العدد 58 -

السنة الخامسة – العدد 58 – (رجب – شعبان) 1412هـ الموافق شباط 1992م

أخبار المسلمين في العالم

في المفاوضات المتعددة في موسكو اليهود يفاجأون بالودّ العربي

يهودا حاييم رئيس الوفد اليهودي في لجنة اللاجئين قال بأنه أمضى ليل الثلاثاء ـ الأربعاء في إعداد خطابه أمام اللجنة التي عقدت أول اجتماع لها الأربعاء (29/01/92). لكنه مزقه «لأن الجو كان ممتازاً ، وغير رسمي وعملياً جداً، وقد فاجأني الأمر أنه يشبه الجلوس مع أصدقاء لحل مشكلة ما لقد تدم مني موفد أردني صافحني وقدم نفسه ثم تقدم موفد عُماني، ولاحظ أنني وإياه في المجال الأكاديمي نفسه، الابحاث السياسية» .

كيف تسلل اليهود بكل هدوء إلى السعودية والأردن؟!

قام وفد يهودي بزيادة كل من السعودية والأردن واستقبل بحفاوة رسمية وسخط شعبي. الإعلام العربي قال أن الوفد هو من يهود أميركا، لكن قاموس اليهودي السياسي ليس فيه يهودي أميركي ويهودي إسرائيلي. والدليل على ذلك أن اليهود لا زالوا يستقبلون اليهود الروس والأحباش ويعاملونهم كباقي اليهود المقيمين في فلسطين بغض النظر عن بلد المنشأ لقد بدأت خطوات التطبيع من السعودية والآتي أعظم، وبدأت السعودية تتقرب منهم بقولها: «إن الصراع بيننا وبين اليهود لم يكون يوماً صراعاً دينياً وإنما هو صراع سياسي» .

إسرائيل حصلت على ما كانت تتوقعه

قال ديفيد ليفي وزير خارجية اليهود عن المفاوضات المتعددة في موسكو: «المهمة شاقة ولكن إسرائيل حصلت على ما كانت تتوقعه» وقالت ليزا غورين المتحدثة باسم ليفي: «أن بيكر (وزير خارجية أميركا) أعرب عن تفاؤله باستمرار عملية السلام، ووصف افتتاح المفاوضات المتعددة الأطراف بأنه نجاح كبيرٌ بإمكان إسرائيل أن نفخر به» وأضافت: «إن بيكر عبّر عن ارتياحه لحضور عدد كبير من المشاركين (21 وفداً من أصل 26 وجهت لها دعوات) .

اعتقال علماء الدين في السعودية

نقلت وكالة فرانس برس في 30 / 01/92 كما نقلت إذاعات عدة أن حوالي عشرين من علماء الدين وأئمة المساجد تم توقيفهم خلال الأسابيع الأخيرة في السعودية لتبنّيهم في العلن مواقف اعتبرتها السلطات السعودية مواقف متطرفة.

ويعتبر هؤلاء العملاء المعروفون بمعارضتهم لأي تنازل من شأنه أن يعيد النظر في تطبيق الشريعة الإسلامية المطبقة في كثير من المسائل. يعتبرون قريبين من المقولات التي تنادي بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر.

وأضافت (فرانس برس) أن هذا الإجراء «فجأ» العلماء لأنهم كانوا يعتقدون أنهم محصنون من التعرض لأي إجراء من هذا النوع في السعودية وكانت السلطات السعودية حذّرت عدداً من الأئمة الذين هاجموا، أخيراً خلال خطب صلاة الجمعة، بعض البلدان العربية لتعاونها مع إسرائيل في إطار مؤتمر (السلام) حول الشرق الأوسط .

جسر جوي بين إسرائيل والسعودية

ذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية في 30/01/92 أنه تمت إقامة جسر جوي بين إسرائيل والسعودية عشية حرب الخليج (بين العاشر والثاني عشر من كانون الثاني 1990) بغية نقل 12 جسراً إسرائيلية الصنع إلى مشاة البحرية الأميركية. وكانت هذه الجسور صنعت في حيفا ونقلت على متن رحلات مباشرة في طائرات من طراز غالاكسي تابعة الجو الأميركي تهدف إلى اجتياز الخنادق التي حفرها الجيش العراقي في جنوب الكويت.

وقال «معاريف» بأن هذه المعلومات وردت في كتاب اسمه «السيف والترس» تأليف يوسف أفرون. ويقول الكتاب أيضاً أنه خلال حرب الخليج زودت الصناعة العسكرية الإسرائيلية القوات الأميركية في الخليج بقاذافات لصواريخ توماهوك، وكانت حصلت على حق صناعتها لحساب البحري الأميركية في كانون الثاني 1987. وتم بناء  مصنع خصيصاً لهذا الغرض في حيفا، ومنذ نيسان 1989 بدأ إنتاج هذه القاذفات بوتيرة 80 وحدة في الشهر .

أميركا تُحضّر لحروب إقليمية

التقرير السنوي الذي نشرته (الاستراتيجية القومية الأميركية) الذي تصدره وزارة الدفاع الأميركية أشار إلى أن وزارة الدفاع الأميركية تركز الآن على احتمالات الحروب الإقليمية أكثر من العالمية، وذكر التقرير أن الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا يواجهان «مستقبلاً غامضاً» بسبب وجود مشاكل ومناطق ملتهبة عدة، وتوجهات مختلفة في كل منهما ربما قادت إلى الصراع والقتال وأضاف التقرير أن الجيش الأميركي سيحتفظ بالقدرة على التحرك السريع إلى مناطق الأزمات في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك الاستعداد لتنفيذ عمليات في حجم (عاصفة الصحراء)، وأضاف التقرير أن الصراعات الإقليمية يمكن أن تشتعل في وقت قصير جداً مما يستدعي «استعدادنا الدائم لمواجهتها ربما منفردين إذا اقتضى الأمر أو ضمن جهد مشترك» وأضاف أن هذه المواجهة تراوح بين ضربة احدة محددة، واستخدام قوة كبيرة لهزيمة معتدٍ إقليمي. تُرى هل تكون ليبيا أول عدو إقليمي لأميركا بحيث توجه لها (ضربة واحدة محددة) أم أنها ستوجه لها قوة كبيرة؟

تصريحات تثير الدهشة لمورو!

صرح الشيخ عبد الفتاح مورو لجريدة الحياة قائلاً: «إنه لو جرت انتخابات حرة في تونس وشار فيها الإسلاميون [يقصد الحركات الإسلامية] فلن يحصلوا على أكثر من ثلث الأصوات» وعن علاقته بزعيم النهضة الغنوشي قال: «إن مواقفه من أزمة الخليج أساءت إلى نظرة رجال الخليج من حركة النهضة ودفعتهم إلى التأفف منها» وأضاف مروّجاً للديمقراطية الغربية. «إن الحركة التي يدعو إلى تأسيسها بديلاً من [النهضة] ستحافظ على إيمانها بالعمل في الإطار الديمقراطي. إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ظلمت عندما اهتم الاعلام بتصريحات غير مسؤولة صدرت عن بعض أفرادها تتنافى مع الديمقراطية»! وادعى فضيلته أن «الأئمة في مذاهبهم جميعهم احترموا أسلوبنا بالتدرج والتيسير في التطبيق [للشريعة] وهذه قاعدة أساسية في الفقه. ونحن متمسكون بالنظام الجمهوري، وبأن الشعب هو مصدر السلطة وصاحب الاختيار. ونتمسك بمبدأ التداول على الحكم والمبادئ الأساسية التي ضمنتها معظم الدساتير كاحترام حقوق الانسان حرية الرأي وحرية الاختيار وخصوصية الفرد والتعددية الحزبية، ولعل اشتراكنا في هذه المبادئ مع غيرها هو لأن الإسلام لم يفرض شكلاً معيناً للحكم [ما هو دليلك الشرعي يا فضيلة الشيخ] وفي برنامجنا الاقتصادي أكدنا التزامنا النظام الليبرالي [الرأسمالي الحر] أضمن لتحقيق الرفاهية المطلوبة».

المساجد والسياسة في الجزائر

المسؤولون في الجزائر يقولون: «لا دخل للدين بالسياسة»، «لا دخل للمسجد بالسياسة» ويسنّون القوانين لاعتقال الأئمة إذا تحدثوا بالسياسة في المساجد.

إن هذا ليس جهلاً بدين الإسلام بل هو تحريف للدين (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ). أين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان رئيس دولة، أين كان يتحدث بالسياسة وسائر شؤون لادولة؟ أين كان يعدّ الجيش ويقضي بين الناس ويعطي الأوامر.. الخ وخلفاؤه الراشدون رضوان الله عليهم أين كان مركز عملهم لرعاية شؤون الدولة والأمة؟

وما هي السياسة يا حكام الجزائر؟ أليست هي رعاية شؤون الأمة؟ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أليس هو من شؤون السياسة؟ وإذا كان الخطيب والواعظ يُسمح له أن يعظ الأفراد ألا يسمح له أن يعظ الحكام؟ أم أن منكر الحكام وفسقهم وظلمهم واعتداءهم وعمالتهم للكفار وخيانتهم لأمتهم ولدينهم مفعوٌ عنها؟

نعم إن المسجد مكان عبادة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من العبادة، ومحاسبة الحكام وتغيير منكرهم باللسان وباليد هو من أعلى أنواع العبادة، وهذا يكون في المسجد وفي البيت وفي الشارع وفي كل مكان «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر» .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *