الجزائر
1992/03/31م
المقالات
1,916 زيارة
في 25/02/92 بدأ علي هارون، عضو المجلس الأعلى في الجزائر، زيارة إلى بلجيكا وأعطى هناك تصريحاً قال فيه بأن إلغاء الانتخابات وفرض حالة الطوارئ في الجزائر لا يعني تعطيل الديمقراطية، بل يعني قطع الطريق على التيار الظلامي كي لا يصل إلى السلطة. لأن هذا التيار (تيار الجبهة الإسلامية للإنقاذ) لو وصل إلى السلطة لكان قضى الديمقراطية ولكان خرّب البلاد، ولكان تأثيره انتشر وسيطر في تونس ثم المغرب ثم الضفة الشمالية لغرب حوض البحر الأبيض المتوسط.
أما فرنسا فقد قررت التدخل العسكري في جيبوتي إلى جانب الحكومة بقيادة حسن جوليد ضد المعارضة العسكرية. وكانت المعارك قد اندلعت بين الحكومة والمعارضة في جيبوتي منذ حوالي ثلاث أشهر، ولم تتدخل فرنسا إلا الآن. وقد نقلت بعض الأخبار أن الذي دفع فرنسا للتدخل هو أنها رأت تنسيقاً بين السودان وإيران ونيّة عندهما للتدخل في جيبوتي، فأرادت أن تسبقهما لقطع الطريق عليهما.
والرابط بين هذه الخبرين هو خوف فرنسا (ودول أوروبا) من سيطرة أنظمة إسلامية أو تتظاهر بالإسلامي على مناطق النفوذ الفرنسية (الأوروبية).
إيران والسودان كانتا تأملان باحتواء الجبهة الإسلامية في الجزائر لو استملت السلطة، وأميركا تأمل باحتواء الجميع تحت مظلة النظام الدولي الجديد، كل هذا يجري ويُخطط له والجبهة الإسلامية للإنقاذ على غير دراية به (حسب تقديرنا) فهي ما زالت حديثة النشأة طرية العود في الحقل السياسي.
ونأخذ العبرة من قوله تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) فلو تم تكليف الجبهة الإسلامية بتشكيل حكومة لكان الأرجح أن تفشل أو يتم احتواؤها وانحرافها، أنها غير مهيأة لإقامة الدولة الإسلامية التي يتطلع إليها المسلمون في العالم والتي ستصارع الغرب والشرق في آن واحد.
ولذلك فإننا نوصي إخواننا المسلمين في الجزائر أن لا يبتئسوا ولا يحزنوا، فإن عملهم قد أعطى من الثمار فوق ما يتصورون. فحين اختار المسلمون الإسلام في الانتخابات ونبذوا ما عداه بُعث الأمل عند الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها.
وبعد ذلك فهم المسلمون أن الغرب يتشدق بالديمقراطية وهو كاذب.
ثم فهم المسلمون أن الغرب يحقد على الإسلام ويرتعب منه، ولا يمكن أن يسمح للمسلمين بإعادة الإسلام إلى السلطة إن استطاع فعلى المسلمين أن يخططوا ويعملوا لإعادة الإسلام رغم أنف الكفار وعملائهم.
ثم كانت تصرفات السلطة الجزائرية من إلغاء الانتخابات، إلى فرض حالة الطوارئ، إلى كم الأفواه حتى في المساجد، إلى الاعتقالات الواسعة، إلى إطلاق النار وقتل الناس… كل ذلك سيزيد نقمة الناس على الطغمة المتسلطة وسيزيد تأييدهم لدعاة الإسلام وتمسكهم بنصرة الإسلام.
وبعد ذلك فإن العاملين لعودة الإسلام سيأخذون فترة تأمل ووعي وإعداد واستعداد كي يعرفوا كيف يتعاملون مع الدول الغربية وعملائها، وكيف يأخذون السلطة ويرفعون الراية ويطبقون الإسلام ويحملون رسالته للعالم
1992-03-31