رحلات رولاند إلى ليبيا تثير تساؤلات حي المال اللندني
1992/05/28م
المقالات
1,780 زيارة
□ لندن ـ الحياة 19/04/92 من رؤوف قبيسي:
ما زالت رحلات تايني رولاند الذي يسيطر على مجموعة «لونرو» البريطانية إلى ليبيا تثير تساؤلات عدة، إذ تبين أخيراً أن أهدافها لم تكن تجارية خالصة لعقد صفقة «متروبول» فحسب، وإنما سياسية أيضاً تتعلق بسعي ليبيا لفض نزاعها مع الغرب بطرق سلمية. وكان رولاند نظم صفقة اشترت ليبيا بموجبها ثلث أسهم مجموععة فنادق «متروبول» التي تملكها «لونرو» في بريطانيا بمبلغ 177 مليون جنيه استرليني.
وقال مارك تو نائب رئيس مجلس إدارة «لونرو شرق أفريقيا» إن اللقاءات التي عقدها رولاند مع الزعيم الليبي معمر القذافي تناولت البحث في مزيد من الصفقات التجارية بين ليبيا والشركة البريطانية العملاقةن لكنه اعترف بأن رولاند درس مع المسؤولين الليبيين ايضاً في طرق إنهاء عزلة ليبيا على المسرح العالمي بعد امتناع الدولة العربية عن تسليم المتهمين بالضلوع بتفجير طائرة أميركية مدنية فوق مدينة لوكربي في اسكتلندا عام 1988.
وتقول مصادر مطلعة إن بريطانيا كانت تفضل حل هذه المشكلة مع ليبيا بطريقة لا تؤذي مصالح الشركات البريطانية في ليبيا وهو ما عبر عنه تو حين قال: «إن هناك شركات بريطانية كثيرة في ليبيا وأن بريطانيا لا تريد فرض عقوبات كاملة خوفاً من أن تخسر هذه الشركات عقوداً كثيرة قد تؤدي بها إلىالافلاس».
وعلى رغم القلق البريطاني على مصالح الشركات البريطانية في ليبيا استمرت الحكومة البريطانية بالسير في خط الجفاء الأميركي الفرنسي حيال طرابلس الغرب حرصاً على عدم الظهور بمظهر التساهل مع مرتكبي الأعمال الارهابية.
وقال تو إن رولاند حصل أثناء زيارته ليبيا على موافقة القذافي على المحادثات السلمية التي صاغها بالتعاون مع الرئيس الكيني دانيال أراب موي.
وكانت صفقة «المتروبول» أثارت ردود فعل حادة في وقت كان مجلس الأمن يتدارس فرض عقوبات على ليبيا بسبب قضية لوكربي، كما أثارت الصفقة استهجان كثير من حاملي أسهم «لونرو» ودفعت بعضهم للمطالبة مجدداً باستقالة تايني رولاند «الحاكم المطلق» من مجلس إدارة الشركة البريطانية كما جعلت بعض المحللين في حي المال في لندن يقول أن بيع رولاند ثلث أسهم «متروبول» جعل الأسهم الباقية عديمة القيمة في اشارة إلى امتعاض حي المال اللندني مع بيع حصة كبيرة في «متروبول» إلى دولة «تساند الارهاب العالمي» وإلى تراجع قيمة أسهم «لونرو» في سوق الأسهم البريطانية.
وتملك ليبيا التي تشتري العقارات في بريطانيا منذ أربع سنوات محفظة عقارية قيمتها بين 90 إلى 100 مليون جنيه واستثمارات صغيرة في بلدة ملتون كينز وأماكن أخرى في بريطانيا بالإضافة إلى بناية «جاردين هاوس» في لندن التي اشترتها العام الماضي بمبلغ 35 مليون جنيه.
وذكرت صحف بريطانية أمس أن رولاند أحاط زيارته إلى ليبيا أثناء عطلة الأسبوع الماضي بكتمان شديد، كما كشفت أنه سافر مع تو في طائرة خاصة يوم السبت 11 نيسان (أبريل) الماضي إلى مدينة سيرت شمال ليبيا حيث عقدا اجتماعات مع القذافي وبعض المسؤولين الليبيين وسافرا في اليوم التالي إلى نيروبي □
1992-05-28