العدد 268 -

العدد 268- السنة الثالثة والعشرون، جمادى الأولى 1430هـ، الموافق أيار 2009م

صرخة: حتى متى الانتظار مادام التغيير بيدنا؟

صرخة:

حتى متى الانتظار مادام التغيير بيدنا؟

 

يا من تعبدون رباً واحداً، وتتعبدون بتلاوة كتاب واحد، وتتنسّمون خطى سيدكم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)… يا من تتوجهون إلى قبلة واحدة… يا من أراد الله لكم أن تكونوا لبعضكم كالبنيان أمة واحدة… يا من أراد الله لكم ذمة واحدة، وجسداً واحداً… يا من تسمعون قول سعد بن معاذ إلى الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) «… والله لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد»… هيّا لننافس صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في نصرة الإسلام…

بماذا تجيبون الأنصار غداً إذا قالوا لكم: قد نصرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن قلة، أما أنتم فقد كنتم كثيرون ولم تنصروه؟ بماذا تجيبونهم إذا قالوا لكم: بايعناه على حرب الأبيض والأسود وأن نمنعه مما نمنع منه أولادنا ولنا الجنة، أأخلفكم الله موعده أم طال عليكم العهد ورضيتم بالحياة الدنيا؟..

يا معشر أهل القوة والمنعة، أتحسبون أن الله أعطاكموها لتطلبوا بها الدنيا دون الآخرة، أتطيب أنفسكم وأنتم تخذلون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ ألا تخشون أن يقول لكم: إليكم عني إليكم عني؟ هي إحدى اثنتين: إما منافسة الأنصار في نصرة الإسلام، وإما الإعراض ومشايعة بني عامر بن صعصعة في شرطهم…

ماذا إذا نادى ربكم رسله يوم القيامة: أن يخرج كل رسول خيار أمته، أين تحسبون أنفسكم، أفي الصدر أم في العجز؟ أئمة وقادة، أم تبع وأذناب؟

أين إيمانكم، أين كبرياؤكم، أين عزتكم؟ أترضون أن يذهب الناس بالأوسمة والأنواط والنياشين: هؤلاء أهل بدر، وهؤلاء فاتحو الشام، وهؤلاء فاتحو العراق، وهؤلاء فاتحو مصر وبيت المقدس، وهؤلاء فاتحو القسطنطينية، وأنتم صفر اليدين؟..

قوموا وكونوا أهل الخلافة الراشدة الثانية، قوموا لفتح رومية…

قوموا وأقيموا الخلافة الراشدة الثانية وكونوا أهلها وأنصارها وسعديها…

يا إخوة محمد بن القاسم، فاتح السند، وقتيبة بن مسلم، ومحمد الفاتح، يا أحفاد الفاتحين إن الخطب جلل والأمر جد خطير، إن الأمور قد ادلهمت بالظلم والظلام، ولا مخرج إلا بنور الله. والنصر قريب لمن نصر الله، قال ربكم وهو أصدق القائلين: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج 40].

اللهم تاقت أنفسنا إلى أيام عزتك، فحقق لنا الاستخلاف والتمكين، اللهم لا خير إلا خيرك، ولا نصر إلا نصرك، عز جارك وجل ثناؤك، ولا إله غيرك.

قد يكون ذلك للخوالف بعيداً، قد يتراءى ذلك للقواعد المثبطين سراباً، ولكن الناظرين بنور ربهم، الواثقين بوعده سبحانه، المستيقنين بنصره لهم وحده، يرونه قريباً، بل قد انكشف لهم حجاب من سجف غيب مكنون أن جحافل النصر والتحرير قادمة بإذن الله، وليكن قوله تعالى رائدنا: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ) [الحج 15].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *