العدد 124 -

السنة الحادية عشرة – جمادى الأولى 1418 – أيلول 1997م

حـضـارة غربية منـحـطـة

كلمة  أخيرة

حـضـارة غربية منـحـطـة

حين أُعلِن خبر موت ديانا أُعلِن عن اكتشاف مقابر جماعية في البوسنة لمسلمين كان قد قَتَلَهم الصربُ، ولم يهتم أحد بالقتل الجماعي الظالم، بل انصرف الاهتمام إلى موت ديانا. حتى الذين ماتوا معها لم يلتفت إليهم أحد. عشرات ومئات من الأبرياء تذبح كل يوم في الجزائر، ولا أحد يكترث! مئات الآلاف ذبحت قبل أشهر في أفريقيا بين الهوتو والتوتسي، ولا من يسأل! أطفال العراق يموتون لأن دول الحضارة الغربية تمنع عنهم الغذاء والدواء باسم الشرعية الدولية!

إذا كان إهمال كل كوارث الموت الرهيبة هذه والاهتمام الزائد بموت ديانا هو موقف شعبي عفوي وغير مُوَجَّه فهذا دليل على فساد المفاهيم والأذواق والمقاييس الموجودة عند مثل هذه الشعوب، أي فساد الحضارة التي تَرَبَّتْ عليها هذه الشعوب.

وإذا كان ذلك ليس عفوياً عند الشعوب، بل جاء من توجيه وسائل الإعلام وتأثيرها، فهذا دليل على فساد وسائل الإعلام والتوجيه، وأنها أفسدت الشعوب، وهذا يعني بالتالي فساد الحضارة التي تقوم عليها وسائل الإعلام وتقوم عليها مفاهيم الشعوب وسلوكها.

نعم إنه فساد الحضارة الغربية التي تتحكم بأكثر العالم الآن.

إسمعوا كيف يعلّق إدوار سعيد، المفكر المعروف والذي يعرف الحضارة الغربية، كيف يعلّق على الصحافة البريطانية بمناسبة موت ديانا: «الصحافة الشعبية البريطانية معروفة بتعاملها الهستيري مع المشاهير، الذين تعتبر أن دورهم الرئيسي في الحياة هو توفير مسلسلات لا نهاية لها من الفضائح لها ولقرائها. والفضائح الأقوى هي عادة تلك التي يمتزج فيها الجنس والسياسة» ويضيف: «إن الهدف الرئيسي من الفضائح هو إدخال ما يمكن من الإثارة على حياة القراء وما فيها من روتينية وشحوب(…) وكل هذا بهدف الإثارة ليس إلا، من دون أي محتوى إخباري حقيقي» ويضرب مثلاً على ذلك محاكمة أو.جي.سمبسون في الولايات المتحدة. ويقول بأن محور الإثارة يتركز على المال والجنس. ويقول بأن هذا ليس عمل الصحافة الشعبية وحدها، بل إن صحيفة «صندي تايمز» الأسبوعية الرصينة اندفعت في الإثارة، وإلى المال والجنس أضافت العنصرية فهاجمت آل الفايد والعرب والمسلمين.

واسمعوا ما يقوله جيف سايمونز الكاتب البريطاني مؤلف كتاب «تعذيب العراق» يقول: «أَخبِرْهم عن أبرياء بالآلاف، بمئات الآلاف مضطرين إلى شرب مياه المجاري، وعن نساء يرتجفن بصمت وهن يحملن أطفالهن الذين يموتون على أيديهن. عن آلاف الأطفال أُوقِعوا في شرك لا مخرج منه. عن رضّع يابسي العود، عن بطون منتفخة من الجوع، عن أطفال مصابين بالعمى لانعدام الأنسولين، عن ملايين محرومين اليوم من الغذاء الكافي والدواء».

شعوب الحضارة الغربية تمجّد امرأة اشتهرت بكثرة الفضائح، وأعلنت دون حياء على التلفزيون أمام الملايين أنها تزني وتمارس الخيانة الزوجية. وكان رئيس الوزراء ينوي تكليفها لتكون سفيرة متجولة لنشر حضارة بريطانيا.

قارنوا أيها المسلمون بين حضارتكم ذات القيم الرفيعة وبين الحضارة الغربية، حضارة المتع والإثارة الجنسية والشهوات والمال والاستهلاك.

          الحمد لله الذي نجانا من الضلال وهدانا إلى الإسلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *