العدد 77 -

العدد 77- السنة السابعة، ربيع الأول 1414هـ، الموافق أيلول 1993م

قائد جيش التحرير: ياسر عرفات خائن

بعث اللواء نعيم الخطيب، أحد قادة جيش التحرير الفلسطيني، رسالة إلى ياسر عرفات يتهمه فيها بالخيانة. ونقول للسيد نعيم الخطيب وأمثاله: إنكم متأخرون جداً في كشف هذه الأمور. ولم يعد يكفي الآن كشفها بل صار الأمر يتطلب عملاً لمنع عرفات وزمرته من إكمال جريمة الخيانة. وفيما يلي نص الرسالة:

السيد ياسر عرفات

تحية الثورة للمخلصين الصادقين

أرجو أن أذكِّركم ما قتله أكثر من مرة بأنني عندما التحقت في صفوف جيش التحرير الفلسطيني لم يكن ذلك للارتزاق أو كان وليدة ساعة، وإنما من أجل النضال لاسترداد فلسطين الذي هو امتداد للإيمان الذي رضعناه مع حليب أمهاتنا الفلسطينيات الأبيّات حيث تبلور هذا الإيمان في أعماقنا، وتتطور إلى عمل بخطوات متقدمة في النضال مع الثائرين من أبنائنا من الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية وكلما مرت الأيام زادت ثقتنا في هذه الأمة بالدعم وتراص صفوف أبنائها الثائرين يداً بيد وساعداً بساعد وسلاحاً بسلاح، نسير قدماً من أجل التحرير، مؤمنين بهذه الثورة وانطلاقتها، مطمئنين إلى أن النتيجة ستكون النصر المبين وأذكِّركم بالشعار الذي كنت قد أطلقته ولا زلت تردده بعد أن ثبت لي ولغيري بأنه للاستهلاك فقط وبدون إيمان أنه «ثورة حتى النصر» أتذكره!؟

تعلمنا يا أيها الرئيس أن نتفانى في النضال ونتسابق من أجل التحرير، نحمي ظهور بعضنا البعض، اخوة في النضال والشهادة، هذا ما آمنا به وعلى هذا انطلقنا في المسيرة وبقينا على العهد متابعين العمل في صفوف جيش التحرير الفلسطيني بالأهداف نفسها… فواجهنا الأعداء، الصهاينة وقطعنا مئات الأميال للوصول إليهم وملاقاتهم على أرض لبنان وداخل بيروت، وشاركنا بالدفاع عن شعبنا الفلسطيني في مخيماتهم، وعن إخواننا اللبنانيين في مدنهم وقراهم، وقدمنا الشهيد تلو الشهيد، حيث كان الجميع يطلبون الشهادة ويسعون إليها، إيماناً بأن المعركة مع الأعداء الصهاينة هي الفرصة للقضاء عليهم من أجل الوصول إلى الهدف السامي الذي رددناه ليل نهار وما زلنا… (إنه الميثاق الوطني الفلسطيني) الذي قلت عنه في إحدى تصريحاتك المشبوهة (كادو)، مع أنه الحق، إنه تحرير فلسطين، كامل التراب الفلسطيني، من النهر إلى البحر، ومن رفح إلى الناقورة والذي حمّلك إياه الشعب الفلسطيني.

إن ما يحز في النفس بأن نراكم في هذه الأيام وأنت قائد هذه الثورة تحارب كل من يدعو إلى تحرير فلسطين بالكامل، بل تختلف معه وتحاربه، وتقضي عليه، وأذكركم هنا ما دار معكم عند التقائي بكم ومعي عدد من ضباط جيش التحرير الفلسطيني في قصر الضيافة في عمّان قبل أربع سنوات عندما طرحت علينا فكرة الحل السلمي، أجبتك بالحرف الواحد: يا أبا عمار إن الحلول المطروحة والتي تلهث وراءها «لا تجعل منك مختاراً في فلسطين»، يكفيكم تنازلات، سكتَّ ولم تجب، هل تذكر هذا يا رئيس الثورة الفلسطينية؟ وأذكركم بآخر لقاء لي معكم عند زيارتكم للقيادة في عمّان وبحضور نائب رئيس الأركان اللواء «العتيد» أحمد عفانة وكبار ضباط جيش التحرير في الأردن عندما طرحت علينا موضوع تشكيل قوات الأمن المركزي في الضفة والقطاع، وإسناد هذه المهمة (غير المشرفة) لقوات بدر، حيث رفضت ذلك، رفضاً قاطعاً مذكراً إياكم، بأن هذا الجيش وُجد للدفاع عن فلسطين وتحريرها، لا من أجل قمع المناضلين الشرفاء على ارض فلسطين والذين يشكلون الغالبية العظمى من شعبنا، وحماية المستعمرات القائمة وأخذ دور الجيش الإسرائيلي في القضاء على الانتفاضة، كل ذلك من أجل تمرير الخط الاستسلامي الخياني الذي تقوده يا رئيس ثورة فلسطين، إلى آخره من أحاديث الخيانة والاستسلام التي أردت إملاءها في حينها لولا إجابتي الحادة برفض كل مشاريعك الاستسلامية، أتذكر ساعتها إنك قلت لي: إن هذا الشعار الذي على ذراعك يا أبا رعد (وهو خارجة فلسطين) يجب عليك أن تنزعه عند دخولك حدود فلسطين وتعيده بعد العودة، ولكني أمسكت بيدك التي كانت تمسك بالشعار وقلت لك «هذه فلسطين من النهر إلى البحر لن نتنازل عنها ما دامت السماء زرقاء» وأبعدت يدك عن ذراعي بقوة، وضجت القاعة بالضحك استهزاء» من قائد المسيرة الذي يطلب خيانة بلده، ووطنه، بالاستسلام والخنوع فاسوّد وجهك في حينها!

إنني على اطلاع بكل ما كنت تضمر لي حيث وصلتني من شخص وثيق الصلة بي وبكم بأنك تبذل الجهد لتصفيتي جسدياً كما صفيت المناضل الشهيد البطل سعد صايل، الذي رفض اللحاق بكم إلى تونس أملاً أن تستكمل تصفية كل من يعارض سياستكم الاستسلامية الخيانية.

والآن ما معنى، يا قائد الثورة الفلسطينية أن تصدر أمراً بنقلي إلى تونس وأنا على سرير الشفاء، لتجري لي عملية القلب المفتوح، وتصر على إبلاغي ذلك ليلة دخولي العملية، أهكذا يُكافأ المناضلون الشرفاء، الذين لا ذنب لهم إلا أن يقولوا ربان الله، لنا كل فلسطين من النهر إلى البحر، لقد قصدتم من هذا الضغط النفسي عليّ، ولكني أقول لكم طالما أنني مؤمن بقضيتي وهناك الملايين من شعبنا التقي معهم في هذا الرأي فلن يهز قراركم شعرة في رأسي ولا يبعدني عن هدفي ما حييت، وسأبقى جاهداً في النضال، ضد كل من تسول له نفسه خيانة شعبه، وخيانة فلسطين، وسأنضم إلى قوافل العاملين في مقاومة الاستسلام والخط الخياني، الذي تقوده يا متنكراً لهذه الثورة وشهدائها وأنت على رأسها.

واجبك يا قائد الثورة أن تبقي العهد الذي أعده الشعب الفلسطيني وسجله بنوداً، الذي أقسمت على الوفاء به، عليك العودة إلى صوابك، إن كان في رأسك صواب، وصدق وإخلاص للثورة التي حملها آلاف والملايين والأطفال ـ أطفال الحجارة ـ تمثل بهم يا قائد الثورة..؟.

لقد أقدمت على قرار غير شرعي، وغير قانوني، لقد عميت بصيرتك فأصبحت تتخبط في قراراتك، القرار الأول عديم الإنسانية وضد النضال والصادقين، وأكملت بقرارك الثاني إظهار الأخطار، إن القرار الذي اتخذته منفرداً مخالف لأبسط قواعد القوانين والتعليمات، كان عليك أن تحيل ذلك إلى لجنة الضباط، وأنا معهم لاستصدار القرار ولكنك تعلم أن قرارك باطل من أساسه،ولا تجرؤ على إحالته إلى اللجنة، وعليه فإنني أرفض هذا القرار ولا أعترف به، وكما قلت فإنك إذا ظننت أن قراراً مثل  هذا يوقفني عن العمل من أجل فلسطين فأنت واهم، فالشرفاء كثيرون والصادقون إحصاؤهم صعب، والعمل معهم سهل ويشرفني… أن أنضم إلى هؤلاء الشرفاء والعمل وإياهم بصدق وإخلاص، «وسيعلم الذين ظلموا (أمثالك) أي منقلب ينقلبون» وكلمة ونصيحة بأن لا تأخذ بآراء الخونة أمثال «العقيد غازي مهنا» الذي سبق أن حكم عليه بالإعدام، من قبل المحاكم العسكرية الفلسطينية والذي قضى عدداً من السنين في السجن وبقدرة قادر «هو أنت» أصدرت عفواً وأعدته للعمل سكرتيراً عسكرياً لشخصك.

في الختام لا سلام على من عمل من أجل الاستسلام ولا سلام إلى من اجتمع مع ابنة موشي دايان، الذي قاد جميع الحروب الإسرائيلية وقام بالتنكيل بشعبنا الفلسطيني المجاهد.

وسلام على شهدائنا الأبرار الذين سقطوا على أرض فلسطين وخارجها من أجل التحرير، ولا بد لهذه الثورة أن تستمر وليسقط المستسلمون الخونة ولعنة الله على كل من يتنازل عن شبر من فلسطين.

وإنها لثورة حتى النصر.

اللواء نعيم الخطيب

عمّان: 24/06/1993

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *