العدد 119 -

السنة الحادية عشرة – ذو الحجة 1417هـ – نيسان 1997م

أيا بائِعِيْ مَسْرَى النَبِيِّ رُوَيْدَكُمْ

أيا بائِعِيْ مَسْرَى النَبِيِّ رُوَيْدَكُمْ

سَألتُ غُثاءَ السَيلِ والعينُ تَدْمَعُ
بأنَّ عُلُوجَ الرُومِ جاسُوا ديارَكمْ
وأنَّ خِيارَ الناسِ أمّةَ أحمدٍ
أفي كلِّ عامٍ تَشهدونَ دوَيلةً
فَهِمّةُ قَوميْ في الخليجِ بطونُهمْ
لَحا اللهُ خَوّاناً وقَرّب يومَهُ
وأَتْبَعَ حكّامَ الفسادِ بلعنةٍ
وأَبْدَلَنا بالظالمينَ خليفةً
ويحميْ ثُغُوراً قد أُبِيحتْ وبيضةً
وأخرى أقامتْ في فِلَسطينَ سلطةً
ومَنْ لم يجدْ نفطاً وغازاً يبيعُهُ
بِأُسْلو أتموا لِرابينَ صَفقةً
فباءُوا مِنَ اللهِ العظيمِ بغضبةٍ
ولكنهمْ لم يَعرفوا طبعَ أُمّةٍ
وفي مُحْكَمِِ التَنزيلِ وصفُ عُهودِها
أيا بائعيْ مَسرى النبيّ رُوَيْدَكُمْ
إذا دارتِ الأيامُ واشتدَّ ساعدٌ
ولنْ تنفَعَ العادِينَ أموالُ نَوْبَلٍ
تُمَهِّدُ درباً لامتصاصِ دمائِنا
فما هي باللاّئيْ تُضَمِّدُ جُرحَنا
نَسِيْتُمْ بلادَ الشّاشِ والقَرْمِ قبلَها
وبالأمسِ ناءُوا في الخليجِ بِكَلْكَلٍٍ
وقامتْ لِحُكْمِ البَغْيِ إذّاكَ ضجةٌ
فلَمْ نَرَ طحناً يُثْلِجُ الصَدْرَ وَقْعُهُ
وأضحتْ عُلُوجُ الرُومِ نَشْوى أَمينةً
وكانتْ حِمَى الإسلامِ دِرْعاً مَنِيعةً
وليس غريباً أنْ يُرى العَيْر(3) ناهِقاً
فيا لَهْفَ قلبيْ هلْ تعُودُ لدينِنا
ويُجْبَى لبيتِ المالِ فَيْءٌ وجِزْيَةٌ
إلى مَقعدِ العِزِّ الذي لا يَرُومُهُ
إذا حدثَتْهُ النفسُ يوماً بغَدرةٍ
كتائبُ توحيدٍ بها الموتُ كامنٌ
أَحَدُّ منَ البِيضِ الصِفاحِ مَضاؤُهُ
وليس غريباً أن يُرى النصرُ بَغْتةً
وما النصرُ إلا مِن حكيمٍ فإنْ يَشَأْ
#         

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

#  

أَحَقّاً عبادَ اللهِ ما أُحِسُّ وأَسمعُ
وأنتمْ حَيارى مُسْتَكِينُونَ خُشَّعُ
عَقِيمٌ مِنَ الأحرارِ صحراءُ بَلْقَعُ
على الكعكِ والبترولِ تَبْنيْ وتَصنعُ
وأمعاءُ أبناءِ العراقِ تُمَزَّعُ
لعلّ بُنَيّاتِ العِراقَيْنِ تَشْبَعُ
يشارِكُهمْ فيها السَفِيهُونَ أَجْمَعُ
يَهُزُّ لواءَ المسلمينَ ويَرفعُ
فما إِمْرةُ الصِبْيانِ تَحْمِيْ وتَمْنَعُ
إلى أرضِ مِجْرِيْطٍ(1) تَخُبُّ وتُوضِعُ
فلا بأْسَ بالأوطانِ تُشرى وتُقطَعُ
وفي غفْلةِ الأحرارِ خانُوا ووَقَّعُوا
تَكادُ الرَواسيْ الشُمُّ منها تُصَدَّعُ
تريدُ جميعَ الكَفِّ إنْ نِيلَ إصبعُ(2)
إذا عاهدتْ عنْ نَبْذِها لا تَوَرَّعُ
أأنتمْ يهودٌ أم رَعادِيدُ خُنَّعُ
فسوف تَرَوْنَ النجمَ في الظُهرِ يَطْلُعُ
ولا مانِحاتُ المالِ ترجو وتطمعُ
تُضاهِئُ دَورَ الراعيَيْنِ وتَتْبَعُ
ولكنها مِنْ عَمِّها سامَ أَشْنَعُ
وما كان في الأفغانِ أَنْكى وأَبْشَعُ
وتحالفوا ضد العراق وجَمَّعُوا
وتَدَثَّرُوا جِلْدَ النُمورِ وقَعْقَعُوا
وظلتْ عبيدُ الكفرِ تعطيْ وتَخضعُ
فها هي في شَطِّ الكويتِ تسفّعُ
تُسامِيْ عَرِينَ اللّيثِ بل هي أَمْنَعُ
إذا غابتِ الآسادُ يَنْزُو ويَرْتَعُ
بَيارِقُ مَجْدٍ تحتها البِيضُ تَلْمَعُ
ويَرْقى بنا فوقَ السحائبِ أَصْمَعُ(4)
عظيمٌ مِنَ الكفارِ أصفرُ رَعْرَعُ(5)
أتاهُ جوابٌ مِنْ سَنا البرقِ أَسرعُ
يقدِّمُها صَوْبَ المعامِعِ أَرْوَعُ
شديدٌ على الأعداءِ مِقْدامُ سَلْفَعُ(6)
فيَفرحُ أقوامٌ قليلونَ رُكَّعُ
وإلا فرأسُ الناسِ قتّاتُ(7) قُنْدُعُ(8)
#          

عبد الرحمن العقبي

شرح بعض المفردات:

(1) مجريط: مدريد –   (2) تريد جميع الكف إن نيل إصبع: مثل عند اليهود وترجمته أعطني إصبعك آخذ يدك –   (3) العير: الحمار –   (4) أصمع: المترقي أشرف المواضع،أو السيف القاطع –   (5) رعرع: جبان –   (6) سلفع: جريء شجاع –   (7) قـتات: الذي ينم للأمير –   (8) قندع: ديّوث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *