العدد 103 -

السنة التاسعة – جمادى الآخرة 1416هـ – تشرين الثاني 1995م

وقائع سياسية:حوار اتحاد طلبة كامبردج

((المعرفة هي المفتاح لإزالة الخوف من الإسلام))

هكذا كان عنوان الصحيفة البريطانية “الديلي جانك Daily Jang” التي تصدر في لندن، حول النقاش الذي دار يوم السبت 20/10/95 في جامعة كامبردج حول ما يسمى بتصاعد الإسلام الراديكالي (الأصولي) والخوف من الإسلام.

وقد بدأ النقاش بداية هزيلة عندما بدأ بسرد بعض العبارات الإعلامية المغلوطة والمبتذلة وملخصها أن الإسلام دين إرهابي وأن الإسلام ضد العنصر السامي، إضافة إلى هجوم مركز على حزب التحرير، وقد بلغ الحق على الإسلام قمته عندما ألقى “ألفريد شيرما” وهو مؤسس مركز الأبحاث السياسية كلمة وصف المسلمين بالفاشية والجور ووصف الصرب بأنهم ضحايا.

وذكر السيد مظفر بنقاش محرر صحيفة “الهلال الدولي” الحضور بأن المسلمين دائماً هم من كانوا بمنحون اللجوء لليهود عندما كانوا يتعرضون للاضطهاد في كل أنحاء العالم.

وتحدث البروفسور ديزريش أحد المحاضرين الرئيسيين عما سماه الخطر الحقيقي لانتشار ظاهرة الإسلام المتطرف مقارنة مع الإسلام المعتدل الذي يمثله شخصيات مثل حسني مبارك وياسر عرفات والملك حسين.

لقد انتصر الفكر على الصيغ المبتذلة عندما ألقى عضو حزب التحرير السيد عمر البكري محمد كلمة شن من خلالها هجوماً على الأوهام السائدة لدى عامة الناس عن الإسلام.

فلقد قال في بداية حديثه إن وجود الخوف في الإنسان عامل طبيعي وهو مظهر من مظاهر غريزة البقاء، وهو قسمان: خوف إيجابي وهو يحث الإنسان على التطلع للأفضل، فأنت تخاف من المرض فتتطلع إلى الصحة وتخاف من الجهل فتهرب إلى العلم. وخوف سلبي وهو يزري الإنسان ويجعله يعيش في أوهام، فالإنسان قد اخترع قصة الأشباح ثم خاف منها، واخترع قصة مصاصي الدماء ثم خاف منها، ومن هذا المنطلق فإن الغرب قد لفق أكاذيب عن الإسلام ثم خاف منه.

وأضاف الأخ عمر: إن الخوف يمكن التغلب عليه بالبحث عن أسبابه لا بتغذيته، لذلك فإننا ندعوكم للحوار المفتوح معنا حول الإسلام، وإنه يجب علينا أن نخاف من هؤلاء الذين يختبئون في الظلام ويلفقون الأكاذيب عن الإسلام ثم يضعونها في وسائل الإعلام ليقدموها للناس فيقبلها الناس ويرددونها كالبغبغاوات، أما هؤلاء الذين يأتون إلى النور للنقاش والحوار فلا خوف منهم.

وتساءل الأخ عمر: كيف يمكن للمسلمين أن يكونوا أعداء العنصر السامي والمسلمون مأمورون بالإيمان بكل الرسل ومن بينهم أنبياء بني إسرائيل من إبراهيم إلى عيسى عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.

وحول اتهام الإسلام بالإرهاب سأل عمر الحضور من هو المسؤول عن الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية واللتين أودتا بحياة الملايين من البشر، ومن هو المسؤول عن تفجير القنابل الذرية في هيروشيما وناغازاكي ومن هو المسؤول عن قنبلة أوكلاهوما ومن هو المسؤول عن حرب الخليج والحرب الدائرة في البوسنة؟!

وفي نهاية الكلمة القصيرة دعا الأخ عمر الحضور لدراسة الإسلام دراسة جدية وعدم الاستماع إلى الحكايات المختلفة عن الإسلام، وعقب انتهاء النقاش أدلت السيدة عائشة سعيد، مساعدة التحرير في جريدة كامبردج، بتصريح إلى جريدة الديلي جنك قالت فيه إن كلمة السيد عمر قد تركت انطباعاً مؤثراً لدى طلبة الجامعة، أما الطالبة أنا إيدفسون فقد قالت أتفق مع ما قاله عمر بكري بأن الخوف الأكبر يأتي من الجهل بالواقع، وأن السماع لأفكار حزب التحرير دون تدخل الإعلام كان منعشاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *