العدد 44 -

السنة الرابعة – جمادى الأولى 1411هـ، كانون الأول 1990م

الملك فهد: لا ولن نقبل أي نظام من وضع البشر

يوم الخميس 08/11/90 في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف السعودية قال الملك فهد: «إن هذه الدولة… تتمسك بعقيدة الإسلام وتحرص على أن تكون كل أحكامها ونظمها نابعة من تعاليم الشريعة الاسلامية، وسوف لا ولن تقبل بتطبيق أي نظام أو قانون من وضع البشر».

وقال: «إن تنفيذ التنظيمات المهمة ومنها النظام الأساسي للحكم ومجلس الشورى ونظام المقاطعات ضمن إطار العقيدة الاسلامية التي نتمسك بها، يسرني أنها الآن محل اللمسات النهائية.

إن كلام الملك فهد يكشف عن أمور: منها أن هناك تحركاً داخل السعودية يسعى للتخلص من حكم هذه الأسرة التي جعلت البلاد مزرعة لها ولأسيادها الأميركان والتي تحكم البلاد حكماً مزاجياً دون دستور أو قانون لا من شريعة الإسلام ولا من شرائع الكفر. ويبدو أن الخبراء الأميركان نصحوا الملك فهد أن ينفس احتقان الشعب أن يعدهم بوضع نظام أساسي للحكم وإنشاء مجلس شورى ونظام مقاطعات.. الخ.

ومنها أن الاسرة الحاكمة متهمة أنها أسرة فسق وفجور اسراف وخمور أنها تتبع أهواء البشر وتهمل شريعة رب البشر. فجاء لينفي التهمة عنه و‘ن أسرته وادعى أن نظامه مستمد من الكتاب والسنة منذ نشأة المملكة وحتى الآن.

ومنها أن الأسرة السعودية بدأت تهتزّ أمام الرأي العام الاسلامي داخل السعودية وخارجها بعد أن جلبت الأميركان لحماية السعودية وبعد أن جعلت بوش حامياً للحرمين. فقد قال فهد في اللقاء المذكور أعلاه: «بعدما أعلنت هيئة العلماء والكثير من الفقهاء وطلاب العلم في جميع العالم جواز الاستعانة بقوات الدول الصديقة فنحن لا نرى غضاضة في ذلك». وصار يعدد الانجازات التي نفذتها حكومته للشعب السعودي في الداخل وللأمة الاسلامية بتوسيع الحرمين الشريفين ويمن عليهم بذلك.

هل يظن جلالته أنه يستطيع اقناع المسلمين داخل السعودية وخارجها أن نظامه نظام إسلامي، وأنه ملتزم بكتاب الله وسنة رسوله؟

أليس هو يهزأ بعقول الناس حين يزعم أن علاقاته الداخلية والدولية كلها تسير حسب شريعة الإسلام؟!

هل نظام الحكم في الإسلام نظام ملكي؟ وهل الإسلام جعل البترول والذهب في السعودية حكراً على أولاد الأسرة الحاكمة تعطي منه للشعب بعض الفضلات؟ وهل وَضْعُ قواعدِ البلد ومطاراتها ومرافئها وثرواتها وجميع ما فيها تحت إمرة الأميركان من الاسلام؟

وهل أخْذُ فتوى من علماء السلاطين يَسْتُر عوراتِ النظام المفضوحةَ ويجعل الباطل حقاً؟

إن الذين استحوا ماتوا.□

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *