الحريات الغربية تثمر المافيا
1993/03/08م
المقالات
1,906 زيارة
أضحت الجريمة المنظمة سمة ممن سمات العصر، وأصبحت عصابات المافيا تنافس بنفوذها وبناء هياكلها المعقدة، الشركات المتعددة الجنسية.
وربما تبدو الصورة أوضح في إيطاليا أو أميركا، والمافيا أصلاً صنعت في إيطاليا وتم تصديرها إلى أميركا.
وفي إيطاليا تجثم أنفاس المافيا الثقيلة على مدن بأكملها، وهناك مدن تتحكم المافيا في أحياء كاملة فيها أو في ضواحيها، وهناك مدن تقصر نشاطها فيها على فرض الإتاوات على أصحاب المحلات ورجال الأعمال، فإذا جرؤ أحد على الشكوى وقع حادث مؤسف لمن تجرأ ووجد نفسه صريعاً برصاصتين أمام بيته وهو يتهيأ لركوب سيارته.
] ] ]
في دراسة أعدتها أخيراً رابطة التجارة الإيطالية اتضح أن 60 في المئة من المتاجر والحانات والمطاعم تدفع إتاوات منتظمة لعصابات المافيا. وتقول الدراسة أن الجريمة المنظمة تكسب سنوياً 25 بليون دولار، أو 25 ألف مليون دولار، ويأتي هذا المبلغ من الإتاوات التي يدفعها أصحاب المحلات في أنحاء البلاد.
وهناك مدن تدفع مئة في المئة من محلاتها هذه الإتاوة، مثل مدينة باليرمو عاصمة صقلية، وهي تعتبر مركزاً للمافيا ووطناَ أساسياً لها.
] ] ]
وقديماً كانت هناك فكرة تقول أن الحرارة تؤثر في الجريمة، كلما ارتفعت الحرارة في بلد ما زادت قابليته للجريمة، ومن هنا فإن الدول الحارة تعرف الجريمة بشكل أكبر من الدول الباردة!
ولكن هذه الفكرة تتهاوى اليوم بعد تقدّم الدراسات في عالم الجريمة. والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية تعد في مقدمة الدول في نسبة الإجرام، ويصل عدد الجرائم فيها إلى أكثر من 14 مليون جريمة منها 13 مليون جريمة سرقة بالإكراه و21 ألف جريمة قتل عمد.
وفي كند يصل عدد الجرائم إلى ثلاثة ملايين جريمة، وفي أوروبا تأتي ألمانيا في المقدمة، إذ وقعت فيها 4,5 مليون جريمة في العام، وبعدها إنكلترا ثم فرنسا ثم إيطاليا.
1993-03-08