العدد 46 -

السنة الرابعة – رجب 1411هـ، شباط 1991م

هذا العراق وحده فيكف لو كانت الأمة الإسلامية كلها!

 خذوا عبرة أيها المسلمون مما يجري الآن في الخليج، لتعرفوا كم هي عظيمة قوة المسلمين وكم هي هزيلة قوة الكافرين.

العراق وحده من جهة والعالم كله من الجهة الأخرى.

العراق دولة صغيرة من دول العالم الثالث (المتخلفة)، وكانت تحت حصار صارم منذ ستة أشهر وهي خارجة من حرب طويلة دامت ثماني سنوات.

والعالم كله: الدول الكبرى وعلى رأسها أميركا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان، جاء الكفر كله بأسلحته وأمواله وخبراته وسياسييه وكل كيده. وها قد شارف شهر على بدء الحرب وما زالوا يخشون النزول إلى البر.

تصوروا لم يَكُنْ مسموحاً لأميركا وحلفائها أن يستعملوا السعودية وأرض الخليج وأرض تركيا.

وتصوروا لو أن جيوش مصر وسوريا وتركيا وباكستان وإيران وبقية جيران العراق وقفت مع العراق ضد حلف الكفار.

وتصوروا لو أن أموال السعودية والخليج موظفة الآن ضد أميركا وحلفائها.

هل كانت تجرؤ دول الكفر هذه على منازلة المسلمين؟

العرب (ومعهم المسلمون) كان عندهم وهمٌ أنهم عاجزون عن محاربة دولة اليهود في فلسطين، وهذا الوهم زرعه في عقولهم الغرب التعاون مع حكام العرب العملاء، ليبرروا الصلح مع اليهود والتنازل لهم عن فلسطين.

والآن وقد رأينا بأم العين كيف أن قطراً واحداً من أقطار المسلمين، يستطيع أن يتصدى لجبروت الكفر كله، وليس فقط لليهود الجبناء، فهل يزول هذا الوهم وتتمزق هذه الغشاوة؟

قطر واحد يتصدى للكفر كله رغم وقوف الأقطار الإسلامية الأخرى بين محايد ومكتوف ومُعادٍ محالفٍ للكفر.

فكيف إذا قامت (الآن) الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة، وطبّقت شريعة الله في الأرض، ووحدت أقطار المسلمين (أو حتى قسماً منها)، وجعلت أرض المسلمين للمسلمين ونفط المسلمين للمسلمين وأموال المسلمين للمسلمين وأبناء المسلمين جنوداً للمسلمين وليس للأمير كان وحلفائهم؟

وسواء كان انتصار العراق الآن كاملاً أم جزئياً فإن انتصار المسلمين الكامل محقق إن شاء الله في الجولة التي تلي هذه والتي تكون بقيادة خليفة المسلمين ]وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ[ ¨

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *