العدد 364 -

السنة الواحدة والثلاثين العدد 364 -جمادى الأولى 1438هـ – شباط 2017م

لَا يَكُونُ الرَّجُلُ فَقِيهًا كَامِلَ الْفِقْهِ حَتَّى يُعِدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَيُعِدَّ الرَّخَاءَ مُصِيبَةً

لَا يَكُونُ الرَّجُلُ فَقِيهًا كَامِلَ الْفِقْهِ حَتَّى يُعِدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَيُعِدَّ الرَّخَاءَ مُصِيبَةً

– سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُبْتَلَى فِي مَالِهِ فَيَصْبِرُ وَلَا يَبْلُغُ بِذَلِكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى، وَيُبْتَلَى فِي وَلَدِهِ فَيَصْبِرُ وَلَا يَبْلُغُ بِذَلِكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى، وَيُبْتَلَى فِي بَدَنِهِ فَيَصْبِرُ فَيَبْلُغُ بِذَلِكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى. قَالَ: وَكَانَ عَطَاءٌ قَدْ أَصَابَتْهُ مَرَضَاتٌ».

– عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «عِيَادَةُ الْمَرِيضِ مَرَّةً سُنَّة، فَمَا ازْدَدْتَ فَنَافِلَةٌ».

– عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «لَوْلَا قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ لَسَرَّنِي أَنْ أَكُونَ صَاحِبَ فِرَاشٍ؛ وَذَاكَ أَنَّ الْمَرِيضَ يُرْفَعُ عَنْهُ الْحَرَجُ، وَيُكْتَبُ لَهُ صَالِحُ عَمَلِهِ وَهُوَ صَحِيحٌ، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ سَيِّئَاتُهُ».

– عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «لَا يَكُونُ الرَّجُلُ فَقِيهًا كَامِلَ الْفِقْهِ حَتَّى يُعِدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَيُعِدَّ الرَّخَاءَ مُصِيبَةً؛ وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَ الْبَلَاءِ يَنْتَظِرُ الرَّخَاءَ، وَصَاحِبَ الرَّخَاءِ يَنْتَظِرُ الْبَلَاءَ».

– عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ قَالَ اللَّهُ لِلَّذِينَ عَنْ شِمَالِهِ: «لَا تَكْتُبُوا عَلَى عَبْدِي شَيْئًا، وَقَالَ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ اكْتُبُوا لَهُ كَأَحْسَنِ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ».

– عَنْ زِيَادِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: «قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ قَدْ أَحْزَنَتْنِي قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: } مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ } قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَاكَ إِلَّا أَفْقَهُ مِمَّا أَرَى. إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا تُصِيبُهُ عَثْرَةُ قَدَمٍ وَلَا اخْتِلَاجُ عِرْقٍ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَمَا يَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ أَكْثَرُ».

– سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ أَوْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا مَرَّ بِهِ عَامٌ لَمْ يُصَبْ فِي نَفْسِهِ وَلَا مَالِهِ قَالَ: «مَا لَنَا، أَتَوَدَّعَ اللَّهُ مِنَّا؟!».

– حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ عَبَاءَةُ قَالَ: «حُمِمْتُ بنَيْسَابُورَ، فَأَطْبَقَتْ عَلَيَّ الْحُمَّى، فَدَعَوْتُ بِهَذَا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ كُلَّمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ نِعْمَةً قَلَّ عِنْدَهَا شُكْرِي، وَكُلَّمَا ابْتَلَيْتَنِي بِبَلِيَّةٍ قَلَّ عِنْدَهَا صَبْرِي، فَيَا مَنْ قَلَّ شُكْرِي عِنْدَ نِعْمَتِهِ فَلَمْ يَخْذُلْنِي، وَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلَائِهِ صَبْرِي فَلَمْ يُعَاقِبْنِي، وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي، اكْشِفْ ضَرِّي قَالَ: ذَهَبَ عَنِّي».

– حَدَّثَنَا أَبُو مَطَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ لِي: «يَا مُحَمَّدُ إِذَا اشْتَكَيْتَ فَضَعْ يَدَكَ حَيْثُ تَشْتَكِي ثُمَّ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ مِنْ وَجَعِي هَذَا، ثُمَّ ارْفَعْ يَدَيْكَ، ثُمَّ أَعِدْ ذَلِكَ وِتْرًا، فَإِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ بِذَلِكَ».

– سَمِعْتُ أَبَا زُبَيْدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ أَنَا وَنَوْفٌ الْبِكَالِيُّ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَرَجُلٌ آخَرُ لِنَعُودَهُ فَقُلْنَا: «اللَّهُمَّ عَافِهِ وَاشْفِهِ فَقَالَ: قُولُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلُهُ عَاجِلًا فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَإِنْ كَانَ آجِلًا فَعَافِهِ وَاشْفِهِ».

– قَالَ مَعْرُوفٌ: إِنَّ اللهَ لَيَبْتَلِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ بِالْأَسْقَامِ وَالْأَوْجَاعِ فَيَشْكُو إِلَى أَصْحَابِهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا بَلَيْتُكَ بِهَذِهِ الْأَوْجَاعِ إِلَّا لِأَغْسِلَكَ مِنَ الذُّنُوبِ فَلَا تَشْتَكِنِي».

– عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: «إِنِ اشْتَهَى مَرِيضُكُمُ الشَّيْءَ فَلَا تَحْمُوهُ، فَلَعَلَّ اللَّهَ إِنَّمَا شَهَّاهُ ذَلِكَ لِيَجْعَلَ شِفَاءَهُ فِيهِ».

– عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أَهْلِ الْبَلَاءِ».

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ قَالَ: «مِنَ الصَّبْرِ أَلَّا تُحَدِّثَ بِمُصِيبَتِكَ وَلَا وَجَعِكَ، وَلَا تُزَكِّي نَفْسَكَ».

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «مَا مَرَضٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَذِهِ الْحُمَّى، إِنَّهَا تَدْخُلُ فِي كُلِّ مَفْصِلٍ، وَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الْأَجْرِ».

عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: «إِنَّ الْمَرِيضَ إِذَا جَزِعَ فَأَذْنَبَ قَالَ الْمَلَكُ الَّذِي عَلَى الْيَمِينِ لِلْمَلَكِ الَّذِي عَلَى الشِّمَالِ لَا تَكْتُبْ».

– عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَتْ، لِجَدِّهِ صُحْبَةٌ أَنَّهُ خَرَجَ زَائِرًا لِرَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُ شَاكٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَتَيْتُكَ زَائِرًا وَأَتَيْتُكَ عَائِدًا وَمُبَشِّرًا قَالَ: كَيْفَ جَمَعْتَ هَذَا كُلَّهُ؟ قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ زِيَارَتَكَ فَبَلَغَتْنِي شَكَاتُكَ، فَكَانَتْ عِيَادَةً. وَأُبَشِّرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سَبَقَتْ لِلْعَبْدِ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ، أَوْ فِي وَلَدِهِ، أَوْ فِي مَالِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *