العدد 123 -

السنة الحادية عشرة – ربيع الآخر 1418 – آب 1997م

كلمة أخيرة مذابح الجزائر ، من وراءها ؟

كلمة  أخيرة

مذابح الجزائر ، من وراءها ؟

بعض الصحف الجزائرية تنشر بين حين وآخر أخباراً عن مجازر جماعية يذهب ضحيتها مدنيون أبرياء. وتنشر الصحف أن القتلة يقتلون الأطفال والشيوخ والنساء، يقتلونهم بالسلاح الأبيض، ويغتصبون النساء ويخطفون الفتيات، ويبقرون بطون الحوامل؛ لا لذنب إلا لإشاعة الرعب، وضرب الأمن وتخريب البلاد!

الصحف التي تنشر هذه الأخبار تنسبها إلى مسلحين مجهولين، ولكنها توحي بأنهم مسلمون أصوليون. وهي تقصد بذلك تشويه صورة من يدعو  إلى الإسلام وإلى تحكيم الشريعة الإسلامية. وتريد أن تصوّر هؤلاء الدعاة بصورة المجرمين من أجل أن يكرههم الناس وينفضّوا من حولهم.

نحن نقرأ ونسمع ونعرف من طرق كثيرة أن الحركات الإسلامية في الجزائر تتبرأ من هذه المجازر وتشجبها وتشجب القائمين بها. والجبهة الإسلامية للإنقاذ دائماً تشجب هذه الأعمال. حتى إن الجماعة المسلحة التي يلصقون بها هذه الجرائم تتبرأ منها، ولا تعترف إلا بعمليات من نوع محدد ضد رجال السلطة حصراً.

نحن لا نتصور أن حركة إسلامية، مهما ساء فهمها للإسلام، يمكن أن تُقْدِم على مثل جرائم قتل الأطفال والشيوخ والنساء الغافلين، فضلاً عن هتك الأعراض واغتصاب النساء وبقر بطون الحوامل. هذه ليست أفعال دعاة يدعون إلى إقامة دولة إسلامية، وتطبيق الشريعة الإسلامية. ولا يمكن لأية حركة إسلامية نذر شبابها أنفسهم لنصرة الإسلام، واستعدوا لبذل دمائهم وأرواحهم في مقارعة الطغاة للقضاء على الظلم وتحكيم شريعة الرحمة، لا يمكن أن ترتكب هذه الجرائم الشنيعة.

إذاً من وراء هذه الجرائم؟

في 26/07/97 عقدت «جبهة القوى الاشتراكية» مؤتمراً صحفياً في الجزائر العاصمة وطالبت الدولة بـ «كشف الحقيقة كاملة» عن مذابح المدنيين. وقالت بالحرف: «إن جبهة القوى الاشتراكية لا تفهم سبب عدم وجود معلومات رسمية عن هذه الجرائم الدنيئة، ولا تقاعس الدولة المتكرر عن كفالة أمن المواطنين، ولا أسباب عدم التعرف على الجناة وشركائهم، وعدم القبض عليهم ومحاكمتهم».

وهذا الكلام يوجه إصبع الاتهام إلى الدولة نفسها. يعني أن هناك عصابات مسلحة تسلحها الدولة وتطلقها للقيام بهذه الجرائم ثم تلصقها، عن طريق بعض الصحف، بالمسلمين (الذين يسمونهم أصوليين). وهذا يعني أن الأخبار مضخمة بشكل كبير، ولذلك فإن الدولة لا تصدر بيانات رسمية بها وتترك ذلك لبعض الصحف.

         اللهم إنا نبرأ إليك من هذه الجرائم، ومن الذين يرتكبونها. ونبرأ إليك من هذه الحكومات التي تتآمر على شعوبها، وترسل إليهم من يذبحهم من أجل إلصاق الجريمة بالمعارضين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *