دروس وعبر من صمود الشيشان المسلمين
1995/03/31م
المقالات
1,986 زيارة
بقلم: محمد أبو بكر
لقد صمد الشيشان المسلمون أمام دولة روسيا الكافرة صمود المؤمنين الأبطال، رغم تهديدها ووعيدها لهم، مع أن دولة الشيشان لا تساوي شيئاً أمام دولة روسيا من حيث المساحة والقوة العسكرية وعدد الجنود والسكان. مما يدل دلالة واضحة على مدى قوة المسلم وصلابته، تلك القوة المستمدة من إيمانه بالله واعتصامه بحبل الله سبحانه وتعالى وتوكله التام عليه. من هذا الصمود العظيم للشيشان المسلمين في وجه الروس الكفار وانتصارهم عليهم – بإذن الله – نستخلص بعض النقاط المهمة جداً، التي يجب على كل مسلم أن يدركها ويعيها وعياً تاماً. وقبل البدء بهذه النقاط لا بد من لفت النظر إلى مسألة مهمة، وهي أن بلاد الشيشان ليست جزءاً من الدولة الروسية، وإنما هي بلاد إسلامية، وكانت جزءاً من الدولة الإسلامية، وقد استولى عليها الروس أواخر أيام الدولة الإسلامية العثمانية، وضموها إلى الدولة الروسية، وكان هذا الضم احتلالاً ف يعصر الاستعمار واغتصاباً باطلاً، مما ينفي عنها أنها جزء من روسيا.
وفيما يلي نقاط خمس:
أولاً: لقد ضرب صمود الشيشان المسلمين النفسية الانهزامية عند المسلمين أمام أعدائهم، وأثبت أنهم أقوياء وشجعان، وأنهم قادرون على أن يقوموا بأعمال جبارة إذا كانت لديهم النية والإرادة والعزيمة على ذلك. وضرب صمود الشيشان كذلك “منطق العقلانية”، فكثيرا ما نسمع من يقول إنه ليس من الحكمة أن نفعل كذا وأن نفعل كذا… فول ترك الأمر إلى أصحاب “منطق العقلانية” ليقرروا للشيشانيين ماذا يكون موقفهم من روسيا لكان جوابهم: إنه ليس من الحكمة أن نواجه روسيا وأن نتحداها، فهي تتفوق علينا في من الناحية العددية وهي تمتلك جميع أنواع الأسلحة، وعندها مستودعات لا تنضب من الأسلحة، ونحن لا نملك إلا قليلاً من السلاح!
فلننظر ماذا حل بروسيا وكيف أخزاها الله تعالى وأذلها على يد الشيشان.
ثانياً: إن المقياس المادي ليس هو المقياس المعتبر في الإسلام، بل هذا هو مقياس الغرب، وهو يمثل نظرة الغرب إلى الأمور والأعمال، ويمثل وجهة نظره في الحياة إذ يقوم نظام الحياة في المجتمعات الغربية على مبدأ النفعية المادية، وليس عندهم أي اعتبار لأي قيمة غير القيمة المادية النفعية. أما في الإسلام فإن الإنسان المسلم دائم الصلة بالله تعالى ويؤمن المسلم أن النصر لا يأتي بكثرة العدد والعدة، وإنما يأتي بالإيمان والتحلي بالصبر والإخلاص في العبادة والطاعة والتوكل التام على الله عز وجل. فالله سبحانه وتعالى يقول: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ)، وقال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «… ونصرت بالرعب مسيرة شهر». إن المسلمين لم يقاتلوا أعدائهم الكفار بعدد ولا بقوة ولا بكثرة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام حتى أيامنا هذه. ففي معركة بدر كان جيش المشركين ثلاثة أضعاف جيش المسلمين، وفي معركة مؤتة كان جيش الروم ومن معهم من الأعراب يزيد عن جيش المسلمين بخمسين ضعفاً، وفي معركة اليرموك أيام الخلفاء الراشدين كان جيش الروم يزيد عن ثلاثة أضعاف جيش المسلمين، وفي فتح الأندلس أيام الأمويين كان جيش لذريق حاكم الأندلس يزيد عن جيش المسلمين باثني عشر ضعفاً. وها هم الشيشان اليوم – وهم قلة قليلة – يحابهون دولة عظمى ويصمدون أمامها صمود الأبطال المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار!
ثالثاً: أكد صمود الشيشان للمسلمين أنه لا شيء يسوغ اليأس من تغيير الواقع عند المسلمين، وأنه يجب على المسلمين أن يتخلصوا من مستنقع اليأس الغارقون فيه، وأن ينفضوا عنهم غبار الذل والهوان، ليعيدوا العزة والكرامة لنفوسهم ولأمتهم الكريمة، وأكد أن أسباب اليأس وعوامله عند المسلمين هي مصطنعة ومبرمجة وليست حقيقة. ولتوضيح هذه المسألة وإثبات أن المسلمين قادرون – إن شاء الله تعالى – على تغيير الواقع المغضب لله ولرسوله نقول بعونه تعالى:
هناك أمور كثيرة يراها الإنسان – قبل حصولها – صعبة جداً أو حتى مستحيلة، ولكنها رغم ذلك تحصل، ويأتي حصولها بشكل طبيعي وفي حالة طبيعية، أي أنها لا تحصل بشكل معجز وخارق للعادة أو لسنن الكون. وقد أكد القرآن الكريم على قصور عقل الإنسان ومحدوديته، قال تعالى: (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
ونعطي هنا بعض الأمثلة الواقعية الصريحة، لتأكيد ما ذهبنا إليه:
1- من كان يتوقع أن يتصور أن بريطانيا التي كانت تضم مستعمرات كثيرة، وكانت توصف بأنها “الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس”، من كان يتوقع أو يتصور أن بريطانيا هذه سيؤول أمرها وحالها إلى ما هي عليه الآن، وتأفل شمسها وينحسر نفوذها؟! وفي المقابل تبرز الولايات المتحدة الأميركية، وتقوى وتعظم حتى تصير الدولة الأولى في العالم، بعد أن لم يكن لها بروز أو تأثير في العالم؟! (وسيصيب أميركا ما أصاب بريطانيا إن شاء الله تعالى وستعود الخلافة الإسلامية من جديد).
2- من كان يتوقع أو يتصور انهيار الاتحاد السوفياتي بهذه السرعة، مع أنه كان الدولة المنافسة لأميركا، ولكن الشيوعية انهارت واندحرت وكفر بها أصحابها، وصار الناس يقولون “الاتحاد السوفيتي السابق”. (وستنهار أميركا إن شاء الله تعالى، وينهار معها النظام الرأسمالي العفن، وتموت الديمقراطية الكافرة، وستعلوا راية التوحيد فوق جميع بقاع الأرض بإذن الله).
3- من كان يتوقع أو يتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم – في بداية دعوته – وهو فرد أعزل لم يجمع حوله أكثر من خمسين رجلاً، وكل المجتمع ضده وليس معه أي قوة مادية تذكر، وكفار قريش يحاربونه على جميع الأصعدة، فقد شنوا عليه صلى الله عليه وسلم: حروباً إعلامية ومادية ونفسية واقتصادية وغير ذلك من صنوف الأذى والتعذيب التي كانوا ينـزلونها به وبأصحابه رضوان الله عليهم.. من كان يا ترى يتوقع – في ذلك الوقت طبعاً – أن هذا الرسول الكريم عليه السلام سوف ينتصر بإذن الله ويقيم دولة إسلامية في المدينة ويفتح مكة المكرمة وينتشر الإسلام ويعم بقاع العالم ويعتنقه مئات الملايين كما هو حاصل اليوم؟!!
فلو أن إنساناً يا ترى، قال عن أي واحد من هذه الأمثلة التي طرحناها – قبل حدوثها بالطبع – إنه سوف يحصل، أو أنه توقع أو تصور حدوثه (بالشكل الذي حصل فيه)، فماذا سيقول عنه الناس؟! وماذا سيكون موقفهم منه؟! لا شك أنهم سيعدون كلامه ضرباً من الخيال، وسيقولون إن كلامه مستحيل، هذا إذا لم يتهموه بالجنون أو ما شابه ذلك!
وليست الوقائع والأحداث والأدلة العقلية هي برهاننا الوحيد على ما نقوله، وإنما في القرآن الكريم والسنة النبوية أدلة قاطعة وبراهين ساطعة على رأينا هذان ونذكر هنا بعض هذه الآيات والأحاديث قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) ويقول تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا)، وقال تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ @ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). ولنتأمل ونتدبر قوله تعالى في هاتين الآيتين الكريمتين، قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، وقال تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا) صدق الله العظيم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لها منها» رواه مسلم، وقال: «بشر هذه الأمة بالسنا والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض. فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب» رواه الإمام أحمد، وقال: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بغز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر» رواه الإمام أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم: «… ونصرت بالرعب مسيرة شهر» متفق عليه.
رابعاً: إن صمود الشيشان الإيماني البطولي – وهم قلة قليلة – أمام دولة عظمى، قد اثلج صدور المؤمنين وأنعش نفوسهم ورفع من معنوياتهم، وشفى غليل صدورهم من الروس الكفار. قال تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ).
إن المسلمين قادرون إن شاء الله تعالى على محاربة إسرائيل والقضاء عليها قضاء مبرماً. المسلمون قادرون أيضاً إن شاء الله تعالى على تخليص المسلمين في البوسنة والهرسك من الصرب المجرمين. والمسلمون قادرون بإذن الله على أن ينقذوا إخوانهم المسلمين في الشيشان، وأن يردوا عنهم عدوان الكفار. المسلمون قادرون على كل ذلك، وإلى غير ذلك إن شاء الله تعالى، ولكن خيانة الحكام العملاء وتآمرهم على المسلمين يحولان دون ذلك. إذ الحكام يتسابقون إلى الصلح مع اليهود وتطبيع العلاقات معهم، وقد جعلوا الهم الأكبر عندهم محاربة الإسلام ومحاربة عودته إلى الحياة والحكم، ومحاربة حملته والدعاة إليه، كل ذلك خدمة للكفار، وحفاظاً على كراسيهم ومصالحهم. لقد كان انتصار الشيشان المسلمين وصمة عار وذل على جبين كل الحكام المتخاذلين، ولقد سود وجوههم مرغها بالتراب، وأذاقهم الخزي والهوان، قال تعالى: (وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ).
المشكلة إذن: أنه لا يوجد للمسلمين إمام مؤمن مخلص، يتقي الله فيهم ويخشاه، يحكمهم بكتاب الله وسنة رسوله ويرعى شؤونهم، ويكون أميناً على مصالحهم وحافظاً لحقوقهم وحرماتهم. إذا وجد هذا الإمام إن شاء الله تعالى، فعندها سيعلن المسلمون الجهاد الذي فرضه الله تعالى إلى يوم القيامة، ويحملون الإسلام رسالة إلى الأمم والشعوب بالدعوة والجهاد. قال صلى الله عليه وسلم: «الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به» متفق عليه.
خامساً: بقيت مسألتان مهمتان وهما:
1- إن حديثنا عن انتصار الشيشان المسلمين ليس حديثاً عنه من حيث حجمه المادي، أو من حيث نسبة هذا الانتصار أمام نسبة ما يلحق بالمسلمين من هزائم ونكسات في خارج الشيشان، كلا! ليس الحديث من هذه الزاوية، فمن الخطأ أن يقال إن روسيا ما يزال لديها قوة عسكرية عظمى. أو إن انتصار الشيشان لا قيمه له أمام المصائب والإذلال الذي يحل بالمسلمين في كثير من بقاع الأرض. من الخطأ الفاحش أن يقال ذلك، لأن المهم في الأمر هو تحدي الشيشان المسلمين لدولة روسيا – العظمى – وصمودهم أمامها، رغم أنها هددتهم وتوعدتهم باستعمال القوة العسكرية ضدهم إذا لم ينصاعوا لأوامرها، مع أن الرد الذي يتوقع أو يتصور من دولة كالشيشان أمام دولة كروسيا، هو أن يستسلم الشيشان لروسيا ويخضعوا لها، وأن يقولوا للروس – لشدة الخوف والفزع منهم – “تفضلوا وادخلوا بلادنا، ونحن على استعداد لتنفيذ كل ما تطلبونه منا، بلا قيد ولا شرط”، ولكنهم – أي الشيشان- وقفوا وقفة عز في وجه روسيا، وضربوا بتهديداتها وغطرستها عرض الحائط، وتوكلوا على الله واستلهموا منه الصبر والعزم على الصمود والمقاومة حتى آخر رمق، ولا شك أن الشيشان كانوا يعرفون جيداً مدى التفاوت في القوى بينهم وبين الروس الكفار! لذلك فإن انتصار الشيشان هو انتصار معنوي أكثر مما هو مادي، فهو – كما قلنا – قد رفع معنويات المسلمين عامة، وضرب اليأس المتأصل في نفوسهم وأحيا فيهم الآمال لتغيير الواقع المرير الأليم، والعيش بعزة وكرامة، وأيقظ فيهم روح الجهاد والقتال في سبيل الله لنصرة دينه وإعلاء كلمته.
من هنا فإن إذا انتصر الروس الكفار على الشيشان المسلمين – لا سمح الله ولا قدر – فإن ذلك لا يعني خطأ وبطلان ما قلناه وأوردناه في موضوعنا هذا، ولا يعني ذلك أيضاً أن كل ما استخلصناه واستنتجناه من انتصار الشيشان (في الجولة الأولى) هو بناء قصور في الهواء، فإن ما كتبناه من نقاط هنا هو حقائق، وليس مجرد فرضيات أو فلسفات، والحقائق ثابتة ولا تتغير،وإنما قد تخفى على الناس، أو قد يتم طمسها، ولكن في النهاية سوف تظهر الحقائق للناس وسيعرفون الحق من الباطل، كما قال تعالى: (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ) وكذلك فإن انتصار الشيشان قد كشف حقائق عدة كانت مطموسة، وأماط اللثام عن بعض الحقائق المزورة والأباطيل الكاذبة.
المسألة الثانية: تناقلت وسائل الإعلام أخباراً تفيد أن جنوداً مرتزقة يقاتلون مع الشيشان، ونحن نقول: إذا كان يقاتل مع الشيشان جنود مسلمين ليسوا من الشيشان، سواء أكانوا من العرب أو من غير العرب، فإن هذا الأمر يثلج الصدر ويطمئن النفس، وهو بشارة خير في الأمة الإسلامية، وكذلك نرى متطوعين مسلمين من مختلف البلاد يذهبون إلى البوسنة والهرسك ليقاتلوا مع إخوانهم ويدافعوا عنهم. إن هذا ليدل دلالة واضحة على أن المسلمين تطهروا إلى حد جيد من لوثة القويمة والوطنية والإقليمية التي زرعها فيهم الكفار من أجل تمزيقهم. وهذا يدل أيضاً على مدى تأصل الإسلام في نفوس المسلمين، وعلى القوة الروحية الموجودة في الإسلام، والتي تؤثر فيهم تأثيراً بالغاً، فلا تستطيع عند ئذ أي قوة – مهما بلغت – أن تنتزع الإسلام من نفوسهم.
نسأل الله النصر لإخواننا في الشيشان ولجميع المسلمين في جميع بقاع الأرض، ونسأله أن يعز الإسلام وينصر المسلمين ويذل الكفر والكافرين، إنه سميع قريب مجيب، والحمد الله رب العالمين.
مِن جَوامِع الكَلِم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنونَ تتكافُؤ دماؤُهم، ويَسعَى بِذِمَّتِهم أدناهُم، وهُم يَدٌ على من سِواهم».
وقال صلى الله عليه وسلم: «سَلُوا الله اليقينَ والعافيةَّ»
وقال صلى الله عليه وسلم: «المنيحةُ مردودةٌ.، والعارِيَّة مؤدَّاةٌ، والدَّين مَقضِي، والزَّعيمُ غارِم»
1995-03-31