العدد 324 -

السنة الثامنة والعشرون محرم 1435 هـ – تشرين الثاني 2013م

مقتطفات من كتاب التيسير في أصول التفسير للعالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشته

مقتطفات من كتاب  التيسير  في أصول التفسير للعالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشته

قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)

جاء في كتاب التيسير في أصول التفسير لمؤلفه

عطاء بن خليل أبو الرشته

أمير حزب التحرير حفظه الله في تفسيره لهذه الآيات ما يلي:

يبين الله في هذه الآيات:

  1. سألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الْمَلَك الذي يأتيه فقال: جبريل – عليه السلام -. فقالوا: هذا عدونا، وهو لا ينزل بالكتاب على الأنبياء بل ينزل بالعذاب، ولو كان الذي يأتيك ميكائيل لآمنا بك. فأنزل الله هذه الآية قائلاً لرسوله صلى الله عليه وسلم: من كان عدواً لجبريل فقل له: إن جبريل هو الذي نزل بالقرآن على قلبي بإذن الله مصدقاً – أي القرآن – لما سبقه من كتاب مرسل، وهو هدى وبشرى للمؤمنين، وإنه لم ينزل بالعذاب كما تزعمون.

وقد سُمِّي القرآن ( هُدًى ) لاتخاذ المؤمن إياه هادياً يتبعه وقائداً ينقاد لأمره ونهيه، والهـادي من كلّ شـيء هو ما تقدمه أمامه ثم تتبعه البقية؛ ولذلك قيل لأوائل الخيل هواديها.

وسُمِّي ( بُشْرَى ) لأنه يبشر المؤمنين بما أعدّ لهم من جنات ورضوان يوم القيامة.

( بَيْنَ يَدَيْهِ ) أي أمامه وقدامه، وهذا يعني الذي سبقه.

( فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ ) جواب الشرط أي من كان عدوا… فقل له إنه نزله..

  1. بعد ذلك يبين الله ليهود أن ميكائيل وجبريل كليهما من الملائكة، ومن عادى أحدهما عادى الآخر وبالتالي عادى جميع الملائكة، ومن عادى الله ورسله وملائكته يكون كافراً ( فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ).

( مَنْ) شرطية والجواب (  فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) أي من كان عدواً لله… فقل له إن الله عدو للكافرين.

وذكر الله جبريل وميكائيل بعد أن ذكر الملائكة وهما من الملائكة من باب ذكر الخاص بعد العام لأهميته.

  1. ثم يبين الله سبحانه أنه أنزل إلى رسول الله eآياتٍ بيناتٍ أي واضحات قاطعات بصدق رسول الله eولا يكفر بها إلا من فسق عن أمر ربه وخرج عن شرعه وجاوز حدوده.

  2. ويصف الله سبحانه يهود بنقضهم العهود على الدوام فلا يعاهدون عهداً إلا نقضوه.

واستعمال ( كُلَّمَا )   وهي ظرف يفيد تكرار الشرط وجوابه أي إن عاهدوا عهداً فإنهم لا بدّ ناقضوه.

( نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ) أي نقضه قسم منهم.

( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) للدلالة على أن الفريق الناقض هم الأكثرية وليس القلة منهم كما قد يُتوهم من لفظ فريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *