العدد 127 -

السنة الحادية عشرة – شعبان 1418 – كانون الأول 1997م

القـوى الإسـلامـيـة في مخـيـم عين الحـلـوة

القـوى الإسـلامـيـة في مخـيـم عين الحـلـوة

الحمد للـه رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

مصداقاً لقول اللـه عز وجل (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)، واتباعاً لقول الرسول r: »مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى« متفق عليه.

إن القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة والتي هي جزء من الأمة الإسلامية، وبمناسبة الإسراء والمعراج إحدى مظاهر وحدة المسلمين التي تتجلى باحتفالهم بها في وقت واحد في كل بلاد المسلمين، تجد لزاماً عليها أن تبين حكم الإسلام في الوجود الغربي عامةً والأمريكي خاصةً في ديار المسلمين، هذا الوجود الذي يُكسب أعداء الإسلام خبرةً عمليةً تنعكس نتائجها على أرواح المسلمين ودمائهم وحُرماتهم، وهو بمثابة الاشتراك المباشر في إهدار دماء المسلمين. لذا يحرُم هذا الوجود شأنه شأن كافات الاتفاقيات الأمنية والعسكرية، والإسلام يُحرم ذلك لما فيه من كشف لعورات المسلمين وبسط لسيطرة الكفار على أراضي المسلمين وهذا ما تُحرمه الآية (ولن يجعل اللـه للكافرين على المؤمنين سبيلاً).

ولولا تواطؤ الحكام الحاكمين بغير ما أنزل اللـه لما تسنى للغرب وأميركا خاصةً السيطرة على منابع النفط، والعمل على استنزاف أموال المسلمين، ولما فكرت أميركا بإيجاد الذرائع لضرب المسلمين في العراق بعد سبع سنوات من الحصار والإذلال راح ضحيته 567 ألفاً من أطفال المسلمين في العراق بحجة امتلاكه أسلحة كيميائية تهدد العالم، مع أن إسرائيل تُمعن بقتل أهلنا في فلسطين وتمتلك أسلحة نووية علاوة على الكيميائية، وأميركا لم تعمل على إيجاد الذرائع لضرب اليهود بل عملت على إيجاد الحجج والذرائع لحماية اليهود.

فهؤلاء الحكام – »حكام المسلمين« – قد أحنوا ظهورهم حتى الذُّل وحطم نفوسهم تمسكهم بحطام الدنيا وباعوا دينهم بزيفٍ من الزعامات، فلا أمل بهم ولا مناص من العمل على خلعهم من مناصبهم وطمس آثارهم واستئناف الحياة الإسلامية من جديد، ولا ينبغي للمسلمين السكوت على »حكامهم« أو السماح لهم بالاستمرار في العمل على إذلال الأمة ونهب خيراتها.

وليعلم المسلمون أن هذه الأمة هي أمة عريقة لها ماضيها وأن هذه المرحلة ما هي إلا سحابة صيف وأن إذلال المسلمين أمر لن يستطيع الغرب وعملاؤهم احتمال مغبته ولا طاقة لهم على تحمل عواقبه (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

واللـه نسأل أن يجمعنا على إعادة حكم الإسلام كما جمعنا في ذكرى الإسراء والمعراج، ونسأله سبحانه أن يَمُنَّ علينا برجلٍ مخلصٍ يقيم شرع اللـه ويعمل على إنهاء وجود قوى الكفر وأذنابهم في بلاد المسلمين واللـه ولي ذلك والقادر عليه.

القوى الإسلامية

في مخيم عين الحلوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *