بريد الوعي
رسالة إلى علماء الإسلام
بقلم: رائد عبد الله
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا يستطيع أحد منكم إنكار سوء الواقع الذّي تمرّ به أمّة الإسلام وبلاد المسلمين، فلقد سمع القاصي والدّاني بذبح المسلمين في بقاع شتّى وباغتصاب أراضي المسلمين في أنحاء مختلفة وبخيانات عظمى يرتكبها الزّعماء هنا وهناك، وبمؤامرات هائلة يقصد الكفّار منها تدمير الإسلام وإبادة أهله.
هذه الهجمة الشيطانيّة الشرسة التّي لا تزيدها الأيّام سوى شدّة وتعاظم وخبث، يجب أن تضعكم وجها لوجه أمام مسؤوليّاتكم الجسيمة التّي ألقاها الله عزّ وجلّ على عاتقكم، ولن ينفعكم التهرّب من أداء الواجب في الدنيا والآخرة.
تقتضي الأمانة القول بأنّه قد وجد علماء سوء أيّام الخلافة الأمويّة وكذلك الخلافة العبّاسية، لكن السلطان الذّي كانوا يلتفّون حوله كان سلطانا إسلاميّا على كلّ حال ولو أنّه قد أساء تطبيق بعض جزئيّات الإسلام. في الوقت ذاته، كانت هناك نماذج مشرقة من علماء أفذاذ كانوا لا يخشون في الله لومة لائم حين يصدعون بالحقّ وكانوا يحاسبون الحكّام بمنتهى الجرأة، لا يغريهم متاع ولا يخيفهم تهديد. كانوا يريدون من الخليفة أن يكون في القمّة، ولذلك كانوا يوجّهون له النقد اللاّذع على أقلّ خطأ.
في أيّام هارون الرّشيد، كانت الدّولة خلافة إسلامية تطبّق الشرع وأمان هذه الدّولة بأمان المسلمين. كان الخليفة هارون الرّشيد شديد البكاء عند الموعظة سريع التّراجع عن الخطأ، وكان يغزو عاما ويحجّ عام طوال خلافته (التّي وصفت بأنّها أيّام عرس دائمة) ومات مرابطا. ومع ذلك لم يطق العلماء الصبر على هفوة أو هفوتين منه وناله منهم التوبيخ الثقيل.
لا يوجد في حكّام اليوم أيّ حاكم يمكن أن يصل إلى مستوى هارون الرّشيد ويتقازمون جميعا أمام ما يمثّله هذا الخليفة. حكّام المسلمين اليوم مجرّد أدوات رخيصة في أيدي الدول الكبرى ولا يملكون من أمرهم شيئا في حقيقة الأمر. فرضهم الكافر فرضا على رقاب المسلمين وعهد إليهم بثلاث مهمّات:
-
تطبيق أحكام الكفر على المسلمين ومنع الأحزاب الإسلاميّة المخلصة من العمل.
-
الإبقاء على تجزئة البلدان الإسلاميّة والحيلولة بينها وبين الوحدة.
-
حماية مصالح الكفّار في بلدان المسلمين وضرب كلّ محاولات امتلاك الإرادة التّي قد تهدّد دوام