليّة السّلام، ونشرات تتضمّن نظريّات الحزب الاقتصادية والاجتماعية، والسياسيّة.

ويذكر أنّ قيادات الحزب البارزة في عمّان ما زالت رهن الاعتقال، فالنّاطق الرّسمي باسمه المهندس عطا أبو الرشتة حكم مؤخرا بالسجن ثلاث سنوات بتهمة إطالة اللّسان بعد أن انتقد عمليّة السّلام مع إسرائيل، وأبو الرشتة نفسه وغيره من قيادات وشباب الحزب سبق أن مثلوا عدّة مرّات أمام القضاء بتهمة الانتماء إلى تنظيم غير مشروع، وهو الاصطلاح الذّي يطلق على الجماعات المحظورة في الأردن، ومن بينها وأبرزها حزب التحرير.

ولا يتبنّى الحزب منهجا مسلّحا للصّدام مع السلطة، لكنّه يدعو ومنذ أكثر من أربعين عاما لإحياء فكرة الخلافة، الأمر الذّي تعتبره السلطات أخطر من الصّدام مع الدّولة، ويكفر الحزب الأنظمة العربيّة التي لا  تحكم بالشريعة الإسلاميّة ويصف الحكّام العرب “بالطواغيت” ويقول: إنّ الخلافة الإسلامية هي وحدها الكفيلة بحلّ معضلة العالم الإسلامي الحالية ومنه البلاد العربيّة.

وتؤكّد وثائق الحزب أنّ العمل لإقامة الخلافة، وإعادة الحكم بما أنزل الله يقتضي أن يكون عملا سياسيّا وأن يقوم به تكتّل سياسي، ولا يكفي العمل الفردي لأنّه لا يحقق الغاية، وهي إقامة مشروع الخلافة والحكم بما أنزل الله. ووجّه الحزب الذّي فشلت ضربات الدولة المستمرة في القضاء على وجوده مؤخرا نداء للمسلمين دعاهم فيه للدّفاع عن عقيدتهم، ودينهم وأمّتهم، وقال النّداء: لقد طال عيشكم بلا خليفة، وفي ذلك معصية من أكبر المعاصي لله، والخليفة وحده القادر على جمع شملكم، ولمّ شعثكم، ودفع الأذى والسوء عنكم، وإعادتكم إلى هويّتكم الحقيقيّة التيّ أرادها الله لكم.

ويرفض حزب التحرير الانضمام إلى الأحزاب الأردنيّة، والحصول على ترخيص بالعمل الحزبي من وزارة الداخليّة، ويقول: إنّ شرعيّة عمله كحزب رائد تستمدّ من شريعة الله، وليس من المراجع الدنيويّة ويتميّز رجال الحزب عادة بالصلابة، والثقافة الإسلامية الواسعة، ويدير الحزب تنظيمه في إطار مغلق من العمل السرّي، وينظم الحلقات الدراسيّة المغلقة لكوادره التي يختارها بمنتهى الدّقة والسريّة.

ومن النداءات التيّ توجّه لعناصر الحزب ما يلي: لا تكتمل نصرتكم إلاّ بالعمل مع الواعين المخلصين منكم لإقامة الخلافة، باعتبارها الدرع الواقي للأمّة الإسلاميّة من الكفر، والأذى والفرقة والشّر.

وتعتبر الحلقات التنظيميّة الداخليّة للحزب من أعقد الحلقات التنظيميّة في الأردن، وأكثرها سريّة رغم حملات الاعتقال التيّ يتعرّض لها شباب الحزب، ورغم حساسيّة الدولة الشديدة من هذا الحزب إلاّ أنّ الأجهزة الأمنيّة لم ترصد مؤخّرا تورّط أعضائه بأي محاولة للإخلال بالأمن، لأنّ نظريّات الحزب تقوم على العقل والرشد والحوار والبرهان كما تقول أدبيّات الحزب.

وكان هذا الحزب ناشطا في الخمسينات من هذا القرن في الساحتين الأردنيّة والفلسطينيّة، وأسّسه الشيخ تقيّ الدّين النبهاني، وتعتبر شخصيّات أردنيّة بارزة من ضمن مؤسسيه في الماضي الغابر، وتعرّض كوادر الحزب الذّي كان البارز قبل أربعين عاما إلى حملة واسعة من الاعتقالات والسجن والإعدامات في ذلك الوقت.

لكن الحزب يعود اليوم وبسلاسة يفرض نفسه على الواقع السياسي الأردنيّ محمّلا بنفس الأفكار القديمة وينشط شبابه في زيارة الصحف، وفي توزيع البيانات والنشرات في الجامعات، والمعاهد وبعض المساجد.

آخر دعوات وصرعات هذا الحزب المثير للجدل في الأردن تمثّلت بإصدار هيكل شامل لدولة الخلافة الراشدة القادمة، ويتضمّن الهيكل المرسوم أركان دولة الخلافة الحديثة.

وحسب هيكل دولة الخلافة الراشدة تعمل تحت إمرة المعاون المفوض ستة أجهزة هي معاونة التفويض التنفيذيّة، وأمير الجهاد، وحكام الولايات الإسلاميّة، والجهاز الإداري لدولة الخلافة، والجهاز القضائي ومجلس الأمّة.

صحيفة الشرق الأردنيّة أسبوعية عدد30أيار 9619م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *