العدد 69 -

العدد 69- السنة السادسة، رجب 1413هـ، الموافق كانون الثاني 1993م

اليمن

إعداد: محمد أبو وائل

تنسب الأخبار إلى مسؤولين أمنيين في عدن أن التفجيرات التي حصلت في البلاد في أواخر سنة 1992 كان وراءها تنظيم «الجهاد» الذي يرأسه طارق الفضلي الذي سلّم نفسه لصنعاء بعد حصار مقرّه وقال مصدر أمني في 22/01/93: «التحقيقات التي استكملت مع بعض المتهمين كشفت أموراً لم تكن الأجهزة الأمنية في البلاد تتوقعها ولا حتى السلطات العليا في صنعاء» وأضاف: «إن المخطط الإرهابي الذي كانت عناصر منظمة «الجهاد» في اليمن تحاول تنفيذه انطلاقاً من عدن وإبّين ولحج وحتى المحافظات الشمالية الرئيسية، أكبر بكثير مما أعلن في الصحف المحلية أو الخارجية، خصوصاً أن بعض العناصر «الجهادية» كان لها ارتباط بمسؤولين في الأمن ممن أحيلوا على التقاعد» وأضاف: «بعض هذه العنصر كان دائم التردد على دول مجاورة(…) بذرائع ومسميات متنوعة، إلا أن التحقيقات كشف خطورة المعلومات التي كانوا يسلمونها إلى قيادات «الجهاد» في الخارج» وقال مسؤول في النيابة: «بعض الاعترافات تمسّ المصحة العليا للدولة (…) ومنها ما يتعلق بأسرار يمكن أن تحدث إرباكاً في مسار العلاقات مع (دول شقيقة وصديقة) في حال كشفها».

وكان مصدر أمني أعلن في عدن في 14/01/93: «التحقيقات التي جرت مع المتهمين بالتفجيرات كشفت التنسيق القائم بين تنظيم «الجهاد» في اليمن وبعض القيادات والعناصر في حزب التجمّع اليمني للإصلاح» وأضاف: «إن الجناة اعترفوا أثناء التحقيق بأنهم في الوقت الذي ينتمون تنظيمياً إلى منظمة «الجهاد» في اليمن، فإنهم أعضاء أساسيون في حزب التجمّع اليمني للإصلاح. ودلّت البطاقات التي كانت في حوزة بعضهم على ذلك». ولكن مسؤولاً في «الإصلاح» في عدن نفى ذلك واتهم «عسكر الحزب الاشتراكي بتعذيب المعتقلين لإرغامهم على إلصاق التهم بالآخرين» وتحدّى المسؤول «الإصلاحي» بأن تعلن السلطات ذلك رسمياً للمواطنين بوسائل الإعلام وأن تجري المحاكمات علناً».

وكان مسؤولون في الحزب الاشتراكي اتهموا منظمة «الجهاد» ومَن وراءها بإجراء تصفيات لقيادات الحزب الاشتراكي لإلغائه من الساحة اليمنية. وهم يشيرون إلى السعودية حين يقولون بارتباطات «الجهاد» (بدول مجاورة). أي هم يتهمون منظمة «الجهاد» و«حزب التجمّع اليمني للإصلاح» بالارتباط بالسعودية، ويتهمون الجميع بمحاولة تصفية الحزب الاشتراكي. والأرجح أن زيارة الدالي وزير خارجية اليمن التي تمت أخيراً للسعودية وقابل خلالها الملك فهد، الأرجح أنها كانت للبحث باتهامات الحزب الاشتراكي التي بناها على اعترافات المعتقلين من منظمة «الجهاد».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *