العدد 70-71 -

العددان 70-71، السنة السادسة، شعبان ورمضان 1413هـ، الموافق شباط وآذار 1993م

غُصَّة في الأعماق

أيمن القادري

دَمِّرْ قُيودَكَ وارمِ كُلَّ وِثَاقِ
.

ولتَسْتَفِقْ في ثورةِ الإعتاقِ
.

إنْ حَطَّمُوا الأَنيابَ منكَ فَعَضَّهُمْ
.

باللثةِ الكلمى بلا إِشفاقِ
.

وإذا هُمُ انتزعوا المخالبَ من يدٍ
.

ستظلُّ قادرةً على الإطباقِ
.

 

] ] ]

 

دمّرْ قيودَك… سُلَّ سيفَك ناصِلاً
.

شُدَّ الرِحَالَ بعزْمِكَ التَوَّاقِ
.

كبِّرْ وزمجرْ: «لن تُداسَ عقيدتي!
.

لن تقتلوا الإسلامَ في أعماقي!»
.

«لن تمحقوا الفجرَ الذي هو بازغٌ…
.

لن تُوقِفوا زحفي ولا ميثاقي!»
.

 

] ] ]

 

دمّر قيودَك… ذاكَ دمعُ يتيمةٍ
.

في «بوسنةٍ» يسري بلا إملاقِ
.

تبكي وتنظر والداً متضرِّحاً
.

شاهَتْ معالِمُه لَدَى الإحراقِ
.

عَرَفَتْهُ من قرآنه، هو ذا هنا
.

ما زالَ مشدوداً لهُ بِنطَاقِ
.

عَرَفَتُهُ، فانسَكَبتْ مآقي وجهِهَا
.

وتَضَخَّمَتْ بِدَمِ الأَبِ المُهرَاقِ
.

 

] ] ]

 

يا لَلفتاةِ، لقد أشاعَتْ أُمَّها،
.

واليوَم: هل لشقائِها من وَاقِ؟
.

أين المبيتُ؟ أفي زوايا منزِلٍ
.

هتكتْ عُراهُ مدافِعُ الفُسَّاقِ؟
.

أم في الحقولِ؟ وفي الحقولِ جماجمٌ
.

قد هُشِّمَتْ وغَدَتْ بلا أعناقِ
.

أم في الشوارعِ؟ والمجازرُ كلُّها
.

تجري على قدمٍ هناكَ وساقِ
.

بالأمس، آوتْهَاَ قَرارةُ مسجدٍ
.

فنوَتْ على قلقٍ إلى الإِشراقِ
.

واليومَ، قد نَسَفُوا المآذنَ كُلّها
.

وغَدَتْ قبابُ النورِ كالأطواقِ
.

ساقوا إلى الإِعْدَامِ كلَّ مُعَمَّمٍ
.

وتَفَنَّنُوا في القتلِ والإزهاق
.

أين المبيتُ!؟ لعلَّهُ في حفرةٍ
.

قد أودعوها كلَّ حيٍّ باقِ!
.

حارتْ فلا تدري أتلطِمُ خَدَّها
.

أم تكتمُ الزفراتِ في الأعماقِ
.

 

] ] ]

 

في كلِّ يومٍ نُنْتَفَى من قريةٍ
.

في كلِّ يومٍ أَدْمُعٌ ومآقِ
.

لهفي على الإسلام يُنْحَرُ أهلُه
.

ويُشَرَّدون مطارحَ الآفاقِ
.

أين الأُباةُ؟ وأين جَيشُ محمَدٍ؟
.

أينَ القلوبُ تَضجُّ بالأشواقِ؟
.

أين الأُلى للهِ باعوا أنفُساً
.

فَهُهُ لِلُقْياهُ من العشّاقِ؟
.

أين الكُماةُ المسلمونَ؟ أكِذبةٌ
.

أم يأسُهم حِِبْرٌ على الأوراقِ؟

بل في السجونِ يَزُجُّهم حكامُهم
.

كي لا يُضيئا جُذْوَةَ الإشراقِ
.

 

] ] ]

 

أَوّاهُ، كَمْ تَنتابُ قلبي غُصَّةٌ
.

تَهمي لها العَبَراتُ من أحداقي
.

قد أصبحتْ يَدُ كلِّ عِلْجٍ كافرٍ
.

تتحَسَّسُ الأغمادَ كالأَعلاقِ
.

ما في القلوبِ سوى ضغائِنَ تصطلى
.

ما في القلوب سوى أذىً ونفاقِ
.

كم ذا أتوقُ إلى جيوشٍ تَقْتَفي
.

آثارَهُم في السُّحبِ والأنفاقِ
.

لن يَخْلُدَ الطاغوتُ، سوف يَرُدُّنا
.

للأمسِ فيضٌ من سناً بَرَّاقِ
.

وستزحفُ الراياتُ في أَلَقِ الضُّحى
.

تَئِدُ الطُّغاةَ بقُدرَة الخلاَّقِ
.

لن تُرهِبوني… لن تموتَ عقيدتي
.

لن تُوقِفوا زحفي ولا ميثاقيc
.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *