العدد 44 -

السنة الرابعة – جمادى الأولى 1411هـ، كانون الأول 1990م

السيد نصير ينتمي إلى خير أمة

السيد نصير اسم للسيد الذي صرع مئير كاهانا، وهو السيد الذي أصبح اسمه حديث المقاهي والشوارع ووسائل المواصلات والجامعات في مصر كما تقول وسائل النشر، وتقول الصحف أيضاً أن هذا السيد أصبح موضوع فخر واعتزاز لأهل مصر بشكل عام ولأهل بور سعيد بشكل حاص، ولكن هذا السيد لم يقم بعمله هذا بدافع وطني أو قومي، لأن سيرته تشير إلى غير ذلك. ومن هنا يكون الثناء عليه لكونه ابن الإسلام وينتمي إلى خير أمة وليس لأنه مصري أو بوسعيدي. أما إذا كانت الاشارة إلى مصريته للتدليل على أن أهل مصر لم يلتزموا باتفاق كامب ديفيد مع اليهود، فنقول إن هذه الاشارة صحيحة ولكن عهدنا بأهل مصر لا يلزمه أدلة، وكنا نعرف أنهم لن يلتزموا باتفاقيات العار ليس لأنهم مصريون أو أحفاد الفراعنة، بل لأنهم من أبناء خير أمة. فهم إذن ليسوا بحاجة إلى دليل جديد لاثبات براءتهم من كامب ديفيد، ولكن الشهادات التي قدمها خالد الاسلامبولي، وسليمان خاطر والسيد نصير هي لإسماع من في آذانهم وقر.

فالسيد نصير توجه غرباً، ورفاقه من بور سعيد وأطراف مصر توجهوا شرقاً لمرافقة المارينز للتربّص باخوانهم ومحاصرتهم على مقربة من الحجاز. وهو توجه الوجهة الصحيحة ووجّه سلاحه إلى حيث يجب أن يوجّه، ورفاقه توجّهوا ووجّهوا سلاحهم إلى الاتجاه الخطأ والحرام، وإذا كان عمل السيد نصير قد وصف خطأ بالوطنية أو القومية المصرية فماذا يوصف عمل الجنود والضباط المصريين الذين انضموا إلى الأميركان وإلى الجيش الأميركي بعناصرة اليهودية في جزيرة العرب؟!

السيد نصير أحرج النظام المصري فحاول أن يتبرأ منه وصرخت وسائل إعلامه قائلة إنه لا يوجد شخص من مصر بهذا الاسم، لكن النظام أُسقط في يده حينما توجه مراسلو الصحف إلى حي بور فؤاد في مدينة بور سعيد وقابلوا عبد العزيز نصير والد السيد نصير، وأجروا حديثاً مع جميع أفراد عائلته. هذه هي أنظمة التزوير والكذب تستنكر المعروف، وتستحسن المنكر، ولا عجب في ذلك فالارتهان يفعل العجائب وإخلاص المخلصين يحطم كيد الظالمين. أما السيد نصير فهو من أمة الخير التي قال عنها سيدنا محمد r: «الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *